
ستشهد المملكة الأردنية الهاشمية برنامج حافل من الفعاليات الثقافية والفنية والترفيهية خلال عام 2025، في خطوة تهدف إلى ترسيخ مكانة الأردن كوجهة إقليمية متميزة للسياحة الثقافية والعائلية. وتشمل الفعاليات المرتقبة باقة متنوعة من الحفلات الموسيقية يحييها فنانون عالميون، إضافة إلى مهرجانات نوعية تحتفي بالفنون والتراث، مما يوفّر تجارب غنية ومتكاملة تُرضي جميع الأذواق وتستقطب الزوّار من داخل المملكة وخارجها.
ولا تقتصر الفعاليات على الموسيقى والشعر والفنون فحسب، بل تمضي أبعد من ذلك نحو إثراء الفكر والوجدان، عبر برنامج ثقافي متكامل يجمع بين الإبداع المعاصر وروح الأصالة. ومن أبرز المحطات المنتظرة: مهرجان الأردن العالمي للطعام، الذي يعكس تنوع المطبخ الأردني والعالمي، ومهرجان عمّان الدولي للأفلام، الذي سيحوّل العاصمة إلى منصة للسينما العربية والعالمية، ويستقطب كبار النجوم والمبدعين من شتى أنحاء العالم.
ولا تكتمل أي احتفالية تُجسّد روح الثقافة الأردنية دون الاحتفاء بإرث المملكة الاستثنائي في فن الطهو. ففي الفترة من 6 إلى 11 أغسطس، يستضيف الأردن مهرجان الأردن العالمي للطعام»، الذي يجمع بين أشهى النكهات الشامية العريقة والعالمية، في أجواء تفيض بالألوان والنكهات، تُتوَّج بحفل غنائي ساحر يحييه الفنان أحمد سعد يوم 7 أغسطس، بأدائه المميز الذي يمزج بين موسيقى البوب المعاصرة والطرب العربي الأصيل، ليحمل الجمهور في رحلة وجدانية تنبض بالحب والحنين.
وفي هذا السياق، أكّد الدكتور عبد الرزاق عربيات، المدير العام لهيئة تنشيط السياحة الأردنية، أن برنامج الفعاليات لهذا العام يشكّل أكثر من مجرد عروض ترفيهية، بل هو دعوة مفتوحة لاكتشاف جوهر الهوية الأردنية بكل ما تحمله من تنوّع وثراء. وقال: «في عام 2025، نمنح الزوّار فرصة استثنائية للتنقل بين عبق الماضي وإبداعات الحاضر، حيث تتحوّل المواقع التاريخية الأردنية إلى منصات حيّة للفن المعاصر، تتيح للفنانين التعبير عن إبداعاتهم وسط أجواء ملهمة شهدت صعود حضارات وأفول أخرى. هذه التجربة تُجسّد التزامنا بتقديم مشهد ثقافي نابض، متكامل وسهل الوصول، يُرضي أذواق الزائرين من مختلف الخلفيات.»
وأضاف: «بفضل تنوّع المقومات السياحية في الأردن، وسهولة الوصول إلى أبرز المعالم والمهرجانات، يمكن لكل زائر — سواء جاء للاستجمام، أو لحضور فعالية، أو لاستكشاف الثقافة — أن يعيش تجربة لا تُنسى، تُعبّر عن كرم الضيافة الأردنية وأصالة التراث الذي يتجلّى في كل ركن من أركان المملكة.»
ومن بين أبرز المحطات الفنية التي يترقّبها الجمهور هذا العام، يطلّ الفنان العالمي سامي يوسف في أولى حفلاته على أرض الأردن، في ظهور طال انتظاره، إلى جانب النجم عمرو دياب الذي يعود ليُشعل المسرح بحضوره الطاغي وجماهيريته الواسعة الممتدة من الخليج إلى بلاد الشام. ولا تقتصر هذه الفعاليات على موقع واحد، بل تنتشر في لوحة بانورامية تمتد من شوارع عمّان النابضة بالحياة إلى ضفاف البحر الميت الحالمة، حيث تتلاقى الأنغام مع الطبيعة، وتتناغم الأضواء مع التاريخ، في تجربة فريدة تجمع بين سحر الموسيقى، وبهاء الطبيعة، وعبق التاريخ.
ويأتي هذا الزخم بعد شهر حافل بالعروض الموسيقية التي شهدتها المملكة، تمهيداً لانطلاقة موسم استثنائي، حيث تمازجت أنغام الشرق العاطفية مع موسيقى معاصرة لنجوم يتصدّرون المشهد الفني، مما رفع سقف التوقّعات لما تحمله الأيام المقبلة من تجارب ملهمة.
ومن قلب مدينة جرش الأثرية، إحدى أبرز معالم الحضارة اليونانية الرومانية في الشرق، يطلُّ مهرجان جرش للثقافة والفنون هذا العام بين 23 يوليو و2 أغسطس، في مشهد فريد يوحّد بين عظمة الماضي ووهج الحاضر. وبين أعمدة المسارح الرومانية التي صمدت لأكثر من ألفي عام، تُقدَّم عروض موسيقية ومسرحية وفنية تُجسّد التنوع الثقافي الأردني والعربي، في احتفالٍ يستحضر التاريخ ويحتفي بالإبداع المعاصر في آنٍ واحد.
وللأطفال وعائلاتهم نصيب من السحر والخيال، إذ يقدّم «سيرك بلُوما» عرضاً استثنائياً يحكي قصة فتاة صغيرة تنطلق في رحلة ملهمة لاكتشاف ذاتها وتحقيق أحلامها، في عرض بصري ساحر يُلهب الخيال ويلامس القلوب. كما تستعد المملكة لاستقبال فعاليات مهرجان «أصدقاء الأردن»، ومن أبرزها عرض «أصداء التراث» في قلعة الكرك يوم 25 يوليو، حيث تمتزج الموسيقى بالأصالة في موقع يُجسّد عبق التاريخ. وفي التاسع من يوليو، تتحول أمسيات عمّان إلى لوحات أوبيرالية راقية مع صوت فرح الديباني، مغنية الميزو سوبرانو العالمية، التي تقدّم أمسية تلامس أرقى المستويات الفنية لعشّاق الموسيقى الكلاسيكية.
أما الضحك فله موعد خاص مع النجمة الكرتونية الجريئة أبلة فاهيتا، التي تُطلّ على جمهورها الأردني في عرض ساخر يوم 19 يوليو، يجمع بين الكوميديا اللاذعة والإسقاطات الذكية على واقعنا المعاصر. وسيجد عشاق السينما المستقلة في مهرجان عمّان الدولي للأفلام، الذي يُقام في الفترة من 2 إلى 10 يوليو، نافذة مفتوحة على أبرز الإنتاجات السينمائية العربية والعالمية، في تظاهرة تحتفي بالإبداع البصري وقوة السرد السينمائي.
وتحت شعار «165 حدثاً ترفيهياً في عمّان»، تنطلق سلسلة من الحفلات التي تستضيف نخبة من نجوم الطرب العربي، من بينهم الفنان العراقي كاظم الساهر، المعروف بلقب «القيصر»، في حفل منتظر يُقام في 14 أغسطس. وتتواصل الليالي الاستثنائية بأمسية لا تُنسى تجمع بين أسطورتي الغناء وائل كفوري وعبير نعمة، بأدائهما الراقي وحضورهما الآسر..
وفي تعليقه على هذه التظاهرة الثقافية والفنية غير المسبوقة، قال الدكتور عبد الرزاق عربيات: “يُعدّ عام 2025 محطة مفصلية في مسيرة تطوّر قطاع السياحة في الأردن، ونفخر بأن نفتح أبواب المملكة أمام العالم لعيش تجربة استثنائية، تُجسّد التنوّع الثقافي والثراء الإنساني الذي يميز الأردن. لقد عملنا على تصميم برنامج غني ومتنوع من الفعاليات الفنية والثقافية والتفاعلية، يضمن لكل زائر أن يعيش لحظات لا تُنسى بين ربوع المملكة.»
وفي أغسطس، الذي يُخصَّص للاحتفاء بالشباب، تزداد الأجواء حيوية مع سلسلة من العروض الفنية الاستثنائية، من أبرزها الحفل المنتظر الذي يجمع الفنانة هبة طوجي والموسيقي أسامة الرحباني في منطقة العبدلي بتاريخ 30 أغسطس. كما تتألّق بلدة الفحيص، الواقعة بين السلط وعمّان، بفعاليات مهرجان الفحيص الشهير، الذي يواصل دوره الثقافي المميز كمنصة للاحتفاء بالموسيقى والفن والهوية الثقافية.
ومع حلول شهر سبتمبر، يستحضر الجمهور روح الطرب الخالد في أمسية تكريمية لكوكب الشرق أم كلثوم، تؤديها الفنانة مي فاروق على المسرح الروماني العريق يوم 20 سبتمبر، قبل أن تنبض مدينة العقبة بإيقاعات حفل ضخم يُحييه النجم عمرو دياب، في واحدة من أكثر الفعاليات المنتظرة لهذا الموسم. أما أكتوبر، فيتصدره حضور النجم العالمي سامي يوسف، في حفل يجمع بين الروحانية والحداثة. ويمتد الزخم الفني والثقافي ليشمل جمهور الرياضة وعشاق الصحة، مع انطلاق ماراثون برومين عمّان في 17 أكتوبر، يليه ماراثون آيلة البحر الأحمر في ديسمبر، ليختتم عاماً حافلاً بالتجارب الفريدة التي تتنوع بين الترفيه، الفن، التراث، والرياضة.