
شاركت كل من الفنانات الكويتيات إبتسام العصفور، أميرة أشكناني، د. جميلة جوهر، ود. عبير الكندري، في المعرض الفني المشترك الثالث لعضوات جمعية سيدات الأعمال البحرينية تحت عنوان «وصـل»، وذلك في مركز صفية علي كانو للفنون، بحضور نخبة من الشخصيات الرسمية والفنية. وشارك من مملكة البحرين الفنانات أمينة حسن، عائشة أكبر، فاطمة الدلاور، صفية كانو، نوال الصباغ، سلوى المؤيد، نور السرافي، لطيفة الشيخ، فريدة بدر، رند الكيشتيني، وحيدة الدوي، وبدرية عبد الرحمن. وقد عكست الأعمال المعروضة تنوع المدارس والأساليب الفنية، من الواقعية إلى الرمزية والتجريد، في مشهد بصري غني يعكس الحراك الفني النسائي الخليجي.
وأُقيم المعرض برعاية من الشيخة ضوى بنت خالد بن عبدالله آل خليفة، عضو المجلس الوطني للفنون، وبدعم من وزير التنمية الاجتماعية أسامة العلوي، وبحضور رئيسة مجلس إدارة جمعية سيدات الأعمال البحرينية د. فاطمة الكوهجي، و مديرة المركز الفنانة صفية كانو، إلى جانب ممثلة عن سفارة دولة الكويت لجين بو عليان. وشهد المعرض حضور شخصيات فنية، أبرزهم أحد مؤسسي جمعية البحرين للفنون التشكيلية وأول رئيس لجمعية الخزافين البحرينية الفنان محسن تيتون. ويأتي المعرض ضمن جهود الجمعية في دعم العضوات المبدعات وتعزيز مكانة البحرين كمركز ثقافي وفني على مستوى الخليج.
الدزّة
وبهذه المناسبة قالت الفنانة العصفور بأنها قدمت عملين فنيين مستوحَيين من مراسم العرس الكويتي التقليدي، جسّدت من خلالهما الطابع الاحتفالي والدور الاجتماعي للمرأة في نقل الموروث الشعبي. العمل الأول بعنوان «الدزّة»، يصوّر لحظة سير النساء في أزقة الحي ليلا حاملات بقشة الهدايا إلى بيت العروس، وسط أجواء احتفالية تعبق بالرمزية والكرم. أما العمل الثاني «الدزّة 2»، فيأخذ المتلقي إلى فناء المنزل « الليوان» حيث تجتمع النساء لفتح الهدايا في أجواء تملؤها الألوان والبخور والفرح. وأكدت العصفور أنها من خلال هذين العملية تسلط الضوء على دور المرأة في توثيق التراث، وتجسد أوجه الشبه الثقافي بين المجتمعين الكويتي والبحريني.
جمال ورمزية
وعبرت الفنانة أشكناني عن سعادتها بالمشاركة في معرض من خلال عملين فنيين حمل كل منهما عنوان «عشق امرأة»، مشيرة إلى أنها استخدمت في لوحاتها تقنيات متعددة، جمعت بين الأكريليك والباستيل والألوان الزيتية. وقالت أشكناني إن أعمالها تمثل مزيجاً من الفن المعاصر والأسلوب الزخرفي، وتستوحي مواضيعها في الغالب من المرأة، بما تحمله من جمال ورمزية وقوة تعبيرية، مضيفة « اعتمد في أسلوبي على الخطوط المزخرفة، وأوظف الرمزية التأثيرية وأحياناً التجريد، في معالجة الأشكال والألوان.» وأكدت أن المعرض أتاح فرصة ثمينة للتواصل بين الفنانات الكويتيات ونظيراتهن من سيدات الأعمال والفنانات من مملكة البحرين، مشيدة بما وصفته بـ «شراكة مجتمعية راقية تسهم في توسيع دائرة التبادل الثقافي، وتعزيز الوعي البصري والفني في المجتمع الخليجي.»
« في الأعماق»
من جانبها أشارت الفنانة الدكتورة الكندري إلى أن مثل هذه التظاهرات الفنية المشتركة تجسد روح التعاون الخليجي، وتدعم الحراك الإبداعي النسائي في المنطقة. وقد شاركت د. الكندري في المعرض بعملين فنيين تحت عنوان «في الأعماق»، استخدمت فيهما تقنيات متعددة أبرزها المكس ميديا، بالإضافة إلى قشرة الخشب وتطبيق عدد من التكنيكيات الفنية، في عمل بصري مركب يحاكي أبعادا داخلية للذات الإنسانية. وعن مضمون العمل، أوضحت الكندري بأن العمل يرمز إلى ما يخبئه الإنسان في داخله من مشاعر متباينة، تتراوح بين الحزن والألم والفرح والسعادة وحتى الاكتئاب. فالإنسان في أحيان كثيرة يخفي مشاعره خلف قناع ظاهر، تماماً كما تخفي الأرض في باطنها المعادن والنفط، وكذلك الزلازل والبراكين. وأكدت أن هذا الإسقاط الفني يأتي في سياق التعبير عن البنية النفسية العميقة للإنسان، مشبهة طبقات العمل الفني بطبقات الأرض الغنية بالعناصر والمفاجآت، الظاهرة منها والخفية.
الهوية الخليجية
بدورها عبرت د. جوهر عن سعادتها بالمشاركة في المعرض الفني المشترك، مؤكدة أن الحدث شكل مساحة خصبة للتعبير عن الهوية الخليجية بروح معاصرة، وأشادت بالتنظيم والدعم، معتبرة أن هذه الفعاليات تعزز الحوار الفني وتثري المشهد التشكيلي الخليجي، لافته أنها شاركت بعملين بعنوان « ود البحرين « تمثل العلاقة الوثيقة بين الكويت و البحرين عبر أجيال على مستوى القيادات السياسية، والمجتمع، والأسر، والحب والترابط الذي يجمع بين شعبي الكويت و البحرين، لافته أن العمل أيضا يمزج بين الرمزية والتجريد، وعبّرت من خلالها عن بأسلوب حديث يوازن بين اللون والخط والفراغ.