
> هناك مصالح وغايات لأعداء هذا الوطن نربأ بأبنائنا أن يكونوا أدوات ووقوداً لها دون أن يعلموا
> علينا أن ندرك حجم المخاطر المتكاثفة على المنطقة بأسرها والتي يتساقط شررها من حولنا
> الأمن والاستقرار لن يكونا بديلا للحرية والديمقراطية بل هما صنوان متلازمان لا ينفصلان
> نتفهم الاختلاف حول سبل الإصلاح ونرحب بالنقد ومحاسبة أي مسؤول عن أي خلل أو قصور أو تجاوز على المال العام
> المشاركة في الاستحقاق الانتخابي واجب وطني وعلى المواطنين اختيار القادرين على حمل الأمانة والقيام بالمسؤولية
> لنا عبرة في تجارب شعوب وأمم أخرى عصفت بها الفتن فحاق بها الدمار والخراب
> ليس عيبا أن تشوب ديمقراطيتنا بعض المثالب لكن العيب في تجاهلها والتغاضي عن إيجاد الحلول لها
أكد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ان التحدي الأكبر والاهم الذي تواجهه الكويت الآن هو تحدي الديمقراطية، موضحا في الوقت نفسه أن «الديمقراطية التي نريد تعزز الامن ولا تقوضه، تدفع الانجاز ولا تضعفه، والحريات التي نرغب تكرس الاستقرار ولا تهدده، توحد الصف ولا تفرقه، تثري الحوار ولا تقطعه».
وشدد سموه في كلمة وجهها إلى المواطنين بمناسبة الاحتفال بمرور خمسين عاما على صدور الدستور الكويتي على أنه «لن يكون الأمن والاستقرار بديلا للحرية والديمقراطية بل هما صنوان متلازمان يمثلان ضمانة أساسية لأمن كل مجتمع واستقراره»، لافتا إلى أن «لنا فيما آلت اليه الدول ذات الانظمة الديكتاتورية خير شاهد ودليل».
وقال سمو الأمير: إن الدستور الكويتي جاء «ترسيخا لما جبل عليه أهل الكويت من مبادئ وقيم وهي الدعامة الرئيسية لأمن الوطن، كما انها الضمانة الحقيقية لاستقرار نظام الكويت السياسي».
ونبه إلى أن «علينا أن نصون تجربتنا بالتقييم الموضوعي والنقد الذاتي البناء»، مشيرا كذلك إلى أنه «ليس عيبا ان تشوب هذه التجربة بعض المثالب ولكن العيب في تجاهل تلك المثالب والتهاون في اصلاحها والتخلص منها.. نعم نتفهم الاختلاف حول سبل اصلاح أمورنا، نتقبل النقد والنصح للارتقاء بمؤسساتنا، كما نرحب بل ندعو للمساءلة والمحاسبة لأي مسئول عن أي خلل أو قصور أو اعتداء على المال العام أو انتهاك وتجاوز القانون» وذكر أن «تأمين مسيرتنا الديمقراطية يتطلب الاتزان في تعاطي الامور بالحكمة والروية وحسن التقدير والبعد عن الانفعال والتهور، وقد شهدنا ما تعرضت له شعوب وأمم أعماها الجهل والتعصب فعصفت بوحدتها الفتن ومزقت شملها وحاق بها الخراب والدمار».
وقال صاحب السمو: «لن ننسى أبدا بأن الكويت أمانة غالية في أعناقنا، وان ما نعيشه من أمن وطمأنينة وحرية ورغد عيش هو نعمة كبرى لا يدرك قيمتها ومعناها الا من فقدها».
وأكد سموه ان «الدول التي تنعم بظلال الحرية والدستور والقوانين والمؤسسات والمجالس المنتخبة وتتمتع بإعلام حر، وتمتلك جميع الادوات الدستورية للرقابة والمحاسبة، تكون ممارستها محكومة بالروح الوطنية والتمعن بمعاني القسم البرلماني العظيم ومتطلباته، وإعادة النظر في الكثير من المفاهيم المغلوطة والاعراف المشوهة التي عمل البعض على ترسيخها عن طريق الامر الواقع، كما تستوجب أيضا ايصال نبض الشارع وهمومه الى المؤسسات، لا أن تجر المؤسسات الى الشارع»، محذرا سموه من أن «هناك مصالح وأهدافا وغايات لأعداء هذا الوطن نربأ بأن يكون أبناؤنا أدوات ووقودا لها دون أن يعلموا».
وأوضح أن «من الوعي والحكمة والعقل أن نتباصر حول المستفيد الاكبر من تعريض البلاد للفوضى والقلاقل، ونتساءل أين تصب نتائج هذه الفوضى في المحصلة النهائية، فلنتق الله في وطننا وأهلنا في حاضرنا».
واستطرد سمو الأمير بالقول: «علينا ان ندرك حجم المخاطر المتكاثفة التي تتنامى نذرها على المنطقة بأسرها، ويتساقط شررها حولنا، وأن نحسن مراقبة الاحداث التي تحيط بنا بعين واعية وبصيرة ثاقبة حتى نتقي شرورها ونتجنب آثارها واسقاطاتها».
وقال سموه: «إن احتفالنا بهذه الذكرى المباركة يتزامن مع بدء فعاليات الانتخابات النيابية للفصل التشريعي الرابع عشر، واذ أؤكد ان المشاركة في ممارسة الحق الانتخابي هي واجب وطني مستحق، فإن على الاخوة والأخوات المواطنين تقع مسؤولية حسن اختيار ممثليهم القادرين على حمل الامانة وتحقيق آمالهم وتطلعاتهم ورفعة وطنهم»، مشددا على أننا «أمام مرحلة مهمة حافلة بالتحديات.. ولا تحتمل التهاون والتراخي.. وغياب الارادة الفاعلة والقرارات الحاسمة تستوجب حسن الاستفادة من ثمين الوقت ووفرة الامكانات والانصراف عن كل ما يبدد الجهود ويبعثر الطاقات ايذانا بولادة عهد ايجابي جديد ينشده الجميع»، داعيا إلى ضرورة «أن نربأ بأنفسنا عن التحزب والتناحر والمصالح، نتبصر الدروس والعبر، نعمل قلبا واحدا لخير ديرتنا الحبيبة وأن تكون مصلحة الكويت هي أعلى المصالح وأغلاها».