
> مقبلون على تنفيذ حزمة من المشاريع التنموية الكبرى لإتاحة الفرص الاستثمارية للقطاع الخاص والمستثمرين الأجانب
> نسعى للإسهام الفاعل مع الأسرة الدولية في جهود إرساء السلام ومكافحة الإرهاب والقضاء على الفقر
> اعتمادنا على مصدر واحد للدخل لا يدعو للاطمئنان ولا يحقق السلامة في تعاملنا مع أعبائنا ومسؤولياتنا
> عليكم نقل تجارب الدول الأخرى بغية تطوير شراكة إستراتيجية معها في مجالات كثيرة
> دبلوماسيتنا بما تحمله من مفاهيم نيرة وقيم حضارية راقية تمثل خط الدفاع الأول عن أمن الكويت ومصالحها
> الخالد: السياسة الخارجية التي أرسى دعائمها سمو الأمير منذ الستينات وضعت الكويت في مكانتها المرموقة
> الحفاظ على أمن واستقرار وازدهار بلادنا خط ثابت لا نحيد عنه في دبلوماسيتنا
> لدينا الآن 98 بعثة دبلوماسية تغطي معظم مناطق العالم المهمة
أكد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أن منطقتنا تواجه متغيرات سياسية إقليمية ودولية عديدة، يفرض بعضها تحديات غير مسبوقة، داعيا سموه أبناءه الدبلوماسيين الكويتيين إلى ضرورة بذل أقصى جهودهم للتعامل مع هذه المتغيرات، والتفاعل الإيجابي مع مختلف المستجدات.
وخاطب سموه هؤلاء الدبلوماسيين خلال حفل افتتاح مؤتمر رؤساء البعثات الدبلوماسية السابع الذي أقيم أمس في قصر بيان، تحت رعاية سموه بقوله: «انكم مطالبون بتحرك دبلوماسي واعلامي واسع لنقل الصورة المشرقة لبلدكم الكويت وابراز ما تنعم به من وحدة وطنية عالية وحياة ديمقراطية نفخر ونتمسك بها، اساسها الدستور والعدالة واحترام حقوق الإنسان.
أضاف سموه: يأتي انعقاد مؤتمركم هذا، في ظل ظروف ومتغيرات سياسية اقليمية ودولية، يمثل بعضها تحديات غير مسبوقة، وكانت منطقتنا الأكثر تأثرا بها، اضافة الى أزمة اقتصادية عالمية طالت آثارها سائر دول العالم، لتضعنا أمام واقع سياسي واقتصادي لا مجال فيه الا للعمل الجاد والدؤوب، والتعامل معه بأقصى درجات الاحساس بالمسؤولية.
وقال: إنكم مدعوون لان تنقلوا للعالم صورة الكويت الناصعة البلد المسالم الكبير بطموح أبنائه، الساعي دائما لمشاركة المجتمع الدولي فى الجهود الرامية لنشر السلام بين الشعوب، وتحقيق الشراكة مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة، في مجالات التنمية والبناء، والمساهمة مع الاسرة الدولية في حل الكثير من النزاعات التي تهدد السلام في العالم، والمشاركة في الجهود الهادفة للقضاء على ظاهرة الإرهاب، والسعي لمكافحة الفقر والأمراض والنقص في الغذاء والمياه والطاقة، وتحقيق التنمية المستدامة والاستثمار في الإنسان، وايلاء المراة وحقوقها ودورها في المجتمع اهتماما مضاعفا يليق بالمكانة المرموقة بها.
وأوضح سمو الأمير أن نشاط الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ومساهمات الكويت في المؤسسات الدولية هو «اسطع دليل على هذا النهج، كما ان دعوتنا مؤخرا الى قمة لحوار التعاون الآسيوي ما هي الا تجسيد لقناعتنا بأهمية مد جسور التعاون بين الدول الآسيوية، وتحفيز العمل بينها والرقي به الى مجالات أرحب، تحقيقا للمصالح المشتركة لدول القارة».
ولفت سموه إلى أننا نواجه تحديات عدة في مسار عملنا الاقتصادي، «في مقدمتها اعتمادنا على مصدر دخل واحد، الامر الذي لا يدعو للاطمئنان، ولا يحقق السلامة في تعاملنا مع أعباء ومسؤوليات ينبغي علينا تحملها للارتقاء بوطننا»، مضيفا: «وانتم ومن خلال تواجدكم في مختلف دول العالم ينبغي لكم نقل تجارب الدول الاخرى في مجال تنويع مصادر الدخل، والبحث في مجالات الطاقة المتجددة للاستفادة منها، بغية تطوير شراكة استراتيجية مع تلك الدول».
وأوضح صاحب السمو أننا اطلقنا منذ زمن نهجنا في الدبلوماسسية الاقتصادية، ايمانا منا بانها ستحقق لنا المصالح العليا التي ننشدها لاقتصادنا، وستتيح لنا آفاقا متعددة للتعامل مع معطيات العالم الاقتصادية الاخرى، داعيا الدبلوماسيين إلى تحمل مسؤولياتهم في «شرح النقلة الاقتصادية التي تنشدها الدولة، وابراز ما اتخذته الحكومة من خطوات قانونية وتشريعية، والبدء في تنفيذ حزمة من المشاريع التنموية الكبرى تهدف الى اتاحة الفرص الاستثمارية والتجارية للقطاع الخاص وللمستثمرين الاجانب».
وأكد سموه أن «الدبلوماسية الكويتية بما تمثله من مفاهيم نيرة وقيم حضارية راقية، تمثل خط الدفاع الأول عن أمن الكويت ومصالحها، وأن النجاح الذي حققتموه عبر مسيرتكم الدبلوماسية هو محل إشادة وتقدير، يضاعف من مسؤولياتكم، ويضعكم امام استحقاقات عليكم الوفاء بها» مشيدا سموه «بالجهود المتميزة التي يبذلها نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، وحرصه المتواصل على الارتقاء الدبلوماسي ورعاية جهودكم».
واختتم سمو الأمير كلمته مؤكدا أن «التطورات المتلاحقة في منطقتنا والتحديات التي نواجهها اليوم، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان عملنا الخليجي المشترك هو خيار لا بديل عنه، ينبغي علينا العمل على دعمه وتعزيزه في كافة المجالات، وعليكم ومن خلال عملكم الدبلوماسي إظهار صلابة الموقف الخليجي الموحد، وإبراز دور الكويت ومشاركتها الفاعلة في قضايا امتينا العربية والاسلامية والقضايا الاقليمية والدولية».
من جهته أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد أن «السياسة الخارجية التي أرسى صاحب السمو الأمير دعائمها منذ أوائل ستينات القرن الماضي، ورسخ مبادئها طيلة تلك العقود، قد وضعت الكويت في مكانتها المرموقة إقليميا ودوليا»، لافتا إلى أن «تفاعلها الايجابي والبناء مع قضايا البشرية ومشاغلها، كسمة اساسية لمنهجها النبيل، كان له بصمة مشهودة في الجهود الدولية الخيرة الساعية الى امن واستقرار ورخاء شعوب المعمورة».
وقال الخالد: «ان الحفاظ على امن الكويت واستقرارها والعمل الدائب على نمائها وازدهارها هو رائدنا في عملنا الدبلوماسي، وهو عهد والتزام ثابت بتوجيهات سموكم السديدة الهادفة الى توطيد منظومة روابط الكويت الخارجية، وتقوية نسيج شبكة علاقاتها الدبلوماسية»، مشيرا إلى أن الفترة التالية لعقد المؤتمرالسابق في العام 2008 شهدت تأسيس 22 بعثة دبلوماسية كويتية، بحيث اصبح اجمالي عدد البعثات الدبلوماسية الكويتية في الخارج 98 بعثة غطت العديد من مناطق العالم الهامة، كما استقبلت البلاد 30 بعثة دبلوماسية ومكتبا تمثيليا، بحيث اصبح اجمالي عدد البعثات والمكاتب والمنظمات الدولية والاقليمية المعتمدة لدى الدولة 124 يدلل جليا على ما تمثله الكويت من اهمية اقليمية ودولية.
ومواكبة لهذا التطور الكمي والنوعي قامت الوزارة وخلال تلك الفترة بتعيين عدد 193 دبلوماسيا وباحثة سياسية اتموا البرامج الاكاديمية والدورات التدريبية كما سيتم تخريج 89 «تسعة وثمانين» دبلوماسيا وباحثة سياسية الاسبوع المقبل ليشاركوا مع اخواتهم واخوانهم تحمل مسؤوليات العمل الدبلوماسي في ادارات الوزارة وبعثاتها في الخارج.
أضاف: «ان اتزان السياسة الخارجية واعتدالها وسعيها الدائم للارتقاء بالمضامين الانسانية الخيرة، والسمو بالاعراف والمبادىء النبيلة، والمستندة وطنيا على قاعدة صلبة من الامن والحرية والديمقراطية والعدل والرخاء ورشاد الحكم، قد حصن البلاد من أي تاثيرات وخيمة حملها وما زال يحملها المشهد العربي القائم، فكما عبرتم سموكم رعاكم الله بان ما ننعم فيه من رخاء واستقرار جعلنا نعيش ربيعا دائما».
وقال الخالد: «اجدها مناسبة سانحة لاجدد وجميع اخوانكم وابنائكم الدبلوماسيين فروض الولاء والطاعة، معاهدينكم على الالتزام بتوجيهاتكم السديدة، خدمة للكويت ودفاعا عن مصالحها واعلاء لشانها في جميع المحافل الدولية».