
القاهرة - الاسماعيلية «مصر» «وكالات»: نشر الجيش المصري قواته في مدينة السويس في ساعة مبكرة من صباح الامس بعد مقتل نحو 38 شخصا خلال احتجاجات وقعت في شتى انحاء مصر أمس وأول أمس مما يؤكد عمق الانقسامات في الذكرى الثانية للانتفاضة التي اسقطت حسني مبارك.
وقال مسعفون ان ثمانية من القتلى من بينهم شرطي سقطوا في السويس في حين قتل اخر بالرصاص في مدينة الاسماعيلية، اضافة إلى قتيلين أمام سجن بورسعيد.
ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية عن وزارة الصحة قولها ان 456 شخصا اصيبوا في 12 محافظة هي القاهرة والاسكندرية والبحيرة والاقصر وكفر الشيخ والاسماعيلية والغربية والشرقية والسويس والمنيا ودمياط والدقهلية في الاحتجاجات التي تناوئ أيضا جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي، اضافة الى 50 مصاباً امام سجن بورسعيد.
وقال مرسي في بيان ان «أجهزة الدولة لن تتوانى عن ملاحقة المجرمين وتقديمهم للعدالة في الوقت الذي تبذل فيه قصارى جهدها لحماية وتأمين المظاهرات السلمية».
ودعا ايضا «جميع المواطنين إلى التمسك بالمبادئ النبيلـــة للثـــورة المصـرية في التعبير عن الرأي بحرية وسلمية ونبذ العنف قولا وفعلا».
ونشر الجيش قوات في السويس في ساعة مبكرة من صباح أمس بعد ان طلب مدير امن السويس تعزيزات. ووزع الجيش منشورات على السكان تؤكد لهم ان نشر قوات الجيش عملية مؤقتة وتهدف الى تأمين المدينة.
وفي السويس قال شهود ومصادر امنية ان الجيش نشر عربات مدرعة لحماية المباني الحكومية بعد استهداف رموز الحكومة في شتى انحاء البلاد.
وتفجرت معارك في شوارع مدن من بينها القاهرة والاسكندرية والسويس وبورسعيد. واشعل اشخاص النار في مبنيين حكوميين على الاقل. واحرق ايضا مكتب يستخدمه حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين.
وقال السياسي اليساري الذي يتمتع بشعبية حمدين صباحي لـ«رويترز» وهو يدخل التحرير «نعلن أن ثورتنا مستمرة ونرفض هيمنة أي طرف على هذه الدولة ونقول لا لدولة الإخوان».
ومثلت أخبار القتلى ذروة يوم من العنف بدأ في الساعات الأولى من الصباح باشتباكات على أطراف ميدان التحرير رشق خلالها محتجون الشرطة بالحجارة وقنابل المولوتوف وردت الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش بحسب شهود عيان.
وحدث شيء مماثل في المحافظات الأخرى التي اشتبك فيها محتجون مع الشرطة قرب مبان حكومية ومقار لجماعة الإخوان. وارتفعت أعمدة الدخان الأسود من إطارات سيارات أشعل فيها شبان النار.
وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع على محتجين حاولوا إزالة أسلاك شائكة تمنع الوصول إلى القصر الرئاسي في شرق العاصمة. ووصل ملثمون إلى قرب بوابات القصر قبل أن يردهم رجال الأمن.
وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع أيضا على محتجين حاولوا إزالة حواجز حديدية أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون.
وخارج القاهرة اقتحم محتجون مقري محافظي كفر الشيخ والإسماعيلية. وأشعل محتجون النار في مبنى حكومي في مدينة المحلة الكبرى.
وعلى صعيد غير بعيد من الاحداث الجارية حاليا فى مصر قالت وزارة الداخلية المصرية في صفحتها على موقع «فيس بوك» إن رجلي شرطة قتلا بالرصاص امس خلال محاولة اقتحام سجن مدينة بورسعيد بعد قرار محكمة الجنايات بالمدينة بإحالة أوراق 21 متهما بقتل مشجعين في استاد المدينة العام الماضي للمفتي تمهيدا للحكم بإعدامهم.
وعقدت محكمة جنايات بورسعيد جلساتها في القاهرة بما في ذلك جلسة النطق بالحكم امس.
وقد يساعد الحكم على تهدئة احتمال اندلاع اشتباكات جديدة في الشوارع بعد أن هدد مشجعو وأسر شهداء بإثارة أعمال عنف جديدة إذا لم يتم القصاص للشهداء. وكان كثيرون منهم طالبوا باعدام المتهمين.