العدد 1384 Friday 12, October 2012
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
من التهديد إلى الإرهاب.. إلى «الدم»! أوقفوا التعدي على الثوابت الدستورية «الصحة»: افتتاح أكبر مركز لغسيل الكلى خلال أسبوعين «الداخلية»: إغلاق بعض الطرق للوقوف على جاهزية المرور الأزمة السورية تزيد من توتر العلاقات بين تركيا وروسيا «السكنية»: الإسراع في توفير احتياجات غرب عبد الله المبارك «الشؤون»: 945 مستفيداً من خدمات دور الرعاية فتح الدور الأرضي للمسجد الحرام أمام 300 ألف مُصلٍ المبارك: تطوير القطاع النفطي على رأس أولويات القيادة السياسية حسين: الكويت تنتج 3.2 ملايين برميل يومياً خلال عامين النيباري: طرح الفكر المتشدد ضد المرأة يتناقض مع مبادئ الشريعة العبيدي: حريصون على إنشاء وحدات لطب الخصوبة في مستشفيات البلاد المرشد : مركز العمل التطوعي فخور برعاية «سواعد لوطن واعد» المقومات: تعامل «الداخلية» في ندوة «النملان» يستحق الإشادة الرومي: تطوير النظام الانتخابي ضرورة.. ومجلس الأمة المخول بتعديله القبندي: للكويت مسيرة تاريخية في دعم المشاريع الإنسانية بالعالم يوسف الهديبان: بيان «الأغلبية» انقلاب صريح وواضح على الحكم في الكويت العلي: مستوفو شروط القبول في أكاديمية سعد العبدالله سينالون حقوقهم العتيبي: دور كبير لـ«إعداد القادة» في تأهيل الجانب الأهم بشخصية الفرد البرتقالي في ضيافة الملكي.. والعربي يسعى للنصر مصادر لـ : الصبــــاح مصير انتخابات الأندية مرتبط بمرسوم الضرورة البــرتغـــال تـــواجـــه روســيــــا وغيـــــاب محتمـــل لبيبــي «الفيفا» يسعى لتقليص المقاعد في مونديال 2014 الفارغة إلى الحد الأدنى البورصة: انتكاسة... نهاية الأسبوع «الوطني»: 229 مليون دينار أرباح الأشهر التسعة سامي الرشيد: «نفط الكويت» تستهدف إنتاج 4 ملايين برميل في 2020 «الذهب» يستقر بعد 4 جلسات من الهبوط موقعة الجمل تفجر مليونية جديدة في «المحروسة» الحرب السورية - التركية تقرع أجراسها بقوة.. وروسيا تدخل على الخط بوتين يؤجل زيارته المقررة إلى أنقرة.. إلى أجل غير مسمى الجماعات المسلحة تستهدف خط إمداد الجيش السوري إلى حلب الاحتلال يواصل قصف القطاع.. والمستوطنون يعتدون على بورين لم أفكر بهذا الشكل مسبقاً .! أي جرح هذا الذي يعاني منه بطل القصيدة ؟ النبي التهامي مالك بن الريب والشيخ مسلط الرعوجي يجتمعان بالفروسية والشعر والمكان صعب السؤال .. ماهية الألم في رحلة الإبداع صيد الفرائد من شعر فراج بن زايد الشجاعة .. باسمها الحقيقي ..! «ومن الحوار ما قتل  »

الأولى

من التهديد إلى الإرهاب.. إلى «الدم»!

 في ظل هذه اللهجة الحادة والمتصاعدة للخطاب السياسي الذي تتبناه كتلة الأغلبية في مجلس 2012 المبطل وبعض القوى المتحالفة معها، والذي بلغ جنوحه وتطرفه مدى غير مسبوق في تاريخ البلاد، يحق للكثير من المواطنين أن يبدوا مخاوف مشروعة وواقعية على مستقبل الكويت، وأن يحذروا مما يمكن أن ينتظرنا إذا استمر هذا النهج الخطير، دون أن يتدخل حكماء البلد لوقفه ومنع أصحابه من مواصلة تخريب الوطن وتدميره.
إن ما جرى خلال التجمعات والندوات التي أقيمت خلال الأسابيع الماضية، وبلغ ذروته في الندوة الأخيرة، يثير القلق بالفعل، ويدعو إلى التساؤل عن حقيقة الأهداف التي يبتغيها أولئك الذين لا يمكن وصفهم إلا بأنهم «انقلابيون»، من وراء تصعيدهم وتجاوزهم حتى للمبادئ والثوابت الدستورية التي يدعون أنهم حماتها والمدافعون عنها، ثم إذا هم أول من يطيح بالدستور ومبادئه، ويسعى لضرب السلطات بعضها ببعض، بل وتأليب فئات المجتمع ضد بعضها البعض، وإثارة النعرات الطائفية والقبلية، وتمزيق النسيج الوطني الذي استعصى قروناً عديدة على التمزيق والتفتيت، وقاوم كل عوامل الفرقة الداخلية والخارجية، وحافظ على تماسكه وقوته في كل ظروف السلم والحرب، وفي زمن القحط والفاقة، أو زمن الرفاه والوفرة المالية والاقتصادية.
ومن الغريب حقاً أن كل ذلك يحدث بناء على مجرد «أوهام» يفترضها هؤلاء «الانقلابيون»، ويبنون عليها افتراضات غير واقعية، ومن ثم يخلصون إلى استنتاجات أبعد ما تكون عن الحقيقة، فهم يروجون الآن إلى أن السلطات تريد تغيير النظام الانتخابي، سعياً إلى إقصاء ممثلي المعارضة وحرمانهم من الوصول إلى البرلمان القادم، مع أن شيئاً رسمياً لم يصدر في هذا السياق ينبئ بأي اتجاه ويستلزم كل ذلك التصعيد والتأجيج، وهو ما يثير كذلك تساؤلاً مشروعاً آخر لدى المواطنين، فما الذي عساهم يفعلونه حتى لو حدث ما يخيفون المجتمع منه، أكثر مما فعلوه؟، وإلى أين يريدون أن يصلوا بنا، وقد تعدوا كل الحدود، ولم يعد لهم سقف يقفون عنده، أو رادع يحول بينهم وبين هذا الاندفاع المحموم نحو الهاوية؟!.
لقد انتقلوا من مرحلة التهديد والوعيد، إلى مرحلة الإرهاب والترهيب، ثم هاهم يدلفون إلى المرحلة الأخطر والأشنع، ونعني بها مرحلة «لغة الدم» التي باتت تسم خطابهم وممارساتهم السياسية، اذا صح أن نسميها كذلك، فما يفعلونه لا علاقة له بالممارسة السياسية الصحيحة والمحكومة بقواعد وأعراف يعيها ويقدرها العالم كله، إلا في الدول التي تختلط فيها الأشياء، وتتوه فيها الرؤية، ويلتبس على أفرادها الحق والباطل، والخير والشر، والقانوني وغير القانوني، وهي مرحلة نتمنى ألا تطول كثيراً، وأن يرتفع صوت العقل والحكمة فوق صوت الاندفاع والتهور.
أخيراً فإننا نشتّم - مع شديد الأسف - رائحة «أجندات غير كويتية» سبق أن حذرنا منها في «الصباح»، مراراً وتكراراً، لكن تحذيراتنا ونداءاتنا لم تجد من يستمع لها، وها نحن نجدد التحذير، وندعو الجميع إلى العودة لأجندة الكويت وحدها، وألا يكون البعض «حصان طروادة» الذي يختبئ فيه من يتربص بنا شراً.. ولنتذكر جميعاً ذلك المعنى العظيم في قوله تعالى «واتقوا فتنةً لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة»، فإن طوفان الفتنة إذا جاء - لا قدر الله - سيغرق الجميع، ولن ينجو منه أحد.

د. بركات عوض الهديبان
 

اضافة تعليق

الاسم

البريد الالكتروني

التعليق