
أعلنت دار سعاد الصباح للثقافة والإبداع اعتمادها نتائج مسابقاتها بفرعيها العلمي والأدبي للعامين 2023 – 2024، وهي مسابقات جائزة عبدالله مبارك الصباح للإبداع العلمي ومسابقات جائزة سعاد الصباح للإبداع الفكري والأدبي، والتي تستمر الدار في تقديمها منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وشددت الدكتورة سعاد الصباح، في تصريح لها بهذه المناسبة، على المضي قدماً في مواصلة طرح المسابقات، وتقديم الجوائز للموهوبين العرب من الشباب، بغية التشجيع على الإبداع، وتحفيز العقول لتعبيد الطريق نحو مستقبل أجمل للأجيال.
وأوضحت د.سعاد الصباح أن الهدف من هذه الجوائز، منذ انطلاقتها في ثمانينيات القرن الماضي، كان تشجيع الشباب العربي على البحث والابتكار وتنمية المواهب الأدبية والعلمية..
وقالت: «كان إطلاقنا لهذه المسابقات، زوجي الشيخ عبدالله مبارك الصباح وأنا، نابعاً من إيماننا بأن تنمية رأس المال البشري لا تقل أهمية عن تنمية أسواق المال والبورصات، وأن تنمية العقول ورعاية المواهب هي ضرورة للتقدم».
وأضافت: «هدفنا من خلال المسابقات وجوائزها تحفيز الإبداع، وتشجيع الجيل الجديد على الغوص في عمق المعرفة، الأدبية والعلمية، وكشف المواهب التي لم تتح لها الفرصة للظهور ثم الاهتمام بها؛ أي أن الغاية الأساسية تحقيق العدل لجيل الشباب الذي لا يجد فرصته لإعلان ذاته علامة ثقافية جديدة، وهذا منبع حرصنا على الوصول إلى الموهوبين والنابغين في كل بلد عربي والاعتراف بهم وتكريمهم وطباعة كتبهم الفائزة لمواصلة المسيرة».
وأكدت د.سعاد الصباح أن دار سعاد الصباح للثقافة والإبداع ستبقى تحتضن إنتاج الشباب، من خلال جوائزها التي تقدمها للمبدعين وطبع نتاجاتهم ، وقد مضى على ذلك ما يقارب نصف قرن، موضحة أنها تستثمر في العقل، لإيمانها بأن العقل العربي عقل ديناميكي ولّاد، على الرغم من كل المحاولات التي تسعى لإجهاضه، لكن الجوائز والمسابقات التي ترصد للمبدعين تمثل منارة من منارات هداية السائرين في هذا الدرب.
كثافة وجودة
من جهته، أوضح مدير دار سعاد الصباح للثقافة والإبداع الأديب والإعلامي علي المسعودي تلقي الدار مشاركات كثيرة في فروع المسابقتين الأدبية والعلمية، وبخاصة في مجالي الشعر والرواية، اللذين تجاوزت المشاركات فيهما المئات، وهو ما استغرق جهداً أكبر، ووقتاً أطول من لجان التحكيم، فضلاً عن جودة مستويات الأعمال المشاركة وتقاربها.
وبيّن مدير الدار أن المشاركات خضعت لقراءات مكثفة من قبل ثلاث لجان من المحكمين المحنّكين في مجالات المسابقات المذكورة ونقدها، من الكويت والدول العربية الأخرى، وانتهت بعد الغربلة إلى اعتماد الفائزين بالجوائز الثلاث الأولى في كل فرع.
وأوضح المسعودي أن لجان التحكيم يتم اختيارها من ذوي الكفاءة والتخصص والنزاهة، وهو ما تحرص عليه الدكتورة سعاد الصباح، وما لمسه المتسابقون والمشتغلون في الحقول الأدبية والمعرفية المختلفة عبر مسابقات الدار السابقة، لافتاً إلى أن الفائزين بالجوائز سيحظون بالتكريم مادياً ومعنوياً، إضافة إلى طباعة مشاركاتهم الفائزة ونشرها.
وأكد المسعودي حرص الدكتورة سعاد الصباح على تنويع الموضوعات المطروحة في المسابقات سنوياً، بما يراعي ويواكب العصر، ويهمّ عامة الناس، ويسلط الضوء على تاريخ الكويت وعوالم نهضتها الفنية والأدبية والفكرية والعلمية، إضافة إلى ترسيخ الإبداع السردي الأدبي، وتأصيل البحث العلمي في المسائل المهيمنة.
الفائزون
وعن الفائزين في المسابقات، أعلن المسعودي أن الجائزة الأولى في مجال الرواية اقتنصها قصي عيون السود من سوريا عن روايته (رؤيا إيل الجبل)، والجائزة الثانية محمد أحمد أبو زيد من مصر عن روايته (الكاهنة الصغيرة)، والجائزة الثالثة للمتسابق وقاص الصادق الشفيع من السودان عن روايته (تروبادور في الخرطوم).
وجائزة تشجيعية في مجال الرواية محمود السامرائي – العراق عن روايته» الموتى لا يرجعون إلى بيوتهم في المساء»
و أحمد محمد عبدالحميد أبو رية – مصر عن رواتيه ( شيطان يحرس الجنة)
وفي مجال الشعر فازت بالجائزة الأولى خديجة الطيب دبة من الجزائر عن ديوانها (مجاز لا يخون)، وبالجائزة الثانية محمد شودب من سوريا عن ديوانه (جرح على جسد الكلام)، بينما فاز بالجائزة الثالثة محمد إسماعيل سويلم من مصر عن ديوانه (أن أصير مكعب ثلج).
وجائزة تشجيعية في مجال الشعر فاطيمة غربي – الجزائر ديوان ( فتيت المسك ) وفاطمة العطاالله – سوريا ( ديوان ملامح لمرأة من زجاج)
أما في مجال مسابقة (قضايا المرأة عند شاعرات الكويت) ففاز بالجائزة الأولى أحمد صلاح محمد كامل من مصر عن دراسته (الأهواء التكوينية لقضايا المرأة)، وفازت بالجائزة الثانية حميدة حماد فليفل من مصر عن دراستها (قضايا المرأة في شعر د.سعاد الصباح)، وفاز بالثالثة محمد حسانين إمام من مصر عن دراسته (البوح والكتمان في قضايا المرأة الكويتية).
وفي مسابقة (مسيرة الفن التشكيلي في الكويت)، فكانت السيطرة فيها نسائية ، حيث فاز بجوائزها ثلاث متسابقات من مصر، أولاهن أمينة عبدالعزيز محمد، والثانية منى عبد الراضي، والثالثة إسراء محمد جمعة.
أما بخصوص مسابقات الشيخ عبدالله المبارك للإبداع العلمي، فتم حجب الجائزة الأولى في مسابقة (القضاء في الكويت قبل الاستقلال)، في حين حل في المرتبة الثانية عبدالله مصطفى عبدالكريم من مصر، وفي المرتبة الثالثة محمد محمود أحمد مرسي من مصر أيضاً.
كما تم حجب الجائزتين الأولى والثانية في مسابقة (الرياضة الكويتية ما قبل ستينيات القرن العشرين)، في حين حل عمر عبدالمنعم عبدالباسط من مصر في المرتبة الثالثة. وبينما تم حجب الجائزتين الأولى والثالثة في مسابقة (تقنية النانو وآفاق الصناعة المستقبلية)، تم منح المركز الثاني للمتسابق طالب السيد علي من سوريا.
وبالمثل، تم حجب الجائزتين الأولى والثالثة في مسابقة (عالم الغد بين مُصنّعي الأوبئة واللقاحات)، وتم منح المركز الثاني للمتسابقة زكاء السيد علي من سوريا.
وقد عُرفت مسابقات دار سعاد الصباح للثقافة والإبداع، بفرعيها العلمي والأدبي، منذ انطلاق عمل الدار في أوائل ثمانينات القرن العشرين، حيث اشتملت مسابقات جائزة عبدالله مبارك الصباح للإبداع العلمي على أربعة أفرع، كما ضمت مسابقات جائزة سعاد الصباح للإبداع الفكري والأدبي أربعة أفرع أخرى.
يُذكر أنها المسابقات الأطول عمراً في الساحة العربية، فقد أطلقتها الشاعرة د. سعاد الصباح في ثمانينيات القرن الماضي، وتمسّكتْ باستمراريتها على مر السنين، وقدمت لها الكثير، وشهدت إقبالاً كبيراً على امتداد الوطن العربي، وشارك فيها كتّاب ومبدعون أصبحوا في ما بعد أعلاماً في ساحة الثقافة والأدب والإبداع العربي، كما شارك في لجان تحكيمها، خلال ما يقرب من نصف قرن، عدد كبير من عمالقة الأدب والفكر والثقافة العرب.