
بغداد - «كونا»: اجتمع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالوفد الصحافي الكويتي الذي يزور العاصمة بغداد في اطار سلسلة من الزيارات المتبادلة بين البلدين.
وقال المالكي للوفد ان إنهاء ملف الخطوط الجوية العراقية يعد بادرة إيجابية يمكن ان تسرع في طي كافة القضايا والانتقال بالعلاقات الثنائية الى مرحلة جديدة داعيا الى ان يتعاون الجانبان لفتح آفاق جديدة في العلاقات الثنائية وتطويرها في جميع المجالات مشيرا الى ان بلاده تواصل العمل على حل جميع المشاكل التي خلفها النظام السابق مع دول العالم والدول المجاورة.
وأكد المالكي في حديثه ان جهد بلاده منصب على إعمار العراق وحسم المشاكل العالقة مع الكويت والتي لخصها بثلاث قال انها «امور معلقة وهي العلامات الحدودية وصيانتها ومن ضمنها تعويض المزارعين والأرشيف الكويتي ورفات الشهداء» مؤكدا ان الكويت دولة جارة وان سياسة بلاده اليوم هي الايمان بعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
واستهل المالكي كلامه بالقول «نحن بلد نريد ان نبني ونريد ان نستقر ومنذ عقود نحن مهجرون ومهاجرون.. حروب ومغامرات وسجون واعدامات.. حرب مع ايران دامت ثماني سنوات اهلكت البلاد ثم غزو الكويت وما تبعها من تدمير للبلدين ناهيك عن الاضطهاد والاعتقالات على الظن والشبهة».
وسلط المالكي الضوء على الملف العراقي الكويتي قائلا «لا نريد ان نوقف التعويضات التي ندفعها الى الكويت ولا نريد تنازلا عن دينار واحد من الاخوان فهناك نحو 13 مليار دولار متبقية نلتزم بتسديدها فالكويت ايضا دمرت وخربت والامر ليس مشكلة اموال».
واشاد بدور صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وقال «نأمل من سمو الامير ألا يقصر باتجاه تحقيق الحلول كما نعول على الحكومة الكويتية والبرلمان الكويتي الجديد وهم لم يقصروا في هذا الاتجاه».
وحول زيارة سمو رئيس مجلس الوزراء الى العراق والتي تأتي في ظل نوايا صافية باتجاه تحقيق الحلول قال المالكي «انا اشيد بهذا الرجل واشعر بطيبته وصدقه وهذا لا يعني ان الشيخ ناصر المحمد لم يكن كذلك وقبلهما سمو الامير.. عموما الحكومة كانت مع ايجاد مخارج.. لديكم مشاكل مع مجلس الامة ونحن ايضا لدينا مشاكل مع مجلس النواب».
وعن الاصوات النشاز التي تعيق ذلك التقدم قال المالكي «نحن بلد لم يتخلص من حسابات داخلية وخروق خارجية تؤثر علينا.. وحتى الان ثمة من يحمل افكارا كانت سائدة في النظام السابق ونحن نروض هذه الحالات.. بصراحة موقفنا صعب لأن حزب البعث صنع عقلية مغلقة على حقائق غير قابلة لأن تكون مواقف».
واشار المالكي الى اثر تأويل الخطاب بين البلدين وقال «اليوم نخاف ان نقول ان الكويتيين اهلنا وعندنا عشائر.. سينبري احد ليقول عندكم اطماع بالكويت ولكن نحن اعمام وعشائر مشتركة وهذا تواصل موجود والنتيجة ما كان على الارض باعتباره حقائق وخرائط رسمت واقرتها الامم المتحدة فلا سوريا تستعيد الاناضول ولا العراق يفرط بالموصل الى تركيا ولا ايران تعطي عبادان الى العراق».
واضاف «ولكن ظل صدام وحزبه ينفث تلك الافكار في عقول الناس حتى نما عليها الطفل ولعب بها السياسي وصارت موردا للمتاجرة والبيع والشراء» مشددا على ضرورة الايمان والاعتراف بأن الكويت دولة «وهذا ما كنا نذكره للبعث يوم كنا في المعارضة».
وتابع قائلا «تبقى تفاصيل نريد تعاونا بها.. ما مصلحتنا في ألا نسلم رفات الشهداء الكويتيين اذا كنا نعرف اين هي الان؟.. فينبغي ألا تتوقف كل قضايانا الا بعد العثور على اخر شهيد كويتي.. فأنا لم اعثر على عشرات من اقربائي الذين قتلهم نظام صدام».