
كتب د. بركات عوض الهديبان
لا يجد الكويتيون أي غرابة في الزيارات التي قام بها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد إلى دواوين القبائل.. ربما يكون ذلك غريبا في دول أخرى كثيرة، لا يحدث فيها مثل هذا التواصل بين الحاكم وشعبه، لكن «الكويت غير».
يذكر الكويتيون لأميرهم ووالدهم أنه ولسنوات عديدة متوالية كان سموه خلال شهر رمضان المبارك يقوم بجولات يزور خلالها معظم دواوين الكويت، ويلتقي أهلها، ويتبادل معهم حلو الحديث وجميل الذكريات، ويذكرون لسموه أيضا أن أبواب ديوانه العامر لم تغلق يوما دونهم، وأنه يستقبل أبناء شعبه بترحاب بالغ، ويفرد لهم من وقته ومشاعره الطيبة، ما يعمق في قلوبهم محبته، ويرسخ الارتباط به وبالأسرة الحاكمة كلها.
وكم أسعدت الكويتيين تلك الكلمات الرائعة والدافئة التي قالها سموه أثناء زيارته لديوان أمير قبيلة مطير فيصل الدويش، إذ أكد سموه أنه «يشعر بالفرح لرؤية كل ابناء القبائل في مكان واحد، وأن الكويت بدونهم ليست الكويت»، فقد نزلت هذه الكلمات بردا وسلاما على قلوب كل أبناء الكويت، وليس فقط أبناء القبائل وحدهم، وكانت ردا حكيما ومفحما على كل من حاول النيل من أبناء القبائل، أو سعى إلى تشويه مواقفهم، أو المساس بالعلاقة المتينة التي تربطهم بأسرة الصباح الكرام، والتي يحفها الوفاء والولاء والإخلاص من جانبهم، والمحبة الخالصة التي يوليها إياهم أبناء الأسرة الحاكمة، كما يولونها لكل أبناء الشعب الكويتي.
وكم أسعد الكويتيين أيضا ما قاله صاحب السمو في ديوان أمير قبيلة العوازم فلاح بن جامع، حين شدد سموه على ضرورة تكريس دولة القانون واحترام القضاء ودعم سلطاته، والتطبيق الحازم للقانون على الجميع ومن دون استثناء، ودعوته إلى نبذ الفرقة والفتنة والتمسك بأهداب الوحدة الوطنية، وقوله: «إنني أدعو اخواني وابنائي المواطنين الكرام الى الحفاظ على روح الأسرة الواحدة والتمسك بوحدتنا الوطنية وصلابتها والتصدي لكل من يحاول النيل منها أو المساس بها، فوحدتنا الوطنية هي التي صانت بلدنا، وجمعت صفوفنا، وشدت عزائمنا في أحلك الظروف، ونحن كلنا كويتيون أبناء بلد واحد يجمعنا حب الكويت والوفاء لها، فقوتنا وعزتنا في تلاحمنا ووحدتنا وتكاتفنا»، وتجديد سموه التأكيد أيضا على ايمانه الصادق بالنهج الديمقراطي، والالتزام الراسخ بالدستور، «ايمانا منا بأنه يمثل بعد الله تعالى الضمانة الاساسية لأمن الوطن واستقراره».
إن صاحب السمو الأمير إذ يزور إخوانه وأبناءه في دواوينهم، فإنما يواصل نهجا كريما بدأه آباؤه وأجداده الكرام، بالتواصل الدائم مع أبناء شعبهم، ورسخه سموه وجعله «طقسا» دائما اعتاده الكويتيون وألفوه، وباتوا يدعون الله وهم يحمدونه على نعمه العظيمة: «يا رب لاتغير علينا».