
القاهرة – «وكالات»: تأجلت جلسة الحوار الوطني التي كان مقررا انعقادها امس بمقر الرئاسة المصرية لمدة يومين، مع إصرار قوى معارضة على المقاطعة، بينما شدد القيادي في جبهة الإنقاذ محمد البرادعي على ضرورة تحقيق «توافق وطني» لإنقاذ البلاد من انهيار اقتصادي محتمل في غضون عدة شهور، على حد قوله.
وقال نادر بكار المتحدث باسم حزب النور للجزيرة إن التأجيل جاء لمنح فرصة لمساعي الحزب والأطراف المختلفة لإقناع القوى والأحزاب المقاطعة للحوار بالانضمام إليه.
من جهة أخرى قالت تقارير صحافية ان قيادات من حزب النور وجبهة الإنقاذ الوطني وممثلي قوى وأحزاب سياسية عقدوا اجتماعا مغلقا امس لاستكمال النقاش بشأن إمكانية انضمام هذه القوى للحوار الوطني.
من جهته دعا المعارض المصري القيادي بجبهة الإنقاذ محمد البرادعي إلى «توافق وطني» من أجل الفوز بقرض من صندوق النقد الدولي تشتد الحاجة إليه لإنقاذ البلاد مما قال إنه انهيار اقتصادي محتمل في غضون شهور.
وحث البرادعي الرئيس محمد مرسي على تعيين «حكومة قوية وممثلة لجميع الأطياف تضم وزير مالية محنكا للعمل مع صندوق النقد». وقال البرادعي في مقابلة مع قناة الحياة التلفزيونية «إن جميع دول العالم أمريكا وأوروبا والخليج لن يعطوا هذا النظام دعما على الإطلاق لا قرشا أبيض ولا قرشا أحمر بما في ذلك صندوق النقد الدولي، دون مشاركة وطنية حقيقية وتوافق وطني».
وقال البرادعي إنه يعتقد أن مصر ستواجه انهيارا اقتصاديا خلال أسابيع، موضحا أنه يمكن أن يكون في غضون شهرين أو ثلاثة «لا أكثر». وردا على سؤال عن الهدف الحقيقي للمعارضة، قال إن المعارضة لا ترغب برحيل مرسي بقدر ما تسعى لتسيير الأمور، موضحا أن «المسألة أكبر بكثير.. إحنا عايزين نمشّي البلد».
في هذه الأثناء علق حزب مصر القوية مشاركته بالحوار الوطني، ورأى محمد عثمان عضو المكتب السياسي للحزب الذي يترأسه عبد المنعم أبو الفتوح أن الرئاسة لا تتعامل بجدية مع المبادرات المختلفة التي طرحتها القوى والأحزاب السياسية، وقال إنه لا توجد ضمانات حقيقية من جانب الرئاسة لتنفيذ ما سينتهي إليه الحوار من قرارات.
يأتي ذلك بينما احتج المئات أمام مبنى التلفزيون في ماسبيرو بوسط القاهرة على استمرار معتصمي ميدان التحرير في إغلاق الميدان وكذلك مجمع المصالح الحكومية الضخم في الميدان لليوم الثالث على التوالي ومنع الموظفين والمواطنين من الدخول.
وعلى صعيد منفصل حسم مسؤول كبير بمصلحة الطب الشرعي في مصر الجدل بشأن ملابسات وفاة الناشط محمد الجندي، وقال إنه قتل في حادث سيارة ولم يتعرض لأي تعذيب من الشرطة، خلافا لرواية ناشطين.
وكان نشطاء من أصدقاء الجندي قالوا إنه اعتقل مع محتجين آخرين يوم 25 يناير الماضي الذي وافق الذكرى الثانية للثورة المصرية، بينما نقلت رويترز عن مصادر أمنية أنه نقل إلى معسكر للأمن المركزي حيث جرى استجوابه وتعرض لتعذيب.