
> الأمير: نتقاسم معكم روح الديمقراطية.. ودستورنا منارة للحياة الحرة الكريمة
> سياستنا الخارجية تقوم على أساس حماية استقلالنا وترابنا الوطني وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى
> بيركو: نحن جميعاً مستعدون لدعم الكويت صاحبة أقدم برلمان منتخب في منطقتها
> دي سوزا: نقدر قيمة الروابط بين بلدينا في ظل الاضطرابات السياسية التي تضرب المنطقة العربية
> عمدة لندن: الكويت هي بوابة الخليج وبريطانيا بوابة أوروبا.. وهذا يعزز شراكتنا
لندن – «كونا»: جددت بريطانيا تعهدها بتقديم كل أشكال الدعم والمساندة للكويت، وذلك في الكلمة التي ألقاها رئيس مجلس العموم جون بيركو، للترحيب بزيارة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد لمبنى البرلمان أمس، وهو ما ردعليه صاحب السمو بقوله: «أود ان اقول للسيد جون بيركو ردا على كلمته على استعداد البرلمان البريطاني ليكون عونا للكويت اقول له شكرا وشكرا لكل عضو في هذا البرلمان وشكرا للحكومة البريطانية وشكرا لجلالة الملكة».
وقال سمو الأمير: «إن العلاقات بين كلا البرلمانين الكويتي والبريطاني مع اختلاف أعمارهما تمثل رافدا من روافد العمل والتعاون المشترك بين البلدين الصديقين، من أجل تحقيق الديمقراطية لشعبينا الصديقين، تلك العلاقة التي نسعى دائما وبدون كلل إلى تطويرها، والتي تأتي تأكيدا على رؤيتنا الاستراتيجية الموحدة، تجاه تطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، والتي تعكس مدى قوة ومتانة العلاقات بين المملكة المتحدة ودولة الكويت».
أضاف سموه: «إننا في دولة الكويت نتقاسم معكم روح الديمقراطية، فلدينا دستور يعد بمنزلة المنارة التي تسترشد بها الدولة حكومة وشعبا كطريق للحياة الكريمة القائمة على تبيان الحقوق والواجبات، وتنظيم العلاقات بين السلطات الرئيسية الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية، وضمان الحريات الأساسية، ورسم السياسات العامة للدولة، وكذلك تنظيم علاقاتها الخارجية، من منطلق الحرص على استقلال وسيادة وحرمة التراب الكويتي، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وذلك ترجمة لرؤية دولة الكويت السياسية المرتكزة على الإيمان بالسلام والعمل من أجله، وحرصها على تطوير علاقاتها القائمة مع كافة الدول على الصعيدين الإقليمي والدولي، وفقا لمبدأي الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة».
وأكد سموه أننا في دولة الكويت «نؤمن بأهمية العمل وفق المبادئ الديمقراطية المستوحاة من واقع الكويت وتاريخها، نحو تعزيز الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية، سعيا إلى ضمان مستقبل أفضل للأجيال الحالية والقادمة، ينعم به الوطن والمواطن ويقوم على إرساء دعائم الرفاهية، وتحقيق المكانة الدولية المرموقة لدولة الكويت».
وكان رئيس مجلس العموم البريطاني جون بيركو قد ألقى في بداية اللقاء كلمة رحب فيها بصاحب السمو الأمير قائلا: «انه امتياز لي ان ارحب بكم هنا في برلماننا في هذه المرحلة المهمة من زيارة الدولة التي تقومون بها، فوجودكم هنا اليوم هو تذكرة مرحب بها للروابط الوثيقة العديدة القائمة بين دولتينا وشعبينا، وهي محفورة في التاريخ وجرى اختبارها في وقت الازمة في اعقاب الغزو الغاشم لدولتكم في عام 1990، وهي مستمرة حتى هذا اليوم في دوائر الدبلوماسية والتجارة والتبادل الثقافي».
أضاف بيركو: «اطمئنكم صاحب السمو على ان هناك العديد والعديد من الاصدقاء لدولتكم سواء داخل هذا البرلمان او بريطانيا بشكل اوسع، ونحن جميعا، مستعدون لدعم الكويت في ممارسة القيادة باتجاه عصري ومنفتح وتقدمي ووجودكم هنا يؤدي بالتأكيد الى تشجيع الحوار بيننا»، كما وصف الكويت بأنها «كانت منذ وقت طويل دولة ابداع في منطقتها، وهي موقع أقدم برلمان منتخب بشكل مباشر في منطقتها، وهي قوة فعالة وقائمة منذ وقت طويل داخل الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي ومجلس التعاون الخليجي، وهي رائدة في مجال التمثيل السياسي للمرأة».
وقال بيركو: «صاحب السمو انكم احد اكثر رجالات الدولة المتمرسين في الشرق الاوسط، بخدمتكم في منصب وزير الخارجية لمدة اربعين عاما مثيرة للاعجاب، تليها ثلاثة أعوام كرئيس للوزراء، قبل ان ترتقي الى منصب الأمير، وهذا سجل لمدة استثنائية قد يرغب العديد من الزملاء في محاكاتها ولكنهم لن يستطيعوا على الارجح».
بدورها أشادت رئيسة مجلس اللوردات البارونة دي سوزابتطور العلاقة بين دولة الكويت والمملكة المتحدة على مدى التاريخ المشترك الذي يعود الى أكثر من 250 سنة، مشيرة إلى أن زيارة صاحب السمو «تسمح لنا بجني المزيد من ثمار هذه العلاقة، والآن ربما أكثر من أي وقت مضى، وفي ضوء الاضطرابات السياسية والاجتماعية المثيرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نقدر قيمة الروابط بين بلدينا».
وأكدت أن مجلس الأمة الكويتي لديه الأسبقية في المنطقة بما يمكنه من المساعدة على تشجيع الحكم الديمقراطي بالازدهار في العالم العربي، ونحن نأمل ذلك من خلال الاتصالات المعززة بين بلدينا وبين برلماناتنا، فإنه يمكن للكويت أن تستمر في التقدم بوصفها تمثل بوصلة سياسية لبقية دول المنطقة».
أضافت دي سوزا: «إننا نعلق أهمية خاصة على زيارتكم هذا الاسبوع، اذ ان تبادل الأفكار وتبادل الخبرات واقامة الروابط الشخصية من خلال هذه الزيارات أمر حيوي لتطوير علاقات وثيقة وطويلة بين بلدينا».
وقد أنهى سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أمس، زيارة تاريخية قام بها إلى المملكة المتحدة، استقبلته خلالها جلالة الملكة إليزابيث الثانية، وأقيمت له في قصر وندسور مراسم استقبال ملكية، ورحبت الملكة بسموه ترحيباً كبيراً، مؤكدة أن زيارة صاحب السمو «تأتي تتويجاً لاتساع وقوة الشراكة بين البلدين».
ولقيت الزيارة السامية اهتماماً كبير من قبل الدوائر السياسية والاعلامية البريطانية، ووصفتها هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» بأنها «جاءت لتؤكد عمق العلاقات بين البلدين، ولكي تفتح آفاقاً جديدة من أجل ترسيخ أواصر التعاون والتشاور بينهما» كما تحدث عن «تاريخية العلاقة بين البلدين» والدور المرتقب أن تلعبه زيارة سمو الأمير في «إحداث نقلة نوعية في سبيل ضمان مستقبل مشرق لروابط البلدين القائمة على أسس التعاون وتحقيق المصالح المشتركة».
وأوضح عدد من المراقبين السياسيين أن بريطانيا أكدت على لسان ملكتها وكبار مسؤوليها خلال هذه الزيارة، التزامها التام بدعم الكويت ومساندتها من أجل اجتياز التحديات التي تمر بها المنطقة، وهو ما تجلى في قول الملكة اليزابيث الثانية: «لقد شعرنا في عام 1991 بالسرور لوقوفنا إلى جانبكم في ساعة الحاجة، وسنواصل تقديم هذا الدعم لمواجهة التحديات التي تشهدها منطقتكم والمجتمع الدولي»، مشيرين الى ان ذلك يمثل اقوى تأكيد على التزام المملكة المتحدة بالوقوف الى جانب الكويت ومواصلة التعاون معها ومساندتها بكل أشكال الدعم والمساندة.
أضافوا أن الزيارة تضمنت ايضا لقاءات مهمة مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وزعماء المعارضة وعدد من كبار المسؤولين في المملكة المتحدة، وأجرى سموه خلال تلك اللقاءات مباحثات مهمة، تتعلق بتطوير العلاقات بين البلدين، والمتغيرات الاقليمية والدولية، كما تم توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية لتعزيز التعاون في مختلف المجالات بين الكويت وبريطانيا.
وكان عمدة لندن قد أقام مأدبة عشاء مساء أمس الاول على شرف سمو امير البلاد والوفد المرافق له، اكد خلالها صاحب السمو في كلمة القاها بهذه المناسبة انه يتطلع إلى «توطيد علاقات الصداقة مع بريطانيا»، مشيراً الى ان مكتب الاستثمار الكويتي في لندن والذي تم الاحتفال بمرور 60 عاماً على انشائه، يلعب دوراً مهماً في هذا الشأن، ويسهم بنصيب وافر في تطوير العلاقات الكويتية البريطانية، فيما أشاد عمدة لندن بالصلات التاريخية التي تربط الدولتين، معتبراً أن «الكويت هي بوابة الخليج، وبريطانيا هي بوابة أوروبا» وأن «كلا البلدين لديه ديناميكية في القطاع الخاص، مع التركيز على الخبرة المالية» لافتاً الى ان كليهما يقومان أيضاً على أسس ترسيخ الديمقراطية.
وأثنى عمدة لندن كذلك على قول سمو الامير في خطابه الاخير «ان كل كويتي يشكل لبنة هامة في بناء صرحنا الوطني المتماسك»، واصفاً هذه الكلمات بأنها «مشاعر نبيلة نشيد بها»، كما لفت الى اهمية مشاركة البلدين في الاقتصاد العالمي، وتعزيز السلام والاستقرار الدوليين.