
> مصادر لـ الصبـــــاح : مشاورات نيابية مكثفة لتصفية مرشحي الرئاسة إلى اثنين.. والتزكية واردة
> العمير: الصوت الواحد قضى على الفرعيات والتحالفات الباطلة
> الدويسان: نريده مجلساً بمخالب قوية يحاسب السلطة التنفيذية إذا انحرفت عن مسارها
يبدأ مجلس الأمة المنتخب مسيرته البرلمانية خلال أيام، تكون خلالها حكومة سمو الشيخ جابر المبارك قد قدمت استقالتها، ليكلف سمو أمير البلاد من يختاره لرئاسة الحكومة الجديدة وتشكيلها، بعد إجراء المشاورات التقليدية مع رؤساء مجالس الأمة السابقين، ومن ثم تلتئم السلطتان في الجلسة الافتتاحية للفصل التشريعي الخامس عشر.
وقبل أن يبدأ النواب الجدد مشوارهم رسمياً، تلقوا أمس تهنئة القيادة السياسية بفوزهم، حيث بعث سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ببرقيات تهنئة للفائزين بعضوية مجلس الامة، مشيداً بـ«الثقة التي أولاها إياهم المواطنون الكرام، بانتخابهم لعضوية المجلس»، سائلاً سموه المولى «أن يوفق الجميع لخدمة الوطن العزيز، والاسهام في رقيه وتطوره ورفع رايته»، كما بعث سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ببرقيات مماثلة لتهنئة النواب الجدد، مشيداً في الوقت نفسه بالجهات المعنية التي شاركت في تنظيم الانتخابات وأسهمت في «إعلاء كلمة القانون وتطبيق أحكامه على الكافة، في مناخ ديمقراطي سليم، عكس الوجه الحضاري للكويت».
في غضون ذلك رحبت مصادر سياسية وقانونية بالمجلس الجديد، مؤكدة ان آمالاً عريضة معلقة عليه لنقل الكويت إلى مرحلة مهمة ومفصلية في تاريخ الكويت، يسودها العمل والانجاز لمصلحة الشعب كله، لافتة الى أن المجالس الأربعة الأخيرة أهملت طويلاً مصالح الوطن والمواطنين، وانخرطت في خدمة أجندتها الشخصية والحزبية والفئوية، وقد آن لتصحيح هذا المسار واستعادة القواعد والأصول البرلمانية الصحيحة.
وأبدت المصادر استياءها من الحملة «المسعورة» - على حد وصفها - التي يشنها نواب سابقون ممن تزعموا مقاطعة الانتخابات، على المجلس الجديد، وقالت: إن ما ردده النائب السابق مسلم البراك عندما أقسم بالله أمام ناخبيه بأنه «سيطهر هذا المجلس»، هو كلام لا يصدر إلا عن شخص لا يقيم وزناً للدستور أو القانون، ولا يؤمن مثقال ذرة بالديمقراطية التي تحتم عليه وعلى رفاقه الآخرين القبول بنتيجة الاستحقاق الانتخابي، وللتسليم بإفرازاته وتشجيعها على العمل المخلص للبلد.
أضافت أن من هذا القبيل أيضاً ما ردده النائب السابق أحمد السعدون بقوله «إن هذا المجلس ساقط سياسياً وشعبياً، واذا استمر فإن حراكنا سيستمر إلى أن يسقط»، مؤكدة أن مثل هذه التصريحات تعبر عن وهم لدى عدد من أعضاء أغلبية المجلس المبطل، بأن مجلس الأمة هو حكر عليهم، وأنه ليس من حق الآخرين الترشح والتنافس للفوز بعضوية البرلمان.
المصادر ذاتها أوضحت أن الدستور كفل لكل أبناء الكويت حق الترشح والانتخاب، ولا يستطيع أحد حرمان أي مواطن من هذا الحق، مذكرة بأن التركيبة الجديدة لمجلس الأمة تتميز بأنها تضم مزيجاً من المخضرمين في العمل البرلماني، والوجوه الجديدة الممتلئة بالحماس، والراغبة في تقديم كل ما لديها لخدمة الكويت.
وحول عدم وجود ممثلين لقبائل كبيرة كمطير والعوازم في المجلس، قالت المصادر: إن النواب الخمسين بمجرد دخولهم البرلمان فإنهم أصبحوا يمثلون الأمة كلها، ويترجمون آمالها وآلامها، ولا يمكن التفريق بين هؤلاء النواب على أساس القبيلة أو الطائفة، مشيرة إلى أن عضو المجلس بنص الدستور «يمثل الأمة بأسرها، ويرعى المصلحة العامة، ولا سلطان لأي هيئة عليه في عمله بالمجلس أو لجانه»، وهو أيضاً قبل أن يمارس عمله يؤدي اليمين الدستورية التي يتعهد فيها بالإخلاص للأمير، واحترام الدستور وقوانين الدولة، وبأن «يذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله»، وذلك دون تجزئة أو تفريق بين فئات الشعب وشرائحه المختلفة.
واختتمت المصادر تصريحها بالقول: إن نسبة التصويت التي بلغت 40 في المئة، رغم كل حملات المقاطعة و«الترهيب» للناخبين، تؤكد أن الشعب الكويتي بلغ مرحلة من النضج بحيث لا تنطلي عليه أساليب الخداع التي يمارسها البعض، ومحاولات تزييف وعيه، ودفعه إلى مربع السلبية، وأنما احتكر ان يكون ايجابياً وفاعلاً ونزل بكثافة معقولة جداً الى اللجان الانتخابية ليقول كلمته بحرية ونزاهة كاملتين، كما ان هذه النسبة تدلل على ان المجلس الجديد هو خيار الشعب، وينبغي ان يعطى فرصته كاملة في العمل وخدمة بلاده.
إلى ذلك أعلن كل من النواب علي الراشد وأحمد المليفي وعصام الدبوس وسعد الخنفور وبدر البذالي عن اعتزامهم الترشح لمنصب رئيس المجلس، كما قرر النائب د.علي العمير أن «يدرس كل الاحتمالات بشأن الترشح لرئاسة المنصة»، فيما يتوقع أن يتنافس على منصب نائب الرئيس النواب مبارك الخرينج وعسكر العنزي ود.معصومة المبارك وسعدون حماد وسعد البوص.
غير أن مصادر نيابية كشفت لـ«الصباح» عن مشاورات نيابية مبكرة بدأ إجراؤها منذ أمس، للاتفاق على مرشحين اثنين على الأكثر لرئاسة المجلس، كما لم تستبعد أن يتنازل أحد هذين المرشحين للآخر، ليتم شغل المنصب الرفيع بالتزكية.
وقد أكد عدد من النواب الجدد في تصريحات إلى «الصباح» اعتزامهم تقديم أقصى الجهود لديهم لخدمة الكويت وشعبها، والتعاون مع السلطة التنفيذية لإنجاز الكثير من المشاريع المؤجلة.
وقال النائب د.علي العمير ان الارقام الكبيرة التي حزنا عليها هي ارقام تمثل ثقة كبيرة من اخواننا واخواتنا، ونأمل ان نحفظ الامانة ونؤدي ما يصلون اليه من تقدم وتنمية، مؤكداً ان فكرة الصوت الواحد منعت الانتخابات الفرعية، كما منعت التحالفات وجعلت طريقة الفرز اسهل، كما ان الاقلية ستأخذ حظها كالاكثريات ايضاً، وهذه ايجابيات لاشك انعكست في قضية الصوت الواحد والآن الامر والخيار للمجلس لأن المجلس القادم هو من سيحكم هل سيمضي هذا القانون ام انه سوف يلغيه من خلال التصويت.
بدوره اعرب النائب فيصل الدويسان عن امله في ان يكون المجلس الجديد مجلساً لكل الكويتيين ليس لطائفة دون اخرى، مجلساً نريده فوق القبيلة وفوق العائلة، مجلساً لكل الكويتيين يعمل لصالح اهل الكويت جميعاً، نريده مجلس التنمية والتقدم والازدهار، يشرع ويراقب ويكون بمخالب قوية اذا ما انحرفت السلطة التنفيذية عن مسارها، لذلك نتمنى ان يكون المجلس الذي اراده اهل الكويت.
وفيما اعلن النائب سعد الخنفور انه سيخوض انتخابات رئاسة مجلس الامة، قال: اتقدم بجزيل الشكر والتقدير لاخواني ابناء الدائرة الرابعة عموما وابناء الرشايدة خصوصا واقول لهم بيض الله وجوهكم والله يقدرني ان اكون عند حسن ظن الجميع والله يقدرني على خدمة الشعب وخدمة الكويت.
وحول ابرز القضايا اللي سيتبناها، اوضح الخنفور انه سيركز على حل القضية الاسكانية وازمة البطالة، اضافة الى معالكة تردي الاوضاع الصحية في البلاد.
من جهته اكد النائب خليل الصالح ان الجموع التي شاركت في الانتخابات وسجلت موقفاً تاريخياً في تاريخنا السياسي، وتمنى الصالح ان يكون المجلس القادم مجلس انجاز ولتفرح الكويت دائماً وتعيش بظل رعاية صاحب السمو والحكومة الرشيدة بإذن الله ان تكون هنالك فرصة قادمة ان تسجل الكويت دولة ان شاء الله من الدول المتقدمة في التنمية والانجاز.