
أكد رئيس مجلس الامة علي الراشد انه ليس من العيب الاختلاف حول القضايا السياسية من حيث وجهات النظر والاراء لافتا انه اذا لم يوجد هذا الخلاف فلا يكون هناك مجال لوجود الديمقراطية لان الالتزام برأي واحد فقط يعني اننا في دولة ديكتاتورية لافتا ان الاختلاف رحمة وليس معيبا شريطة معرفة كيفية الاختلاف واحترام وجهات النظر من كلا الطرفين.
واضاف الراشد خلال الحفل الذي اقامه على شرفه شيخ قبيلة عنزة في قاعة سلوى مساء الاول من امس بحضور وجهاء القبائل من الكويت والمملكة العربية السعودية اضافة الى عضو مجلس الامة علي العمير انه لا يجوز ان يفرض طرف على اخر رايه او وجهة نظرة وانما يكون عرض وجهات النظر بالحجة والحكمة والرأي السديد والاقناع بعيدا عن القوة والتجريح والاهانة ومحاولة التقليل من شأن الآخرين.
واوضح ان أهل الكويت جبلوا على الحرية والديمقراطية التي تعد اساس الاختلاف في وجهات النظر ويبقي بالنهاية الرأي للاغلبية من خلال التصويت في مجلس الامة لممثلي الشعب مشيرا انه في حال تم الاختلاف لأبعد من ذلك فان الملجأ يكون للقضاء مذكرا بان هناك انظمة غابت ودول انهارت لكنها استمرت بفضل قضائها.
وشدد الراشد على ضرورة احترام السلطة القضائية وعدم التشكيك فيها والقبول باحكامها مهما كانت لافتا انه من الطبيعي ان تصدر الاحكام على عكس رغبة البعض ولكن في النهاية صاحب الحق يقول يحيا العدل والمحكوم عليه يقول ظلمت.
ونوه ان الجميع ابناء شعب واحد وليس هناك مواقف شخصية من افراد تجاه اخرين مشددا على عدم القبول بالخطأ والتعدي على الناس من بعضهم البعض وقال ان ما يحدث هذه الايام في الكويت انما هو بين افراد الاسرة الواحدة ناهيا عن الشماتة بالآخرين مهما كانت الظروف وتمنى ان يكون الصراع ديمقراطيا من خلال الادوات الدستورية التي كفلها الدستور الذي يعد العقد بين الشعب والحاكم.
وزاد الراشد ان تعديل الدستور ينبغي ان يكون بموافقه الطرفين الشعب والحاكم حيث لا ينبغي للحاكم منفردا او ممثلي الامة بحالهم ان يقدموا على التعديل مشيرا الى ضرورة التقاء ارادة الطرفين على رأي واحد لان ذلك ما تم التراضي عليه سنة 1962 عندما وضع الدستور الكويتي مطالبا في الوقت ذاته جموع الشعب باحترام كافة مواد الدستور والعمل بها دون انتقاء بين مادة وأخرى منوها ان من يقسم على هذا الدستور عليه ان يحترم قسمه امام الله عز وجل.
وأضاف الراشد انه مهما كانت هناك مواقف خلاف فانه ينبغي بالنهاية الا تتعدى حدود الدستور او تنقلب على احكام القضاء مشددا على ان اهل الكويت شعب واحد بمختلف اطيافهم وانتماءاتهم ومذاهبهم مؤكدا على ان الكويت لم تبن بيد القبلي دون الحضري او السني دون الشيعي وانما الكل ساهم في بناء ونهضة الوطن ولا يستطيع احد ان يزايد على احد رافضا ذلك الاسلوب واصفا اياه بالعنصرية والطبقية غير المقبولة نهائيا.
وتابع الراشد مطالبا جموع المواطنين بضرورة التكاتف والتعاضد لأجل مصلحة الكويت والعمل على نبذ الفتن وشرورها التي لا تتمنى الخير «للديرة» مشيرا إلى ان الكويت واهلها في نعمة يغبطها عليها العالم بأسره وتفتقدها دول كثيرة حيث نعمة الامن والأمان والديمقراطية والحرية «فلا يوجد زوار الفجر» داخل الكويت رافضا ان يعالج الخطأ بخطيئة والفساد بإفساد اكبر منه منوها ان علاج الفساد لا يكون بانهيار الدولة والطعن بالحكم، مؤكدا على ان الدستور والقانون كفلا الكرامة لكل مواطن ومقيم على ارض الكويت لافتا انه ينبغي ادراك اننا لسنا في بلد ملائكة وإنما في دولة كباقي دول العالم فيها خطأ وفساد وتجاوزات ولكن لابد من الحد منها والقضاء عليها عن طريق التفاهم والتعاون مشيرا الى المادة 50 من الدستور التي اكدت على ضرورة تعاون السلطات مع الفصل فيما بينها مشددا على ان التناحر لا يؤدي الى حل لأي مشكلة.
واستنكر محاولات البعض محاربة البرلمان الحالي مؤكدا انه انجز من الانجازات ما لم تنجزه اية مجالس نيابية منذ 1963 وحتى الوقت الحالي مشيرا الى ان هناك نوايا طيبة لدى اعضاء المجلس الحالي وليست مجرد شعارات كالتي كانت تطلق وأردف: في السابق كان هناك قول دون فعل اما اليوم فهناك قول مقرون بالفعل والانجاز والإحصائيات توضح ذلك.
واختتم الراشد حديثه بقوله «عسى الله يديم علينا نعمة الامن والأمان وعسى الله لا يفرقنا يا اهل الكويت».