
يعتبر الفنان القدير أنور عبد الله واحدا من أهم الرموز الموسيقية في الكويت ومنطقة الخليج لما قدمه من تاريخ حافل بالعطاء وابداعات استثنائية استطاعت أن تثري المكتبة الموسيقة الخليجية لعدة عقود قدم خدمات جليلة للأغنية الكويتية وساهم بشكل كبير في تألقها وازدهارها وتطويرها فذاع صيته وبلغت شهرته الافاق بعد أن أكتشف العديد من الأصوات بعضهم أصبح من المشاهير الان فهو مكتشف الأصوات وصانع النجوم فنان أخلص لفنه وأعطاه من عمره الكثير فاستحق ماوصل اليه من نجاح بصماته واضحة على خارطة الفن الكويتي والأغنية الخليجية و مسيرته زاخرة برصيد يتجاوز500 أغنية عاطفية ووطنية ورياضية شغل قبل سنوات ولايزال منصب نائب رئيس مجلس الادارة في جمعية الفنانين الكويتيين وفيما يلي نستعرض جوانب من حياته وبعض ارائه في الفن والموسيقي والذكريات .
البدايات
درس في روضة النيل، بمنطقة الشويخ السكنية، عام 1964، ثم التحق بمدرسة الغزالي الابتدائية، وتابع دروسه المتوسطة في مدرسة الشامية، بعدها انتقل إلى ثانوية مدرسة يوسف بن عيسى، ولم يستمر فيها أكثر من فحول أوراقه الى ثانوية كيفان ليكون مع أصدقائه وزملائه ودرس فيها لمدة عامين، ثم انتقل الى معهد الموسيقى عام 1975، ودرس أربع سنوات دبلوم ومثلها بكالوريوس وكان من بين أبناء جيله وأصدقائه عصام الصقر، محمود الشطي، أحمد السميط، عبدالعزيز مبارك الحساوي، عبدالله البدر، حمد البدر، بدر البدر، عادل السميط، محمد شهاب (جارنا)، عبدالرحمن الجيعان كان يغني لأصدقائه في السمرات، كترويح عن النفس،خاصة أنه أجاد العزف على العود، فقدم أعمالاً يمنية لمحمد جمعة خان، ثم كويتية لحمد خليفة وراشد الحملي وكان عاشقا لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وتأثر به وبألحانه وموسيقاه، وكذلك رياض السنباطي، وعزفه الجميل على العود إضافة إلى ألحانه، وأحب أعمال الملحنين محمد الموجي وبليغ حمدي، ومن الكويت الملحن أحمد باقر .
ارائه في الاغنية الكويتية وتاريخها وشخصياتها
يقول عبد الله الأغنية الكويتية ارتبطت بمحمد بن لعبون أحمد أمراء الشعر النبطي، الذي نسب إليه الفن اللعبوني والسامري، إلى جانب عبدالله الفرج الذي سبق زمانه لكونه أول من أدخل الإيقاعات إلى الأغنية الكويتية، وهو أصل الموسيقى في الكويت ورائدها بإدخال فن الصوت والإسهام بانتشاره، وكان منزله عبارة عن ملتقى للفنانين آنذاك على المستوى المحلي والجزيرة العربية، وعمل الكثير من الألحان البارزة مثل تريد الهوى .
وأضاف أن الأغنية الكويتية تطورت بأصوات عدة ملحنين ومطربين في ظل إنشاء مركز الفنون الشعبية، رغم أن النظرة الاجتماعية السائدة للفنانين آنذاك لم تكن مشجعة، وكان الراحل سعود الراشد يقول انه «يخش العود» حتى لا يراه الناس، مشيرا إلى أن النقلة الفارقة في تاريخ الفن الكويتي أحدثها الراحل أحمد باقر و«شادي الخليج»، لكونهما كسرا الحاجز التقليدي، وقدما الكثير من الأعمال الجميلة .
واشار عبدالله الى فكرة إنشاء معهد الدراسات الموسيقية الذي كان ثمرة عمل ودراسة واجتهاد الراحل أحمد باقر.
وتطرق عبدالله إلى مسيرته الموسيقية، فقال انه كان يعشق الموسيقى منذ الصغر، خصوصا آلة «الدرامز»، ومن ثم تعلم العزف على آلتي الأكورديون والعود، لافتا إلى أن من أهم القرارات التي اتخذها في حياته الفنية دخول المعهد العالي للفنون الموسيقية.
وأضاف أنه اشترى أول «عود بغدادي» مقابل ثلاثين دينارا، وكانت على شكل أقساط وهو محتفظ به حتى الآن، ولقد تفوق في دراسته الموسيقية وتعرف على الفنان عبدالعزيز السيب الذي غنى أول لحن له عام 1986 بعنوان «يا قمرية الوادي» كلمات الشاعر أحمد شوقي، كما قدم لحنا للفنان السيب بعنوان «دعانا وصلك في ليل الأماني»، وكان ثمرة تعاون مع الشاعرة خزنة بورسلي التي التقى بها في رابطة الأدباء، مضيفا أنه تخرج في المعهد الموسيقي وعين معيدا، وقدم في الساحة الغنائية العديد من الألحان الناجحة. وكانت الانطلاقة في حقبة الثمانينات بينها مقدمة مسلسل «الغرباء» كلمات الشاعر عبداللطيف البناي وغناء الراحلة رباب.
وذكر عبدالله أنه يعتبر أكثر ملحن تعاون مع الفنان عبدالكريم عبدالقادر في حصيلة بلغت 35 لحنا عاطفيا، وغيرها من الألحان الوطنية والرياضية والاجتماعية، كما أنه تعاون مع كبار الفنانين في الكويت والخليج والوطن العربي؛ مثل وديع الصافي ومحمد عبده وعبدالمجيد عبدالله وعبادي الجوهر وآخرين، كما تشرف باللقاء مع شخصيات مهمة بحياته الفنية مثل الشيخ جابر الأحمد الصباح طيب الله ثراه، الأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله الصباح، وسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح، والشاعرة د. سعاد الصباح، والشاعر الشيخ محمد بن راشد المكتوم الذي يعتبر من الشخصيات التي وقفت معه.
اكتشاف الأصوات
وتحدث عبدالله عن عشقه في تبني المواهب الغنائية الصوتية، حيث قدم صوت نوال في مسرحية «دفاشة»، إلى جانب الفنانين محمد البلوشي وعبدالله الشحمان، كذلك اكتشف صوت الفنانة الإماراتية أحلام عام 1993 وقدم لها عدة ألحان في الألبوم الأول، ونجحت عدة أغان بينها «قلبي يا اللي» من كلمات الشاعر ناشي الحربي