
أكد عدد من النواب والمواطنين وجود أجندات خبيثة تعمل على جذب الشباب وتجنيدهم وتحريكهم ضد المصالح الوطنية وزجهم في أتون مسيرات تنادي بشعارات لا تمت إلى الواقع بصلة، مستغلين موجة الحراك العربي التي سادت المنطقة واللهيب المشتعل في العديد من الدول، مبينين أن على المجلس والحكومة مسؤولية العمل والإنجاز، وإسكات الأفواه المعارضة.
وقال النواب والمواطنون خلال ندوة دعا إليها الناشط السياسي محمد خالد الهاجري في ديوانيته بالمنقف حضرهاالنائب عبدالله التميمي، والنائب والوزير السابق أحمد باقر ود. عبدالحميد الشايجي، وحدران الجابر، والدكتور يوسف الملا، والناشطون السياسيون أحمد المليفي، واسامة الطاحوس وعلي الفضالة وجمع من أبناء المنطقة.
وقد أكد النائب عبدالله التميمي أن الكويت تقع في منطقة إقليمية لانحسد عليها، وإذا أصبح مجتمعنا متشرذما فإننا سنذهب في مهب الريح مع أي عاصفة، مؤكدا أن الوحدة الوطنية هي السياج الحصين والحصن المنيع لنا جميعا للخروج من الواقع الذي نعيشه والذي نراه كل يوم.
وذكر أنه لا مبرر على الإطلاق لخروج المظاهرات، فليس هناك أناس جائعون يطالبون برغيف خبر اولقمة لإطعام أبنائهم، ولا نشهد قمعا يمارس ضد مجموعة ما، وفي الوقت ذاته لا ننكر أبدا وجود فساد إداري وإخفاق حكومي ولكن هذا الأمر لا يبرر ما يقوم به البعض، ما يدفعنا إلى الاعتقاد بأن هناك مؤامرات تحاك ضد الكويت من الداخل والخارج.
وعول على عقلانية واتزان الشارع الكويتي وفهمه لما يحاك ضده من مؤامرات، فالكويتيون محسودون ومستهدفون، وكل واحد منهم مكلف بالدفاع عن وطنه وصون كرامته من خلال الوحدة الوطنية، فالغلبة للحق دائما وليست للباطل.
وأشار التميمي إلى أننا كمسلمين نجتمع على شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ولنا فيه الأسوة الحسنة، وقد كانت المدينة المنورة تئن من الطائفية والنعرات والفئوية والأديان المتعددة، فقام الرسول بتوحيدها وإيقاف الحروب الدائرة فيها، مبينا أن الجميع يعلم أن جار النبي كان يهوديا، ومع هذا لم يشتك النبي منه وعامله بالحسنى، فأطفأ بذلك نيران النزاعات والحروب والفتن، ووحد أواصر المجتمع المدني لتصل إلينا الرسالة، وتقوم على أرضية صلبة.
من جهته قال الوزير والنائب السابق أحمد باقر إن الخسارة ستطال الجميع إذا حدث أي اختلال في أمن الكويت، داعيا إلى بسط الحوار أمام جميع الاطراف، وعدم قطعه مع السلطة والمجلس والأحزاب وذلك للوصول إلى بر الأمان، فالامن هو الاستقرار والتنمية ومحاربة الفساد، وهو مطلوب في كل دول العالم.
وزاد باقر بأن من اسباب الاستقرار تحقيق العدالة والمساواة، وقد قال ابن تيمية «إن الله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة»، فالشريعة ساوت بيننا، وكذلك الدستور الكويتي، إضافة إلى ذلك علينا التأكيد على ثوابتنا الدستورية، فالدستور يؤكد أن ذات الأمير مصانة، مبديا أسفه لقيام بعض الشباب سواء بحسن نية أو استعجال بالتكلم عبر تويتر بألفاظ لا تليق سواء بحق أخيهم المسلم أوبحق أي من الشخصيات العامة.
وطرح النائب والوزير السابق خلال الندوة مبادرة لمصالحة شعبية تتم على أساس احترام الدستوروالقضاء والثوابت، وإيقاف المسيرات، مبينا أن بعض النواب السابقين قالوا في الصحف إنهم يريدون تعديل الدستور والحكومة الشعبية، وأناأقول: إن التعديل يكون من خلال مجلس الامة وليس من خلال الشارع.
من جهته، شدد الناشط السياسي محمد خالد الهاجري على أن إهانة الاسرة الحاكمة وصاحب السمو هي إهانة للشعب الكويتي كله، وهو محشوم من كل هذا الكلام الذي لا يدل على عقلانية ولا ينم عن حسن سلوك أو منهج سليم، مؤكدا أن شباب الكويت طيبون ويدركون أن خروجنا من الازمة لا يكون إلا بالوحدة الوطنية واحترام الاسرة الحاكمة وصاحب السمو وهذا ما نشأنا عليه منذ نعومة أظفارنا.
وفي الإطار ذاته قال الدكتور عبدالحميد الشايجي إن الشباب هم الفئة الخفية المستقبلية، التي تقوم عليها الدول، والمصالحة الحقيقية هي التي تؤدي لتنمية حقيقية وهي الباب الموصل إلى الأمن، مشيرا إلى أن اليابان ركزت في تنميتها على ثلاثة محاور: التنمية البشرية، والتنمية الصناعية، ومسكن ومأكل ومشرب اليابانيين، ولذلك عندما صدر قانون تقليص ساعات العمل في اليابان احتج الشباب لانهم يعلمون أنهم يسهمون في بناء أوطانهم.
وزاد بأن الشاب مغيب حقيقة عن الثقافة، وعن التنمية وهو لا يعي دوره فيها، وهناك طاقات شبابية لا تستثمر إلا بتأهيلها وتدريبها وتعليمها. لذلك كان صلى الله عليه وسلم يهتم بالشباب بصورة بالغة، داعيا إلى ضرورة إيجاد القدوة للشباب، وأن نكون كقياديين نموذجا يحتذى، فالشاب يبحث عن البطل، ولذا نراهم مفتونين بالرياضة وكمال الأجسام، لأنهم يبحثون عما يفرغ طاقاتهم.
وأشار الشايجي إلى ضرورة البعد عن التطرف الذي ذمه الله تعالى، وأن تتم تربية الشباب على الوسطية، فهذه مسؤولية الأسرة والقيادة السياسية لتسهم في إيجاد هوية للشباب الكويتي الذي ما زال يبحث منذ التسعينات عمن يتخذه قائدا له، وهذا دليل على عدم وجود منهج واضح المعالم والأهداف والمسار، الذي يسهم في حماية شبابنا من الذوبان في العولمة التي ضربت أطنابها في الدول المحافظة ومنها الكويت.
وأكد أن الشاب الآن يعيش حالة من التخبط ويبحث عن قائد، فتارة يجده هنا وتارة يجده هناك، مبينا أن ما نراه اليوم واقع فرض علينا لغياب المرجعية الحقيقية، والنتيجة أمامنا، لأن الدولة لم تجعل للكويتي هوية واضحة عبر التعليم، متسائلا: أين مراكز الشباب؟ ولماذا لا نجعل للشباب ميادين حقيقية، داعيا إلى إيجاد فلسفة حقيقية تجاه الأمن التنموي لشباب الأمة، وإلا فإن الشاب لن يميز بين الصواب والخطأ لأنه يبحث عن الرمزية التي قد يوفق لها أو لا يوفق.