
أكد المشاركون في المؤتمر الدولي الاول لمجلس العلاقات العربية والدولية ضرورة ايجاد حل للقضية الفلسطينية، كما شددوا على أهمية التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب، والإسهام في صنع السلام والاستقرار بجميع دول العالم.
وقد حفلت جلسات المؤتمر أمس بالعديد من المداخلات المهمة، حيث اكد رئيس الوزراء العراقي السابق د.اياد علاوي ان الافكار التي طرحت في المؤتمر يمكن أن تجد طريقها إلى التنفيذ في الدول العربية من خلال الاتصالات المباشرة اول من خلال جامعة الدول العربية.
وفيما إذا كانت التوصيات سترفع الى القادة ورؤوساء الدول لتفعيل هذه التوصيات قال علاوي : بالتأكيد تبعث الى القادة والمؤثرين في القرار السياسي في الدول العربية المختلفة، وهي مساهمة من مجلس العلاقات العربية والدولية لوضع خارطة الطريق مع قادة سياسيين لتتجه المنطقة نحو النمو وهذا الهدف من المؤتمر.
وعن الأزمة السياسية في العراق اشار الى ان هناك عقدا تتحكم في الوضع بالعراق، وعقدا تتحكم بالمنطقة وعقدا اقليمية، واحدى المشاكل المهمة هي غياب الدولة ومؤسسات الدولة والتعثر في العملية السياسية، والخطأ الذي قامت عليه العملية السياسية في العراق والتي بنيت على الطائفية السياسية وعلى التهميش والاقصاء، ونتمنى ان يستطيع الشعب العراقي ان يتجاوز هذه المحنة وان يؤسس لعملية سياسية تضم جميع شرائح المجتمع العراقي، ليمكن حينها اعادة تأسيس وتشكيل مؤسسات الدولة بشكل حرفي ومهني غير مبني على الطائفية السياسية.
بدوره أكد امين عام منتدى الحوار العربي الايراني د. محمد الحسيني ان رسالة إيران إلى أشقائها وجيرانها تتمثل في أن «امننا من امنكم وامنكم من امننا، ولا يمكن لاحد من الاغيار ان يغير في طبيعة هذه العلاقة، ولو استخدم كل ما اوتي من سبل الاحتيال او الخديعة او الغدر او الطعن في الظهر او تحريف حقائق التاريخ والجغرافية او الثقافة او الدين والمصالح المشتركة».
وقال الحسيني: إن الوطن العربي الكبير بالنسبة لنا نحن الايرانيين من ابناء حركة التحرر الاسلامي الحاكمة ومجتمعها الاهلي المتلاحم معها والذي انا واحد منه هنا بينكم يهمنا ويعز علينا ونعتبره جزءا لا يتجزء من انفسنا ونشاطره الضراء والسراء.
أضاف: اخوتي واحبتي العرب ليس بيننا وبينكم ما يفرق لاي طائفة او مذهب او دين او فئة او حزب او طيف فكري، فانتم اخوة واشقاء واهل جوار لن يتمكن احد اي احد ان يحولكم الى اعداء لنا، كما لن يتمكن احد ان يحول شقيقتكم ايران الى عدو بديل عن عدوكم وعدونا الحقيقي والوحيد اي اسرائيل الشر المطلق!.
وحول التوجس او التحسس او القلق من توجه إيران النووي قال: انها كذبة العصر الكبرى فالجمهورية الاسلامية دولة مسالمة لا تريد ولا تصبو يوما لصناعة اي من اسلحة الدمار الشامل وهو عندها محرم شرعا وهو مخالف للعقل في مبدئها الدفاعي لكنها مصممة في الوقت نفسه على تصدر ناصية العلوم والاكتفاء الذاتي في كل مجال لاسيما في مجال العلوم المتطورة من النانو تكنولوجي الى علوم الفضاء الى علوم الدفاع، مؤكدا أن التقارير التي تبث عن إيران وغيرها في هذا الشأن كلها تقارير من صنع المخابرات الدولية لم يثبتها اي تقرير او استقصاء تخصصي كتبه اي من فرق التفتيش الدولية التي زارت ايران اكثر من سبعة آلاف وخمسمئة ساعة/ يوم والتي تعمل ساعات وكالتها الدولية 24 على 24 وهي تراقب كافة منشآتنا النووية بانتظام من خلال عدساتها المركبة في كل مكان!
وشدد الحسيني على أن بلاده مصممة اكثر من اي وقت مضى على رد الصاع صاعين ومواجهة التهديد بالتهديد والرد بنفس القوة والسرعة ان لم يكن اسرع على اي معتد اثيم ايا كان اسمه او رسمه، ولن تتردد في ازالة الغدة السرطانية من قلب العالم الاسلامي ولو بلغ ما بلغ لان ذلك جزء لا يتجزأ من صلاتنا وزكاتنا وعباداتنا كما يؤكد قادتنا وفي مقدمهم الامام السيد علي خامنئي وهو القائل ونحن مثله نحن ثوار قبل ان نكون دبلوماسيين وهذا تكليف عقائدي لا نساوم عليه احدا وتوقيت حركته الزمنية بيد اخواننا واحبتنا القادة الفلسطينيين وحلفائهم المقاومين العرب هم فقط من يحق لهم ان يامرونا بزمن التقدم او المراوحة او الهجوم لرد المعتدي.
واشار الى ان قوة ايران قوة للعرب وقوة العرب ووحدتهم قوة لايران واستقرار وثبات اوضاع العرب استقرار وثبات لايران.
أضاف: سندافع عن السعودية ومصر وتونس والكويت لو تعرض اي منها للعدوان او خطر التشرذم او التفتيت لا سمح الله تماما، كما ندافع اليوم عن فلسطين وسوريا والعراق ولبنان والمقاومة ولن نفرق بين احد من الاشقاء.
وقال رئيس مشروع الشرق الاوسط بالولايات المتحدة الامريكية هنري سيجمان في كلمته ان هناك فرصة مع انتهاء الانتخابات الرئاسية الامريكية الاخيرة لاعادة احياء عملية السلام في الشرق الاوسط «ومن الممكن انعاشها مع امكانية التوصل الى خيار الدولتين ومجمل ذلك يمثل التوقعات التي طرحت عقب اعادة انتخاب الرئيس باراك اوباما لولاية رئاسية ثانية».
وأضاف «ما زلنا أمام نزاع لم يحل ونحن بحاجة الى خطة بديلة للخطة القديمة للقضية الفلسطينية فالحكومة الاسرائيلية لا تريد أن تتخلى عن الاراضي الفلسطينية وعلى الرئيس اوباما ان يصر ويتحلى بالشجاعة والعزم في تطبيق ما يجب فعله في هذا الشأن».
من جانبه قال وزير الاعلام السابق في حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي في كلمته ان «اسرائيل» ترفض المساواة التاريخية وهي على شكل مبدأ الدولتين اذ ما زالت تواصل التطهير العرقي والتوسع في الضفة الغربية مشيرا الى ان عملية السلام بالنسبة لها آلية لكسب الوقت والتوسع الاستيطاني والتهويد.
وقال البرغوثي ان حل الدولتين بدأ بمشروع في الامم المتحدة عام 1947 حيث ستكون فلسطين على ما نسبته 45 في المئة من أراضي فلسطين التاريخية واختصر الامر الى 22 في المئة في حل الدولتين وهو ما طرحته اسرائيل مبينا ان هذا الامر لا يمكن أن يسمح بقيام دولة في ما يدور الحديث الآن على 11 في المئة فقط من مساحة فلسطين.
من جهته قال الامين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى «دائما ما يقال أن الرئيس الامريكي في ولايته الثانية متحرر وليس عليه ضغوط ومن ثم سيكون أكثر ميلا للتدخل في النزاع العربي الاسرائيلي».
وأضاف موسى في كلمته أمام الجلسة ان الكلام عن تحرر الرئيس الامريكي في ولايته الرئاسية الثانية «غير صحيح ولن نقبل بهذا الكلام إلا عندما نشاهد التغير واقعا».