
سموه أعلن لدى افتتاحه مؤتمر الحوار الآسيوي عن مبادرة لدعم المشاريع الإنمائية بدول القارة وتبرع الكويت لها بـ 300 مليون دولار
> الأزمات الاقتصادية خلفت تداعيات تحتم دراستها جيدا لتلافي تكرارها
> تغليب لغة الحوار ضرورة لتجنب الحروب المهلكة والنأي بأوطاننا عن الخراب والدمار
دعا سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد دول القارة الآسيوية إلى تكثيف جهودها، واستثمار لقاءات قادتها وزعمائها للتحاور بعمق وموضوعية، حول التحديات التي تواجه منطقتنا، وتحليل أسبابها، والعمل على احتواء نتائجها، وتلافي تكرارها، بما يحفظ لدولنا استقرارها وتحقيقها لمعدلات نمو طموحة وفاعلة، لاسيما أن القارة تواجه منذ سنوات تداعيات ظروف ومتغيرات سياسية وازمات اقتصادية خانقة على مستوى العالم اجمع «لا زلنا نعاني من نتائجها، وباتت تشكل تحديات خطيرة لجهودنا ومحاولاتنا المستمرة للارتقاء بقارتنا والوصول بها الى مستوى تحقيق طموح وتطلعات ابنائها».
وأكد سموه في الكلمة التي افتتح بها أمس أعمال القمة الأولى لمنتدى حوار التعاون الآسيوي في قصر بيان استعداد الكويت لاستضافة أية آلية لتطوير التعاون بين دول الحوار الآسيوي، داعيا في الوقت نفسه إلى حشد موارد مالية بمقدار ملياري دولار في برنامج يهدف لتمويل مشاريع انمائية في الدول الآسيوية غير العربية، وأعلن سموه عن تبرع الكويت بمبلغ 300 مليون دولار في ذلك البرنامج، معربا عن أمله في ان «نتمكن من توفير المبلغ المقترح من خلال مساهمات من دول أعضاء في حوار التعاون الآسيوي»، كما اقترح تكليف «احدى مؤسسات التنمية في آسيا كالبنك الاسيوي للتنمية القياد بادارة الموارد المالية المقترحة، والاشراف على استخدامها في تنفيذ المشاريع لصالح الدول الاقل نموا المستفيدة حصرا من موارد الصندوق الاسيوي للتنمية».
وطالب صاحب السمو بوضع تصورات وافكار لتطوير
آلية التعاون بين الدول الآسيوية بما يتناسب مع حجم المسؤوليات تمهيدا لاعتمادها، وقال: «ان تحقيق التعاون الاقتصادي الذي ننشده يحتاج منا خلق الأجواء الملائمة للاستثمار، وسن التشريعات اللازمة لتشجيعه وتحفيز التجارة البينية بين دولنا»، مؤكدا أن «استثمار امكانيات دولنا على الوجه الامثل والتعاون لخلق تكامل اقتصادي بيننا، سيمكننا من اقامة اقتصاديات قوية راسخة قادرة على مواجهة التحديات وتجاوز العقبات، وسيحقق لنا نقلة نوعية في رفع مستوى معيشة أبناء القارة».
أضاف سموه أن «الازمة الاقتصادية التي لا زلنا نعاني من آثارها تسببت في زيادة اعداد العاطلين عن العمل وازدادت معها معدلات الفقر في شعوب قارتنا، الامر الذي يضاعف من مسؤولياتنا ويدعونا الى التحرك دون تأخير لتحقيق التكامل الاقتصادي بين دولنا لما سيوفره من فرص عمل واستقرار وظيفي، ونحن إزاء تداعيات هذه الازمة مطالبون المشاركة برسم خريطة جديدة للنظام المالي بشكل عام تحقق تطورا وحداثة وفق ارقى المعايير العالمية وافضل الممارسات المصرفية والمالية».
وقال سمو الأمير: «لقد عانت قارتنا من حروب مدمرة انهكت اقتصاداتنا، وراح ضحيتها العديد من ابنائنا وادت الى عرقلة التنمية في دولنا، وكنا فيها جميعا الخاسر الاكبر حيث لم تحقق تلك الحروب الا الهلاك والدمار والتخلف»، مضيفا سموه: «اننا ندعو من هذا المنبر الى تغليب لغة العقل والحوار والنأي باوطاننا عن الخراب والدمار، وذلك عن طريق احترام مواثيقنا واتفاقياتنا ومعاهداتنا، وحل خلافاتنا بالطرق السلمية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، لنقدم للعالم نموذجا راقيا في التعامل مع الازمات والقدرة على تجاوزها، بما يحفظ سلامة اوطاننا ورقي مجتمعاتنا وازدهار اقتصادياتنا».
وأوضح سموه أن «ما يميز قارتنا الآسيوية تنوع الثقافات والحضارات والديانات فيها... وقد جبلت شعوب قارتنا على التعايش فيما بينها على اختلاف اعراقهم ودياناتهم، مؤكدين على مبدأ التعارف لا التناكر والتعايش لا التقاتل والتكاتف لا التطاحن، وهى مبادئ لا بد من التأكيد عليها والحث على تطبيقها، فلا تستقيم حياة إذا ما حاول احدنا انكارالآخر او الغاءه، كما ان الالتزام بمبادئ حقوق الانسان باعتبارها الركيزة الاساسية لحياة حرة وكريمة بما تضمنته من حقوق وحريات سيوفر الاستقرار لأوطاننا والطمأنينة لشعوبنا».