
استضافت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية امس الأربعاء فعاليات حفل توزيع «جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع في خدمة اللغة العربية» في دورتها الأولى بشراكة بين مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية والبرلمان العربي.
ودعا رئيس البرلمان العربي أحمد اليماحي في كلمته الافتتاحية إلى ضرورة العمل على وضع استراتيجية عربية موحدة وشاملة تنخرط فيها الدول العربية ومؤسسات العمل العربي المشترك ذات الصلة.
وبين اليماحي أهمية تنسيق الجهود العربية الهادفة إلى تعزيز المكانة العالمية للغة العربية وربطها بالتنمية المستدامة والتكنولوجيا وسوق العمل لكي تكون مواكبة لتطورات العصر دون أن تفقد جذورها وهويتها.
وقال إن «جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع في خدمة اللغة العربية» «لا تخلد فقط ذكرى أحد أهم رجال الفكر والشعر والثقافة في عالمنا العربي وهو المغفور له بإذن الله تعالى الشاعر الكويتي الأستاذ عبدالعزيز سعود البابطين رحمه الله وطيب ثراه ولكنها تبعث في الوقت ذاته الحافز لدى المبدعين والمفكرين لكي يطلقوا عنان أفكارهم في كيفية صون وحماية اللغة العربية واستعادة مكانتها التاريخية».
وأضاف أن اللغة العربية لم تكن يوما مجرد وسيلة للتواصل بل هي «وعاء للهوية الثقافية العربية ورمز لها وجسر يربطنا بتاريخنا العريق وحضارتنا العظيمة» داعيا إلى ضرورة غرس الوعي في الأجيال الحالية والقادمة من خلال دعم المؤسسات العاملة في هذا المجال وتعزيز حضور اللغة العربية في الحياة اليومية وربطها بالحداثة والإبداع.
وأشار إلى مواجهة اللغة العربية الكثير من التحديات التي تهدد مكانتها في بيئتها العربية ومحيطها العالمي.
ومن تلك التحديات ذكر تراجع استخدامها في الحياة اليومية على حساب انتشار مفردات «دخيلة» على البيئة العربية وثقافتها وهيمنة اللغات الأجنبية في التعليم والبحث العلمي وغياب المحتوى العربي الرقمي الكافي الذي يسهل استخدام اللغة العربية بشكل سليم وفاعل في عالم التحول الرقمي.
ومن جهته قال رئيس مجلس أمناء مؤسسة (عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية) سعود عبدالعزيز البابطين في كلمته إن الشراكة مع البرلمان العربي في إطلاق الجائزة تأتي تجديدا للعهد بالعمل على صون اللغة العربية ومنحها الأولوية بين أبنائها وتعزيز دورها في إنتاج المعرفة والعمل على نشرها وتوسيع حضورها عالميا لا سيما بين الناطقين بغيرها.
وأضاف البابطين «لقد ترك عبدالعزيز سعود البابطين إرثه الثقافي أمانة في أعناقنا وتعهدنا بصيانته أمام حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت حفظه الله ورعاه ثم أمام المثقفين والمبدعين العرب».
وتابع «نحمد الله أن وفقنا في تحمل هذه الأمانة إذ وجهنا الأمانة العامة للمؤسسة منذ اليوم الأول إلى رفع وتيرة العمل في مختلف المشاريع واستكملنا جهود الوالد طيب الله ثراه في مواصلة تحقيق حلمه العربي الدؤوب بالحفاظ على الهوية العربية من خلال حماية لغة الضاد وصونها.» وأكد البابطين أن الشراكة مع البرلمان العربي في إطلاق جائزة عبدالعزيز سعود البابطين لخدمة اللغة العربية تأتي تجديدا للعهد بالعمل على صون اللغة العربية ومنحها الأولوية بين أبنائها وتعزيز دورها في إنتاج المعرفة والعمل على نشرها وتوسيع حضورها عالميا لا سيما بين الناطقين بغيرها.
وتوجه بوافر الشكر والامتنان لكل من ساهم في تأسيس هذه الجائزة وترسيخ دعائمها معربا عن خالص التهاني والتبريكات للفائزين بها عن جدارة واستحقاق والتمنيات لهما بدوام التوفيق والتميز.
وتم الإعلان عن إطلاق جائزة (عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع في خدمة اللغة العربية) نهاية مايو 2024 وتم فتح باب الترشح حتى 15 نوفمبر الماضي في دورتها الأولى التي خصصت لفرعين رئيسيين أولهما الأفراد في مجال الرقمنة في خدمة اللغة العربية وقيمته 40 ألف دولار أمريكي وفاز به حسن النحاس عن مشروعه (المعجز في حوسبة اللغة العربية).
أما الفرعي الثاني فهو فرع المؤسسات في مجال (التخطيط والسياسات اللغوية) وقيمتها 60 ألف دولار أمريكي وفاز به مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية عن مشروعه (مؤشر اللغة العربية).
وجاءت النتائج بعد عملية تحكيم دقيقة أشرف عليها مجلس أمناء الجائزة بمشاركة نخبة من كبار الخبراء المتخصصين لتأكيد الشفافية والمهنية التي أرادتها المؤسسة في دعم اللغة العربية والارتقاء بمكانتها إقليميا ودوليا.
ومثلت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في هذا الحدث الثقافي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية السفيرة الدكتورة هيفاء أبوغزالة نيابة عن الأمين العام أحمد أبوالغيط.
وشارك في الحفل سفير دولة الكويت لدى مصر الغانم ومندوب الكويت الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير طلال المطيري وعدد من السفراء وكبار المثقفين والأدباء والإعلاميين من مختلف أنحاء الوطن العربي في تأكيد على مكانة الجائزة وقيمتها المعنوية في الساحة الثقافية العربية.