
لندن - «كونا»: أكد المدير العام للهيئة العامة للبيئة الدكتور صلاح المضحي أمس جاهزية واكتمال الاستعدادات الحكومية لمواجهة مخاطر اي تسرب اشعاعي من مفاعل بوشهر الايراني لاسيما عند حدوث زلازل عنيفة.
وقال المضحي في تصريح لـ«كونا» ان المجلس الاعلى للبيئة عقد اجتماعا استثنائيا الاسبوع الماضي بحضور ممثلي 13 جهة حكومية هي الجهات المشاركة في خطة الدفاع المدني للتأكد من استعداداتها في حال تعرض المنطقة القريبة من مفاعل بوشهر النووي الايراني لحدوث زلزال قوي ومايتبعه من احتمالية تسرب اشعاعي قد يصل الى الكويت.
واوضح ان «دولة الكويت تعاونت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا لابلاغنا بأي تسرب من المفاعل لاتخاذ الاجراءات الاحتياطية مباشرة».
واشار الى انه تم مؤخرا تشكيل لجنة عليا للتنسيق مع الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية تهدف الى الاتفاق على خطاب سياسي موحد لدول المجلس تجاه هذه القضية.
واشاد المضحي في هذا الصدد بالتحرك الحكومي لحرصها على سلامة المواطنين والمقيمين على ارض الكويت في حال تعرض البلاد لاي خطر يهدد سلامتهم.
وبين ان لدى الكويت مخزونا من 60 مليون حبة من حبوب اليود غير المشع والتي تستخدم في حال وجود أي تلوث اشعاعي حيث يتم اعطاء كل فرد 14 حبة من اليود غير المشع لحماية الغدة الدرقية من الاصابة بالسرطان.
من جهة أخرى وقع المضحي مع رئيس مركز علوم البيئة البحرية البريطانية مايك ولدك اتفاقية بقيمة 800 ألف جنيه استرليني بهدف الاستفادة من الخبرات البريطانية في اعادة تأهيل البيئة البحرية الكويتية.
وقال الدكتور المضحي عقب التوقيع في سفارة دولة الكويت في لندن الليلة قبل الماضية ان الاتفاقية التي حددت مدتها بـ18 شهرا تأتي كبداية لمشروع ضخم جدا وهي الدراسة المسحية الشاملة للبيئة البحرية الكويتية.
واوضح المضحي ان الاتفاقية تشمل ايضا تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية للقيام باعمال الرقابة على اعادة تأهيل المناطق المتضررة والمشاركة في الدراسات البحثية.
واضاف ان هذا التعاون هو امتداد لتعاون سابق بين الهيئة العامة للبيئة في الكويت ومركز علوم البيئة البحرية البريطاني «سيفاس» الذي بدأ عام 2001 ابان حادثة نفوق الاسماك الشهيرة في الكويت.
واشار الى ما تعرضت له البيئة البحرية الكويتية خلال العامين السابقين لاسيما كارثة محطة مشرف ومانتج عنها من صرف مايقارب 200 الف متر مكعب من مياه الصرف الصحي غير المعالج يوميا ولمدة عامين الى البيئة البحرية وماتعرضت له الشواطئ الكويتية وعلى امتداد كبير بدءا من شاطئ البدع وصولا الى الشواطئ الجنوبية نتيجة هذه الكارثة.
وقال انه كان لابد من اتباع سياسة علمية متخصصة لتقدير الدمار ومعالجة التلوث ووضع الحلول العلمية وعليه كان التجهيز وعلى مدى عامين لهذا التعاون المشترك لتوقيع هذه الاتفاقية.
وأضاف المضحي ان دولة الكويت ستستفيد من هذه الاتفاقية لتقييم الاثارالبيئية الناتجة عن كارثة محطة مشرف على البيئة البحرية بالاضافة الى تأثيرات مناطق اخرى لاتقل خطورة عما تعرضت له الشواطئ جراء كارثة محطة مشرف وهي الاثار الناتجة عن مجرور الغزالي الشهير والاثار الناتجة عن تأثير المنطقة الصناعية في عشيرج بالدوحة على جون الكويت تحديدا.
واوضح الى ان مركز «سيفاس» سيقوم بتوفير الخبرات اللازمة للقيام بالدراسة المطلوبة وتحديد الاثار وتقييم الاضرار ووضع الطرق السليمة لاعادة التأهيل واصفا «سيفاس» بأكبر المراكز المهمة في العالم لتقييم البيئة البحرية في العالم.
وأضاف ان هذه الاتفاقية تعتبر المرحلة الاولى لاعادة تقييم الضرر الذي اصاب البيئة البحرية في الكويت جراء كارثة مشرف مشيرا الى ان المرحلة الثانية ستكون مع نفس المركز لاجراء مسح شامل على بيئتها البحرية ولامداد الكويت ببعض المعلومات التي تحتاجها لاسيما عن الحياة البحرية كانواع الاسماك والفطريات الموجودة.