
القاهرة - «ا. ف. ب»: اعلنت القوات المسلحة المصرية امس ان الحوار هو الاسلوب الامثل لحل الازمة السياسية التي تقسم مصر وانها «لن تسمح» بغيره لحل الازمة التي بدات الشهر الماضي.
ودعا الجيش المصري الى احترام «الشرعية القانونية والقواعد الديمقراطية» التي سبق التوافق عليها مشددا على ضرورة حل الازمة السياسية بالحوار ولكن من دون «الوقوع في حسابات خاطئة».
وقال الناطق باسم القوات المسلحة في بيان «ان منهج الحوار هو الاسلوب الامثل والوحيد للوصول الى توافق يحقق مصالح الوطن والمواطنين، وان عكس ذلك يدخلنا فى نفق مظلم نتائجه كارثيه»، مضيفا «وهو امر لن نسمح به».
واضاف «تنحاز المؤسسة العسكرية دائما الى شعب مصر العظيم وتحرص على وحدة صفه، وهى جزء أصيل من نسيجه الوطني وترابه المقدس، وتأكد ذلك من خلال الاحداث الكبرى التى مرت بها مصر عبر السنين .. وفي هذا الاطار نؤكد وندعم الحوار الوطني والمسار الديمقراطي الجاد والمخلص حول القضايا والنقاط المختلف عليها وصولا للتوافق الذى يجمع كافة أطياف الوطن».
واضاف المتحدث في بيان بث على صفحته الرسمية على فيسبوك «يجدر بنا جميعا أن نراقب بحذر شديد ما تشهده الساحة الداخلية والاقليمية والدولية من تطورات بالغة الحساسية حتى نتجنب الوقوع فى تقديرات وحسابات خاطئة تجعلنا لا نفرق بين متطلبات معالجة الازمة الحالية وبين الثوابت الاستراتيجية المؤسسة على الشرعية القانونية والقواعد الديمقراطية التى توافقنا عليها وقبلنا التحرك إلى المستقبل على أساسها».
واكد «ان القوات المسلحة المصرية بوعي وانضباط رجالها التزمت على مر التاريخ بالمحافظة على امن وسلامة الوطن والمواطنين ومازالت وستظل كذلك».
وساد الهدوء صباح الامس في محيط قصر الرئاسة في القاهرة بعد ليلة جديدة من التظاهرات نظمها المعارضون للرئيس محمد مرسي.
وحول القصر الواقع في ضاحية مصر الجديدة تمركز الجنود عند حواجز امنية ووضعت اسلاك شائكة في الطرق المؤدية اليه لمنع الوصول الى القصر.
وامضى اكثر من مئة متظاهر الليلة في خيام شيدت بالقرب من القصر وفي مسجد مجاور.
في المقابل اكد محمد البرادعي رئيس جبهة الانقاذ الوطني تصميم المعارضة على الغاء الاعلان الدستوري وتاجيل الاستفتاء لحين حصول توافق بشانه محذرا في لهجة تصالحية لكن حازمة، من اراقة الدماء مجددا في مصر وداعيا الى التظاهر بشكل سلمي.
واكد البرادعي في كلمة مسجلة اذاعتها قناة اون تي في المصرية الخاصة مساء الجمعة ان الحوار مع الرئيس المصري محمد مرسي ما زال ممكنا ولكن شرط ان يلغي الاعلان الدستوري ويؤجل الاستفتاء على مشروع الدستور الخلافي.
وقال البرادعي «لا بد ان نجد وسيلة ايا كانت عن طريق التحاور للخروج من هذا المأزق، ارجو ان يكون الدكتور مرسي استمع لصوت الشعب وارجو ان يأخذ خطوات محددة لفك الاحتقان، هناك خطوتان يستطيع ان ياخذهما فورا، الليلة :اولا اسقاط الاعلان الدستوري الذي اعلنت مصر كلها عن غضبها منه، والخطوة الثانية ان يؤجل الاستفتاء على مشروع الدستور حتى نصل الى توافق وطني واذا اتخذ هاتين الخطوتين انا على يقين اننا سنجد وسيلة عن طريق الحوار».
وحذر البرادعي من اراقة الدم مرة اخرى في مصر ودعا للحفاظ على سلمية التظاهر وقال «احذر من اي اشتباكات اليوم واطلب من الجميع الا يدخلونا في معارك دموية، لا يمكن ان نتحمل مرة اخرى ان يراق دم مصري لا بد ان نجد طريقة سلمية للخروج من الازمة» السياسية الحادة التي تشهدها مصر وسط استمرار تظاهرات «جمعة الكارت الاحمر» المعارضة للرئيس محمد مرسي في العاصمة والعديد من المدن الاخرى.
من جانبه دعا المرشد العام للاخوان المسلمين محمد بديع امس القوى السياسية في مصر الى العودة الى الحوار والى المصالحة لكنه اتهم بعض المعارضين بـ«الفساد والاستبداد والاجرام».
وقال بديع في مؤتمر صحافي عقده في مقر الاخوان المسلمين في القاهرة ان «الذين لا يريدون النزول على رأي الشعب ندعوهم الى المصالحة والحوار وان نحتكم الى الشعب المصري».
واضاف «بفضل الله سنعلي مصلحة مصر على كل المصالح، كل ما ترون يهون في سبيل ان تعود مصر الى الاستقرار والعودة الى الحوار».
وتابع «اقول للكل، اياكم ان يكون هناك عندكم بغض للاخوان ينسيكم مصلحة مصر، اغضبوا منا اكرهونا كما تشاؤون ولكن حكموا العقل، وحدة مصر لا تحتمل ما يحدث الان».
واعتبر ان «المشهد الذي يحدث في مصر الان ليس هو الذي يعبر عن مصر»، مدافعا عن جماعة الاخوان ومؤكدا انها تبنت دوما «الحوار وسيلة واحدة للتعامل مع المعارضين».
وكان المرشد العام للاخوان يرد على الاتهامات الموجهة لجماعة الاخوان المسلمين، خصوصا من الناشطين الشباب المعارضين، باستخدام العنف لفض الاعتصام امام قصر الرئاسة الاربعاء الماضي ما ادى الى اشتباكات دامية اسفرت عن مقتل سبعة اشخاص واصابة مئات اخرين.
غير ان بديع اتهم متظاهرين معارضين باحراق 28 مقرا للجماعة في انحاء مختلفة مؤكدا ان ثمانية من اعضائها قتلوا في اشتباكات في عدة محافظات.
وقال ان «ما يحدث ليس معارضة انما فساد واستبداد واجرام انتم شهود عليه الان، هذه جرائم ليست خلافات في الرأي وليست معارضة».
وشدد على ان «هذه جرائم وليست خلافات في الرأي وليست معارضة»، داعيا «كل القيادات السياسية الى ان تتبرأ من القتلة والمخربين».