
لم يكن أحد يتوقع أن يحدث فيلم «Jurassic World: Rebirth»، هذه الضجة الاستثنائية في شباك التذاكر العالمي، متفوقا على منافسين بارزين، يتصدرهم فيلم «F1 « للنجم براد بيت، الذي أحدث بدوره انطلاقة ضخمة، إلا أن الفيلم استطاع أن يثبت نفسه بقوة منذ لحظة إطلاقه، ليتحول إلى ظاهرة جماهيرية تقلب التوقعات، وتعيد سلسلة الديناصورات إلى الواجهة من جديد، مؤكدا على الشعبية الهائلة التي حققتها هذه السلسلة على مدار السنوات الماضية.
حقق فيلم «Jurassic World: Rebirth»، إيرادات ضخمة في شباك التذاكر بأمريكا الشمالية، حيث بلغ إجمالي ما حققه خلال خمسة أيام فقط أكثر من 143.7 مليون دولار، متفوقا بسهولة على المنافس الأقرب F1، الذي جمع نحو 40 مليون دولار، وفقًا لموقع Deadline. أما على المستوى العالمي، فمن المتوقع أن يحصد الفيلم حوالي 316 مليون دولار خلال عطلة نهاية الأسبوع الافتتاحية، مما يجعله واحدا من أقوى انطلاقات صيف 2025، حسب Hollywood Reporter، بهذه الأرقام، تجاوز الفيلم التوقعات التي كانت تشير إلى افتتاحية لا تتعدى 100 مليون دولار، لكنه نجح فعليا في جذب الجمهور إلى الصالات بأعداد ضخمة، وسط إشادة واسعة بالتجربة البصرية والإخراج
سلسلة «Jurassic» تعد من الأعمال التي تمتلك قاعدة جماهيرية ضخمة حول العالم،وفي أمريكا الشمالية تحديدا، لعبت النسخة الجديدة دورًا مختلفا؛ فلم تكن مجرد محاولة لإحياء سلسلة قديمة، بل خطوة مدروسة أعادت تعريف المشروع بالكامل، الفيلم نجح في الدمج بين تقديم رؤية بصرية جديدة باستخدام أحدث التقنيات المعاصرة، وبين العودة إلى مشاهد المطاردة والأكشن المكثفة التي ميزت الأجزاء الأولى، هذا التوازن كان من أبرز ما ساعد الجمهور على الارتباط سريع مع النسخة الجديدة، ومن العوامل القوية أيضا التي ساهمت في نجاح الفيلم، تصدر النجمة سكارليت جوهانسون للبطولة بدور «أليسا برنت»، إلى جانب مشاركة كل من ماهارشالا علي وجوناثان بيلي، ما منح الفيلم قوة ملفتة.
من النقاط المهمة التي ساهمت في إعجاب الجمهور بفيلم «Jurassic World: Rebirth»، وجعلته يحصد تقييمات إيجابية خلال الأيام الأولى، كانت القصة نفسها. تدور الأحداث حول مجموعة علماء يسعون لاحتواء أزمة انتشار الديناصورات، بعد أن أصبحت طليقة في الأرض وتعيش في البرية، استنادا إلى تطورات الأجزاء السابقة.
لكن الحبكة في النسخة الجديدة تتجه نحو محور جديد وهو استخدام الحمض النووي للديناصورات في تطوير علاج طبي للبشر، هذه الحبكة المؤثرة منحت القصة بعدا إنساني لم يكن حاضر في الأجزاء السابقة، مما جذب شريحة أكبر من الجمهور، من بينهم غير المتابعين الدائمين للسلسلة، ورغم ذلك لم تكن ردود الفعل النقدية بالإجماع، حيث واجه الفيلم بعض الآراء المتباينة، لاسيما من نقاد حيث اعتبر بعضهم أن العمل اعتمد على المؤثرات البصرية أكثر من تعميق البناء الدرامي.
بمقارنة مباشرة مع فيلم «F1 « ، فقد اكتسح «Jurassic World: Rebirth» لصدارة بسهولة، فعلى الرغم من الحملة التسويقية الضخمة التي سبقت عرض F1، فإن الأخير لم يستطع الصمود أمام الشعبية الجارفة لسلسلة «جوراسيك»، ولا أمام حالة الحنين الجماهيري المرتبطة بها، كما أن Rebirth لعب بذكاء على ورقة الجماهيرية العائلية، واستطاع جذب فئات عمرية متنوعة، بخلاف F1 الذي استهدف جمهورا يهتم بالرياضة بشكل خاص.
نجاح «Jurassic World: Rebirth» بهذه السرعة، فتح باب الحديث داخل استوديوهات Universal عن إمكانية تحويل الفيلم إلى بداية لثلاثية جديدة، بدلا من كونه جزءا مستقلا، لا يوجد تأكيد رسمي حتى الآن، لكن الأرقام والاهتمام الجماهيري الكبير يشيران إلى أن «العالم الجوراسي» لم يقل كلمته الأخيرة، وقد تم تصوير الفيلم في تايلاند، مالطا، واستوديوهات سكاي في المملكة المتحدة، بميزانية وصلت إلى 180 مليون دولار، وهو رقم ضخم يعكس ثقة صناع الفيلم في نجاحه، ويتوقع أن ينجح Rebirth في تغطية تكلفة إنتاجه بسهولة.
منذ انطلاقها قبل أكثر من 32 عاما، نجحت سلسلة Jurassic Park في تحقيق شعبية هائلة وإيرادات ضخمة، الفيلم الأول، Jurassic Park، حقق حوالي 978 مليون دولار، تبعه الجزء الثاني بـ 618 مليون دولار، لكن الجزء الثالث شهد تراجعا وحقق 368 مليون دولار. وفي عام 2015، انطلقت السلسلة مجددًا مع Jurassic World، الذي حقق 1.67 مليار دولار، ثم الجزء الثاني منه جمع 1.3 مليار دولار، بينما حقق الجزء الثالث قرابة مليار دولار، ويترقب الجمهور ما سيحققه «Jurassic World: Rebirth» ، الذي يبدو أنه يسير بثبات نحو دخول قائمة أكثر الأفلام نجاحا في تاريخ السلسلة.