مصدر حكومي رفيع المستوى: لا أحد يستطيع المزايدة على موقفنا المساند للشعب السوري
أكد مصدر حكومي رفيع المستوى لـ«الصباح» أن مشاركة الكويت في مؤتمر قمة عدم الانحياز الذي سيعقد في العاصمة الإيرانية طهران نهاية الشهر الجاري، هي قرار سيادي بحت، تتخذه القيادة السياسية طبقاً لمرئياتها وتقديراتها لما هو مناسب للمصلحة العليا للبلاد.
وأوضح المصدر أن السياسة الخارجية الكويتية التي يقودها منذ عقود عميد الدبلوماسية في العالم سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، بلغت مرحلة من الخبرة والنضج، عبر تجارب طويلة وأزمات معقدة خاضتها واستطاعت حلها بنجاح، بحيث اكتسبت سمعة دولية لا تضاهى، وصارت محل تقدير كبير من جانب العالم كله، وتلجأ دول كثيرة للاستعانة بها من أجل حل بعض الأزمات بين الدول المختلفة، ونجحت الدبلوماسية الكويتية في ذلك نجاحاً لافتاً، إلى حد تمكنها من إطفاء نذر حروب كادت تشتعل بين بعض الدول.
أضاف أنه ليس معقولاً بعد هذا التاريخ المضيء والمشرف، أن تقبل الدبلوماسية الكويتية بإملاءات من أي جهة كانت، لتقرر لها ما تفعله وما لا تفعله، موضحة في الوقت نفسه أن العلاقات الدولية لا تبنى على الانفعالات والتشنجات وردات الفعل، وإنما تستند إلى دراسات معمقة وخبرات مكثفة ودبلوماسية هادئة تغلب عليها الحكمة والعقلانية، لاتخاذ القرارات الصحيحة لمصلحة الكويت ودول المنطقة بأسرها.
المصدر ذاته أكد أن أحداً لا يستطع أن يزايد على موقف الكويت المساند للشعب السوري في مطالبته بحقوقه المشروعة، والحرص على حماية هذا الشعب وحقن دمائه وحفظ استقرار هذا البلد الشقيق، وتبذل الكويت في سبيل ذلك مساعي حثيثة، بعضها واضح للعيان، وبعضها الآخر لا يحظى بتغطية إعلامية لأسباب عدة.
ودعا المصدر النواب والكتاب والسياسيين إلى عدم الخوض في قضايا قد تضر بأمن واستقرار الكويت، وأن يدركوا أن مصلحة الوطن في أيدٍ أمينة، تقرر ما تراه محققاً لهذه المصلحة في كل المجالات، منبهة في الوقت نفسه إلى أن مساندة الشعب السوري لا تعني مقاطعة إيران أو غيرها، بل إن العلاقات الجيدة مع ايران قد تسهم في التعجيل بإيجاد المخرج المناسب للأزمة السورية الحالية.
وكان النواب محمد هايف ووليد الطبطبائي ومبارك الوعلان قد أعلنوا عن معارضتهم لمشاركة الكويت في قمة طهران، معتبرين أن «هذه المشاركة غير مقبولة، لأنها تشكل دعماً للنظام السوري».
