
افتتح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد أمس المنتدى الاكاديمي «آسيا..رؤى مستقبلية» المقام برعايته بمناسبة انعقاد مؤتمر القمة الاول لحوار التعاون الآسيوي الذي ستستضيفه دولة الكويت بين 15 و17 أكتوبر الجاري.
وأعرب الشيخ صباح الخالد في كلمته الافتتاحية للمنتدى عن سعادته لوجوده في جامعة الكويت «والتي هي صرح اكاديمي نفتخر به وفي هذه القاعة التي تحمل اسم المغفور له الشيخ عبدالله الجابر الصباح أحد أبرز مؤسسي النهضة التعليمية في الكويت».
كما أعرب عن سعادته لرعاية هذا المنتدى الاكاديمي لحوار التعاون الآسيوي والمشاركة في فعالياته والذي يقام بمناسبة انعقاد أول قمة لمنتدى حوار التعاون الآسيوي تلبية لدعوة كريمة من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد.
وقال الشيخ صباح الخالد ان المؤسسات الاكاديمية والعلمية والآسيوية واستكمالا لدورها الريادي في خدمة المجتمع ودعم صناع القرار ومتخذيه تقوم باعداد منتديات ثقافية واكاديمية وحلقات بحث ونقاش علمية وذلك على هامش انعقاد المؤتمرات الدولية عبر الاستعانة بالطاقات والخبرات الفنية والمتخصصة التي تسعى بدورها الى تقديم خلاصة رؤاها وعصارة فكرها بعد سلسلة من النقاشات الثرية ما يوسع من آفاق واضعي السياسات والاستراتيجيات في مختلف المجالات.
وأضاف ان دعوة سمو أمير البلاد الى عقد القمة الاولى لمنتدى حوار التعاون الآسيوي تأتي تتويجا لجهود دولة الكويت الرامية الى تعزيز الروابط السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية.
وذكر ان دولة الكويت وانطلاقا من ايمانها بتفعيل دورها الحيوي في رسم آفاق مستقبل القارة الآسيوية عبر وسائل التعاون ومن أجل ترسيخ دعائم السلام والامن والتنمية وحقوق الانسان والحد من وطأة الفقر وتدهور البيئة والتغير المناخي والامن الغذائي فقد حرصت ومنذ استقلالها على تقوية وتمتين علاقاتها مع دول القارة الآسيوية من خلال افتتاح بعثاتها الدبلوماسية والتوسع بها.
وبين ان عدد تلك البعثات يشكل ما يقارب الـ40 في المئة من اجمالي بعثات الكويت في الخارج كما تشكل عدد بعثات الدول الآسيوية المعتمدة لدولة الكويت ما يقارب ال 35 في المئة من اجمالي عدد البعثات الدبلوماسية الصديقة.
وقال ان دولة الكويت تتطلع الى الاستمرار في توسيع شبكتها الدبلوماسية في هذه القارة «وايمانا منها بدعم جهود التنمية في القارة الآسيوية فقد أولى الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية اهتماما خاصا بدعم المشاريع التنموية في دول آسيا حيث بلغت تكلفتها المالية الاجمالية لتمويل تلك المشاريع 5.5 مليارات دولار أمريكي تقريبا خلال 35 سنة».
من جانبه أكد السفير الإيراني لدى الكويت روح الله قهرماني ان القارة الآسيوية هي مهد الحضارات الانسانية الخالدة وان معظم المصلحين والانبياء والرسل انطلقوا من هذه المنطقة حاملين رسالة السلام والتآخي والمحبة حيث اختلطت ثقافة الشعوب الآسيوية بمبادئ الخير والأخوة، مضيفا: وحينما نقلب صفحات التاريخ نرى أن معظم الصراعات والحروب التي نشبت في العالم لم تكن ذات منشأ ومنطلق آسيوي بل تم فرضها من الخارج.
وقال قهرماني في بيان صحافي أمس، بمناسبة انعقاد القمة الآسيوية في الكويت، ان انعقاد مؤتمر القمة الأول لحوار التعاون الآسيوي يدل على ان آسيا اليوم بحاجة الى نظام جديد يكرس العدل والأخوة والمودة بين الناس ويكفل حقوق الشعوب الطامحة للعزة والكرامة الانسانية، مبينا أن هذا الأمر لا يتحقق الا بمشاركة فاعلة من كل الدول والشعوب التي عليها أن تساهم برسم مستقبلها المشرق.
وشدد على أن تحقيق التعاون الآسيوي هو هاجسنا لسد الفجوات الاقتصادية التي تعاني منها شعوبنا وهذا ما يصب في صالح شعوب العالم بأسره.
وأوضح أن الاجتماع التاسع للمنتدى والذي التأم في العاصمة الايرانية قبل عامين شهد دراسات مستفيضة ومقترحات عملية حول الطاقة، مكافحة الفقر، تطوير الزراعة والأمن الغذائي، الاستثمار التجاري والثقافي، البيئة، التجارة الالكترونية، التعليم المجازي، السياحة والموارد البشرية، لافتا إلى ان مشاركة الوفد الايراني من موقع رئاسة ايران لمؤتمر عدم الانحياز سوف يضفى المزيد من الأهمية لأعمال وإنجازات هذا الملتقى ويحقق التواصل المنشود مع الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز.
وشدد على ان تفاقم الأزمات الاقتصادية في معظم الدول الغربية يتطلب مناقشة وتدارس تعزيز التعاون الاقتصادي الآسيوي وسبل مواجهة مثل هذه الازمات والحيلولة دون تأثيرها على بلداننا والمساهمة في تحقيق الاستقرار الاقتصادي العالمي، مبينا ان اللقاءات الآسيوية السنوية تبرهن على حيوية شعوب هذه القارة وحرص قادتها على توثيق أواصر العلاقات وتعزيز التعاون من خلال الاستغلال الأمثل للامكانيات الهائلة المتوفرة والوصول الى التقدم والتنمية والرخاء المنشود.