
> نداء سمو الأمير إلى مجلس الأمن بتوحيد صفوفه لإنهاء المأساة السورية يلقى تجاوباً عربياً ودولياً هائلا
> صاحب السمو وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته وحذر مما سيكتبه التاريخ عن تقاعس القادرين على اتخاذ المبادرات والحلول
> الطابع الإنساني للمؤتمر لم يحل دون مناقشة الأبعاد السياسية للأزمة والبحث عن مخارج لها
أشاد مسؤولون دوليون ومراقبون سياسيون في الكثير من دول العالم بالنجاح الباهر الذي حققه المؤتر الدولي للمانحين الذي عقد في الكويت أمس الأول، بمشاركة 59 دولة على مستوى قادة ورؤساء الدول وممثليهم، ورؤساء الحكومات، ووزراء، وعدد من كبار المسؤولين، و13 منظمة ووكالة وهيئة متخصّصة تابعة للأمم المتحدة ومعنية بالشؤون الإنسانية والإغاثية واللاجئين.
كما اهتمت وكالات الأنباء والصحف ووسائل الإعلام العربية والعالمية بمتابعة فعاليات المؤتمر، وأفردت مساحات كبيرة لتغطية هذه الفعاليات، وركزت بوجه خاص على نجاح الكويت في حشد هذا التجمع الدولي الكبير، والقدرة على تجاوز الأهداف الموضوعة للمؤتمر وجمع مبلغ يفوق المليار ونصف المليار دولار الذي كان محددا قبل انعقاد المؤتمر، كما اهتمت أيضا بكلمة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أمام المؤتمر، وتوقف الكثير منها عند النداء الذي وجهه سموه إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي، بضرورة المسارعة إلى إنهاء محنة الشعب السوري، وتنحية أي خلافات بينهم تعوق هذا الهدف.
ففي بروكسل أكدت سفيرة دولة الكويت لدى الاتحاد الأوروبي وبلجيكا نبيلة الملا اهمية المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا الذي استضافته الكويت، حيث تجاوز اجمالي التبرعات الهدف الذي حددته الأمم المتحدة بمبلغ 1.5 مليار دولار.
وقالت الملا في لقاء مع محطة «يورونيوز» الاخبارية انه «قبل أن يبدأ المؤتمر لم يكن هناك الا نحو ثلاثة في المئة فقط من هذا المبلغ».
واضافت «انه على الرغم من الاعلان عن عدد كبير من التبرعات، الا ان هذا بحد ذاته لا يكفي حيث يتطلب التغلب على المأساة الانسانية في سوريا وجود حل سياسي الى جانب التبرعات». وذكرت «ان هذا المبلغ لم يؤخد اعتباطا ولكنه جاء بناء على دراسات ميدانية قامت بها وكالات الأمم المتحدة».
ولفتت محطة «يورونيوز» ان أكبر المساهمات تأتي من البلد المضيف الكويت والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة بينما وعد الاتحاد الاوروبي بتقديم مبلغ اضافي مقداره مئة مليون يورو فيما ستقدم الولايات المتحدة اكثر من 114 مليون يورو.
وفي دبي أشادت جريدة البيان الإماراتية بنجاح مؤتمر المانحين في، الوصول إلى سقف المساعدات المعلن بجمع تعهدات بمليار ونصف المليار دولار لدعم اللاجئين والنازحين السوريين، مشيرة إلى أن «دول الخليج العربي تحملت العبء الأكبر في هذا الصدد، عبر 600 مليون دولار قدمتها مناصفة كل من السعودية والكويت، تضاف إلى مبلغ مماثل قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة».
واهتمت «البيان» أيضا بالنداء الذي وجهه سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد إلى أعضاء مجلس الأمن بأن «يضعوا المعاناة اليومية للشعب السوري وآلام لاجئيه ومشرديه نصب أعينهم وفي ضمائرهم، حين يناقشون تطورات هذه المأساة الإنسانية، وأن يتركوا أي اعتبارات لاتخاذ قراراتهم جانبا»، كما لفتت إلى إشارة سموه أيضا عندما قال : إن استضافة بلادي لهذا الاجتماع «تأتي بالتعاون والتنسيق مع الأمم المتحدة، وإيماناً منها بضرورة دعم كافة الجهود والمساعي الدولية، لمواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد الاستقرار العالمي، وتزعزع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لكثير من دول العالم».
وتأكيد سموه كذلك بأن «الكارثة الإنسانية في سوريا تشهد تصعيدا متواصلاً»، واستدلاله بـ«التقارير المفزعة والأرقام المخيفة والحقائق الموثقة التي تنقلها الوكالات الدولية المتخصصة»، وقالت إن سموه لفت الانتباه إلى أن «تلك الكارثة الإنسانية والحقائق المفزعة والواقع الأليم، سببها تجاهل النظام لمطالب شعبه العادلة وعدم قبوله بالمبادرات الإقليمية والدولية الساعية إلى إنهاء هذه الكارثة»، ودعوته الأمم المتحدة ولاسيما مجلس الأمن إلى «إيجاد حل سريع لهذه المأساة».
وفي لندن رصدت جريدة «الحياة» فعاليات مؤتمر الكويت، واهتمت بوجه خاص بالمشاركة الدولية الكبيرة فيه، وكذلك بما أكده سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد من «اننا لا نزال مطالبين بالعمل على توفير اكبر قدر من المساعدات»، ومناشدته «الدول الشقيقة والصديقة التي لم تعلن بعد عن مساهمتها التفاعل مع هذه المبادرات، اذ أن الباب لايزال وسيظل مفتوحا للاعلان عن المساهمات».
وذكرت «الحياة» أيضا أن سمو الأمير حمل النظام السوري المسؤولية عن الكارثة «لتجاهله مطالب شعبه»، ودعا مجلس الأمن ان يوحد صفوفه و«يتجاوز بعض المواقف المحبطة لايجاد حل سريع لهذه المأساة... ان التاريخ سيقف حكما على دور مجلس الامن في هذه الماسأة».
كما لفتت «الحياة» اللندنية إلى تأكيد الأمين العام للامم المتحدة ان الازمة السورية «لن تنتهي الا بوجود حل سياسي الذي باتت الحاجة اليه أكثر الحاحا اليوم» ى، وقوله انه «لا يوجد حل عسكري»، ودعوته «طرفي النزاع في سوريا وخصوصا الحكومة السورية الى ايقاف سفك الدماء»، وقوله أيضا إن على الرئيس بشار الأسد المسؤولية الأساسية في وقف معاناة شعبه وعليه أن يسمع صراخهم.
وفي المملكة العربية السعودية تناولت جريدة «الرياض» تفاصيل النتائج التي أسفر عنها مؤتمر المانحين، وأشارت بوجه خاص إلى ما أكده نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد في مؤتمر صحافي من أن المؤتمر الدولي للمانحين عبر عن تعاضد الجميع مع جهود الأمم المتحدة وهيئاتها المتخصصة المعنية، في الدور الذي تقوم فيه من أجل تلبية الحد الأدنى من احتياجات اللاجئين السوريين الإنسانية والخدمات الأساسية التي يفتقرون إليها». وأشارت إلى أن أعمال المؤتمر تضمنت الإعلان عن تعهدات الدول المشاركة بتوفير المبلغ الذي رصدته الأمم المتحدة لدعم خططها ونشاطها الإنساني في سوريا حتى شهر يونيو المقبل.
واهتمت «الرياض» كذلك بتأكيد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أن «هذا المؤتمر كان أكبر مؤتمر للدول المانحة ولتقديم التعهدات في تاريخ الأمم المتحدة»، وأمله بأن يساهم المؤتمر «في إحداث فارق ملموس في حياة اللاجئين السوريين ومن يحتاجون إلى مساعدة».
وفي القاهرة قالت جريدة «الأهرام» إن المشاركين في المؤتمر الدولي للمانحين أجمعوا علي ضرورة الإسراع بإيجاد حل سياسي للأزمة السورية وتوفير الموارد الضرورية لتلبية احتياجات اللاجئين والنازحين.
وأوردت الصحيفة فقرات من كلمة سمو الأمير أمام المؤتمر، خصوصه دعوته أعضاء مجلس الامن بأن «يضعوا المعاناة اليومية للشعب السوري وآلام لاجئيه ومشرديه نصب أعينهم وضمائرهم، عند مناقشة تطورات هذه المأساة الانسانية» وتحذيره من تداعيات ما يجري في سوريا، وما يثيره من تحديات ومخاطر تهدد الاستقرار العالمي وتزعزع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لكثير من دول العالم.
وكان أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون قد أكد أن التعهدات المعلنة في مؤتمر المانحين تخطت المبلغ المطلوب الذي كان محدداً وهو 1.5 مليار دولار، لتمويل عمليات التصدي للأزمة الإنسانية في سوريا على مدى الأشهر الستة المقبلة.
وتوجه بان كي مون بالشكر للكويت لاستجابتها لعقد هذا المؤتمر، قائلا: ان تعهد الكويت بتقديم 300 مليون دولار سيساهم في إنقاذ حياة الكثيرين وستبقى الكويت مثالا يحتذى به.
من جانبه أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ان الهدف من المؤتمر انساني بحت، كما انه يعتبر رسالة انسانية في المقام الأول، كونه سعى لتوفير اكبر قدر ممكن من الدعم الإنساني للشعب السوري وتخفيف معاناته، مشيدا بالجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون، ومنظمات الأمم المتحدة المتخصصة، والمنظمات الدولية ذات الصلة، والمنظمات الحكومية، وجميع المسؤولين المعنيين بالشؤون الإنسانية والإغاثة واللاجئين تجاه الأزمة السورية والمشردين السوريين في الداخل والخارج.
من جانبها أشارت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري اموس الى ان المبلغ الاجمالي الذي تعدى الـ 1.5 مليار دولار سيذهب للمنظمات الأممية منها مفوضية شؤون اللاجئين وبرنامج الغذاء العالمي والتي تعمل جميعها مع المنظمات المحلية والدولية.