
المنامة - بنا: شدد الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين على أن سير تنفيذ مرئيات حوار التوافق الوطني بنجاح يمثل موقفا حاسما في مسيرة العمل الوطني المشترك سعياً إلى ترسيخ روح الأسرة الواحدة في مجتمعنا.
واضاف العاهل البحريني في كلمة القاها في حفل افتتاح دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الثالث لمجلس الوطني ان هذه المرئيات قد عكست في مختلف مجالاتها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وحقوقياً رغبة وطنية لبدء مرحلة جديدة لتقدم هذا الوطن الغالي ودفعه إلى المكانة التي يستحقها بكل جدارة بين الأمم والشعوب.
وقال إننا لننظر بكل التقدير للجهود الدؤوبه التي تساهم في بذلها الحكومة ومجلسا النواب والشورى لوضع جميع المرئيات موضع التنفيذ وذلك بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية، وبما أسفر عن إقرار تعديلات دستورية مهمة تدعم تلك المرئيات وتنقلها إلى حيز التنفيذ، لترسيخ الديمقراطية وتعزيز الشفافية وحقوق الإنسان وحرية الرأي في المملكة، مواصلة لما طرحه الميثاق من مشروع شامل للإصلاح المستمر.
واضاف ملك البحرين في كلمته قائلا انه تعزيزاً لمسعى تنفيذ مرئيات حوار التوافق الوطني وتكاملاً معها تسير جهود تنفيذ توصيات تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق التي أمرنا بتشكيلها، ومنحنا أعضاءها الامتيازات والحصانات اللازمة، منوها جلالته في هذا الشأن باللقاءات التي تجريها الحكومة الموقرة مع الجمعيات السياسية في البلاد ومؤكدا على أن باب الحوار مفتوح للجميع، بما يحقق الانسجام التام لمجتمعنا ويوحد الجهود للبناء على ما حققته البحرين من إنجازات.
وتطرق الملك حمد في كلمته الى الأزمات والمتغيرات السريعة المتلاحقة سواء كانت سياسية أو اقتصادية التي تمتد آثارها وتداعياتها على مستوى العالم كله فقال جلالته إن منطقتنا الخليجية قد مرت عبر العقود الثلاثة الماضية بالعديد من التحديات التي واجهناها بصلابة، وبمواقف موحدة يجسدها الدور الرائد الذي يضطلع به مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي نسعى وبعون الله وتوفيقه بأن يصبح أكثر وحدة بين دوله الشقيقة.
واعرب عن ترحيبه بعقد القمة الثالثة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في رحاب مملكة البحرين، متطلعا للقاء أصحاب الجلالة والسمو الأخوة قادة دول المجلس في بلدهم الثاني البحرين.
وتابع الملك في كلمته قائلا وسنبقى على الدوام حريصين على أن نمد أيدينا للسلام، والرغبة الصادقة في التعاون مع كل الأمم والشعوب، معبرا في ذات الوقت عما يشعر به شعبنا الآمن المسالم من أسى وأذى، وما يعانيه من تلك الفئة المضللة التي تسعى لتشويه صورة البحرين في الخارج، وتحاول الاستعانة بمن لا يعنيهم الأمر بالتدخل في شأننا الداخلي.
واكد رفضه بكل حزم أي تدخل خارجي في شؤوننا الداخلية، كما رفض جلالته التصعيد الخطير في الشارع من قبل تلك الفئة، وممارساتها للعنف والإرهاب والذي مسّ الممتلكات العامة والخاصة والمقيمين في البحرين، والذي من واجبنا حمايتهم من كل ما يمس أمنهم في هذا الوطن الغالي.
واضاف قائلا كما أنه لم يخطر على بالنا أن تستغل الديمقراطية لتحقيق المطالب بالعنف والإرهاب، ولذا فإننا نؤكد دائماً بأن المطالب لا تؤخذ بالقوة والعنف بل تؤخذ بالحوار والتوافق الوطني كما حصل سابقاً بين أطياف مجتمعنا، وأنه لا ينبغي أن تفرض فئة رأيها على الآخرين.