
عواصم – «وكالات»: تصاعد ضغط الشارعين المصري والتونسي مؤخرا على انظمتهما الحاكمة التي تقودها احزاب اسلامية عقب الثورات التي اطاحت بمبارك وبن علي فيما يعرف بثورات الربيع العربي.
ففي مصر وفي تصعيد خطير، وجهت مجموعة «بلاك بلوك» مصر، رسالة تهديد للرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين عبر رسالة مقتضبة لها صباح أمس، أعلنت خلالها عن اعتزامها اقتحام قصر الاتحادية إذا لم يرحل الرئيس وجماعة الإخوان عن الحكم، على حد قولها.
وقالت الرسالة «إلى مرسي وإخوانه.. الرحيل أو الفوضى. 11 فبراير اقتحام القصر. قضي الأمر، وموعدنا في الاتحادية الساعة 3.30 العصر»، حسبما قالت.
وبحسب «بوابة الأهرام»، أعلنت مجموعة «الكتلة السوداء بلاك بلوك مصر» عن تصعيدها أمس في القاهرة عبر مسيرات لمقر جماعة الإخوان المسلمين بالمقطم، وغلق مجمع التحرير لمدة ساعتين من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الثانية عشرة ظهراً، ووقف مترو الأنفاق في الرابعة عصراً دون أن توضح أي محطة سيتم وقف المترو فيها، معتبرة أن هذه بداية عصيان مدني على النظام، على حد قولها.
فيما دعت إحدى مجموعات «بلاك بلوك -القاهرة» إلى تنظيم مسيرات، أمس السبت، تخرج من كل المساجد الرئيسية بالقاهرة باتجاه قصر الاتحادية بداية من صلاة الظهر وحتى صلاة العصر للمطالبة بإسقاط النظام. وفق تعبيرها.
وفي تونس كان الآلاف قد شاركوا الجمعة في تشييع بلعيد، في ظل إجراءات أمنية مشددة، تخللتها هتافات مناوئة للحكومة ولحركة النهضة، كما اعتدى شبان -وصفتهم وزارة الداخلية بالمنحرفين- على سيارات رابضة في محيط المقبرة.
وتحدى 50 ألف شخص على الأقل الأمطار وبرودة الطقس ليشاركوا في جنازة بلعيد في مسقط رأسه بجبل الجلود في العاصمة ورددوا هتافات مناوئة للاسلاميين وللحكومة.
وزاد من حدة التوترات بين الاسلاميين الذين يهيمنون على مقاليد الحكم ومعارضيهم العلمانيين خيبة أمل بسبب عدم حدوث أي تقدم على صعيد الاصلاحات الاجتماعية منذ الاطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن على في يناير 2011.
وفي واشنطن أعربت الولايات المتحدة الامريكية أمس عن انزعاجها من العنف في مصر وحثت على الحوار.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند في مؤتمر صحافي «إننا قلقون جدا من هذه الحوادث بما في ذلك التحرش الجنسي ضد المرأة ونحن قلقون أيضا من أن هذا العنف منع النساء من الخروج والتعبير عن آرائهن بشكل سلمي».
وأضافت «نحن نحث الحكومة المصرية للتحقيق بدقة ومصداقية وبصفة مستقلة في جميع مزاعم العنف والمخالفات سواء كانت من قبل مسؤولي الأمن أو من المتظاهرين وتقديم المتورطين إلى العدالة» مؤكدة أن «المساءلة هي أفضل وسيلة لمنع تكرار هذا النوع من الحوادث».
وأشارت الى أن سفيرة الولايات المتحدة لدى مصر آن باترسون على اتصال مع الحكومة المصرية ودانت مؤخرا أحداث العنف الأخيرة والهجمات التي وقعت في مصر مضيفة «نحن مستمرون في الحث على حوار واسع النطاق بين الحكومة وأصحاب المصلحة غير الراضين على النظام المصري والذين لديهم مظالم للحفاظ على البلاد والمضي قدما».