
> بعد مضي عامين من القتل والتدمير لم يعد مقبولا أن نكتفي ببيانات التنديد والاستنكار التي لن توقف أبداً نزيف الدماء
> مؤتمر المانحين الذي استضافته الكويت حقق أرقاما تفوق ما كان مستهدفا ونجدد الدعوة للوفاء بالتعهدات لإنقاذ الشعب الشقيق
> لابد من المضي جديا في عقد قمم نوعية أخرى لمجالات عملنا العربي المشترك المتعددة
> الفلسطينيون مطالبون بإنهاء خلافاتهم وانقساماتهم تمهيدا لإجبار إسرائيل على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية
الدوحة – «كونا»: طالب سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، بالوقوف الى جانب الشعب السوري وانهاء مأساته، مؤكدا أنه «ليس معقولا ولا مقبولا ان نبقى والمجتمع الدولي متفرجين على ما نشهده جميعا، من مجازر يومية ودمار لكل اوجه الحياة هناك، وان نكتفي ببيانات التنديد والاستنكار، التي لن تستطيع مهما كانت قوتها ايقاف نزيف الدماء والقتل».
وقال سمو الأمير في كلمته أمام القمة العربية الرابعة والعشرين التي عقدت أمس في العاصمة القطرية الدوحة: «بعد مضي عامين من القتل والدمار المستمرين لأشقائنا في سوريا، وازدياد اعداد اللاجئين في الدول المجاورة لهم، بما يمثله ذلك من كارثة انسانية، فانه لا زال الوضع أكثر تعقيدا، ولا زالت فرص الوصول الى وضع حد لنزيف الدم بعيدة المنال».
وأوضح سموه أن من حق شعب سوريا الشقيق أن تتحقق مطالبه المشروعة في الحرية والكرامة والديمقراطية، وأن نضاله المشروع والذي نقف جميعا معه سيتواصل بدعم منا سياسيا وماديا، بما يمكن من تلبية الاحتياجات الانسانية الملحة للشعب السوري الشقيق ويحقق آماله وتطلعاته، مشيرا إلى أن دولة الكويت استنجابت في هذا الصدد لنداء الامين العام للامم المتحدة لاستضافة مؤتمر دولي لتقديم الدعم الانساني لأبناء الشعب السوري الشقيق، حيث وصلنا الى تحقيق ارقام تفوق ما كان مستهدفا، كما جدد سموه الدعوة للأشقاء والأصدقاء بسرعة المباشرة بتسديد تعهداتهم، حتى نتمكن وعلى الفور من الاستجابة للمتطلبات الانسانية الملحة للأشقاء السوريين.
وقال سموه: «ينعقد اجتماعنا اليوم في ظل تطورات ومتغيرات عصفت بعملنا العربي المشترك، وأخلت بأولوياته، وشلت قدرتنا على تحقيق انجازات ملموسة في اطار هذا العمل، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه الى الدفع بعملنا المشترك والانجاز في اطاره بما يحقق آمال وطموح شعوب امتنا العربية، ومما يدعو الى التفاؤل في هذا السياق ان نهجنا في السنوات القليلة الماضية، والمتمثل في عقد قمم نوعية كالقمة الاقتصادية والتنموية على مدى دورات ثلاث حققنا من خلالها انجازات اضافت الى عملنا العربي المشترك حيوية وقفزات مهمة، مما يدعونا الى المضي في هذا النهج والتفكير جديا في عقد قمم نوعية أخرى لمجالات عملنا العربي المشترك المتعددة»، مضيفا سموه: «انني لعلى يقين بان رئاسة دولة قطر الشقيقة بقيادة اخي سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وبما يتمتع به سموه من دراية وحرص على تعزيز عملنا العربي المشترك سيدفع به الى آفاق ارحب وسيحقق له الارتقاء الى ما نسعى اليه جميعا».
ودعا سمو الأمير إلى حث المجتمع الدولي ومجلس الأمن واللجنة الرباعية الدولية للاضطلاع بمسؤولياتها بتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط وتحقيق تقدم ملموس فيها، والضغط على اسرائيل لحملها على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية ووقف الاستيطان وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وفق مبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية، مطالبا في الوقت نفسه «الاخوة الفلسطينيين بأن يوحدوا صفوفهم ويضعوا خلافاتهم جانبا لمواجهة استحقاقات المرحلة المقبلة لبناء الدولة الفلسطينية».
وأشاد سموه كذلك «بالمبادرة الخيرة لمملكة البحرين الشقيقة بقيادة أخي الملك حمد بن عيسى آل خليفة بإنشاء محكمة حقوق الانسان العربية، كآلية قانونية تدعم منظومة حقوق الانسان في الوطن العربي، تشكل اضافة هامة لآلية عملنا العربي المشترك وتأكيدا للأهمية التي نوليها جميعا بالالتزام بمبادئ حقوق الانسان ووضع هذه القضية في مقدمة اهتماماتنا ومشاغلنا».
وأكد أن ما شهده العالم من تطورات ومتغيرات «يتطلب منا العمل سريعا على إيلاء منظومة عملنا العربي المشترك ما تستحقه من اهتمام وتطوير، بتوفير سبل الإصلاح والتطوير لجامعة الدول العربية، هذا البيت الذي يجمعنا جميعا وذلك لنتمكن من مواكبة التحديات، وتمكين الجامعة من أداء دورها على الوجه الأكمل» لافتا إلى أن ذلك «لن يتحقق إلا عبر دراسة شاملة نضع فيها الأولويات والأهداف ونقيم فيها مؤسسات الأمانة العامة للجامعة العربية».