
لم تكن عودة الطبيب والجراح د. محمد الهيفي إلى غرفة العمليات بالمستشفى الأميري، وإجراؤه عملية تكميم معدة لمريض يعاني السمنة المفرطة، «وزنه 180 كيلو غراماً» مجرد مشاركة لزملائه الأطباء في مثل هذه العمليات الدقيقة، فهو يعاود هذه المرة عملياته الجراحية التي اشتهر بها، بعد أن أصبح وزيراً للصحة، ومسؤولاً عن سياساتها وخططها وبرامجها.
الرسالة التي أراد الدكتور الهيفي توجيهها من هذه العودة، ليست بخافية على أحد، فهو يؤكد على أن المواطن الكويتي يسعى إلى خدمة وطنه بكل الوسائل الممكنة له، وجلوسه على مقعد الوزارة لا ينسيه مهنته الأصلية كطبيب باستطاعته الإسهام في تخفيف آلام الآخرين، وتقديم العلاج اللازم لهم.
د. الهيفي حرص بعد إجرائه هذه الجراحة التي تكللت بالنجاح، على أن يوضح أنها لن تكون بالنسبة له عملاً استثنائياً أو وحيداً، وإنما سيتكرر ذلك طوال عمله الوزاري، وبمعدل حالة أو حالتين في الأسبوع، دلالة على أن عضويته في الحكومة لا تحول دون أداء واجبه الإنساني تجاه مرضاه، وهي لفتة رائعة تستحق الإشادة والتنويه، لأنها من ناحية تؤكد على الجانب الإنساني في العمل السياسي والحكومي، وهي من ناحية أخرى تكرس أيضاً لقيمة تواصل عضو الحكومة مع أبناء شعبه، وأن أي منصب يتولاه لا يفصله عنهم أو يشغله عن همومهم ومتاعبهم.
اللفتة الأخرى - وليست الأخيرة- فيما فعله الهيفي أنه كان حريصاً على الإشادة بزملائه في المستشفى الأميري الذين شاركوه إجراء عملية تكميم المعدة، في إشارة ذات مغزى الى تقدير الآخرين، وكذلك التأكيد على ما في العمل الجماعي من بركة وخير.