
عواصم – «وكالات»: شهدت الأزمة السورية تطورات غاية في الأهمية والخطورة، فقد قطع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إجازته الخاصة وفترة النقاهة التي كان يقضيها في المغرب، وعاد مساء أمس الأول الجمعة إلى مدينة جدة السعودية، نظراً لتداعيات الأحداث في المنطقة، وتطورات الأزمة السورية، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
ولدى وصول العاهل السعودي إلى قصره يرافقه الأمير سلمان بن عبدالعزيز، كان في استقباله الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية.
وشهدت الأزمة السورية منعطفاً جديداً الخميس، بإعلان الإدارة الأمريكية تسليح المعارضة السورية، بعد أن ثبت لديها تورط نظام بشار الأسد في استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المعارضين والمدنيين، ما تسبب في مقتل من 100 إلى 150 شخصاً.
وقال البيت الأبيض إن النظام استخدم السلاح الكيماوي أكثر من مرة، وإن الرئيس باراك أوباما أعاد حساباته بشأن الأزمة السورية.
وأعلنت قيادة الجيش السوري الحر أنها في حاجة إلى أسلحة نوعية لمواجهة غزو خارجي للمدن السورية من جانب ميليشيات حزب الله اللبناني.
وكان العاهل السعودي قد وصل في 31 مايو الماضي إلى مدينة الدار البيضاء المغربية، واستقبله في مطار محمد الخامس الدولي، الوزير الأول المغربي عبد الإله بن كيران، ووالي الدار البيضاء محمد بوسعيد، والسفير السعودي لدى المغرب الدكتور محمد بن عبدالرحمن البشر، وأعضاء السفارة، ثم توجه العاهل السعودي بعد ذلك إلى مقر إقامته في موكب رسمي.
وبعد إعلان واشنطن الدعم، تعهد الجيش الحر بإسقاط الأسد في غضون ستة أشهر، إذا تأمن السلاح المناسب، وحث اللواء سليم إدريس قائد الجيش السوري الحر الدول الغربية على تزويد الجيش بمضادات للطائرات والصواريخ وإقامة منطقة حظر للطيران. وأكد أن الجيش الحر بإمكانه لو حصل على الأسلحة الضرورية هزيمة جيش الرئيس السوري بشار الأسد في غضون ستة أشهر.
وأضاف: «هذا الأمر يعتمد على مدى الدعم الذي سيقدمونه لنا. إذا كان لدينا القليل ستستمر المعركة وقتاً طويلاً. وإن كان لدينا ما يكفي فنحن منظمون بشكل جيد. ونحتاج القليل من التدريب. فإذا حصلنا على التدريب والسلاح أعتقد أننا نحتاج نحو ستة أشهر لإطاحة النظام.
يأتي هذا في وقت أعلنت مصادر أمنية أوروبية، بحسب ما نقلت وكالة «رويترز» أنه من المحتمل أن تتضمن الأسلحة التي تعتزم الولايات المتحدة إرسالها إلى مقاتلي المعارضة في سوريا قذائف صاروخية ومورتر، بهدف التصدي للمدرعات والدبابات بعدما وافق أوباما على تسليح المعارضة. إلا أن تلك المصادر أضافت أنه لا نية لإرسال صواريخ مضادة للطائرات تُطلق من فوق الكتف. لكن مسؤولاً أمريكا ذكر في الوقت عينه، أنه لا يتوقع أن تؤثر المساعدات الأمريكية الجديدة في مجريات الأحداث بسوريا.
وأوضحت مصادر أمريكية أن أحد الخيارات التي تتم دراستها هو أن تساهم الولايات المتحدة في صندوق يستخدمه حلفاء واشنطن، وخصوصا الدول الأوروبية، لشراء أسلحة لمقاتلي المعارضة السورية، الأمر الذي كانت أشارت إليه أولا صحيفة وول ستريت جورنال.
وقد تتطلب اقامة منطقة حظر طيران ان تدمر الولايات المتحدة الدفاعات الجوية السورية التي اقامتها روسيا وهو ما يقحمها في الحرب بنفس الطريقة التي تدخل بها حلف شمال الاطلسي للمساعدة في الاطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي قبل عامين. وتقول واشنطن انها لم تستبعد هذا الامر لكن القرار ليس «وشيكا».
وقالت سوزان رايس سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة ومستشارة الامن القومي المقبلة «اوضحنا اننا لا نستبعد خيارات ولكن لم يتخذ قرار في هذه المرحلة».
وقال بن رودس نائب مستشار الامن القومي الامريكي يوم الخميس «منطقة حظر الطيران ستحمل معها كلفة هائلة ولا نهائية بالنسبة للولايات المتحدة والمجتمع الدولي. ومن الاعقد بكثير القيام بمثل هذا المجهود على سبيل المثال في سوريا عما كان عليه الامر في ليبيا».
وقد تواجه اي خطوة من هذا القبيل بفيتو في مجلس الامن من جانب روسيا حليفة الاسد. ورفض الكرملين الدليل الذي جاءت به الولايات المتحدة على استخدام الاسد لغاز الاعصاب ضد معارضيه. وقال يوري يوشاكوف كبير مستشاري الرئيس الروسي للشؤون الخارجية «سأقول صراحة ان ما قدمه الامريكيون لا يبدو مقنعا لنا».
وحث سالم ادريس قائد الجيش السوري الحر الحلفاء الغربيين على تزويد قواته بصواريخ مضادة للطائرات واخرى مضادة للدبابات واقامة منطقة حظر طيران قائلا ان بامكان قواته هزيمة جيش الاسد في غضون ستة اشهر اذا سلحت بشكل جيد.
واردف قائلا لـ«رويترز»: ان قواته تحتاج بشكل عاجل لاسلحة ثقيلة في مدينة حلب بشمال سوريا التي قال ان قوات الاسد تستعد لشن هجوم ضخم عليها.
وقالت مصادر ان من المحتمل ان تتضمن الاسلحة التي سترسلها الولايات المتحدة لمقاتلي المعارضة قذائف صاروخية ومورتر.
وصرح مصدران امنيان اوروبيان بان الولايات ستعزز نوعية الاسلحة والذخيرة التي تقدمها دول اقليمية مثل السعودية وقطر لمقاتلي المعارضة بالاضافة الى تقديم بعض من الاسلحة الثقيلة مثل القذائف الصاروخية.
وسيؤدي حصول مقاتلي المعارضة على مزيد من القذائف الصاروخية الى زيادة قدرتهم على التصدي للعربات المدرعة الحكومية بل وللدبابات. وكان مقاتلو المعارضة قد منوا بخسائر امام القوات الحكومية السورية ومقاتلي حزب الله في الاونة الاخيرة.
وقالت المصادر الثلاثة انه لا توجد خطط لارسال صواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف لمقاتلي المعارضة واغلبهم من السنة.
وقد يستغرق وصول اول امدادات عسكرية ما بين اسبوعين وثلاثة اسابيع كحد ادنى وسترسل هذه الامدادات للمجموعات التي يقودها قائد الجيش السوري الحر سليم ادريس. وستصل على الارجح المساعدات لمقاتلي المعارضة عن طريق تركيا حيث تتواجد الولايات المتحدة في قاعدة سرية اقامتها تركيا مع السعودية وقطر لتوجيه المساعدات العسكرية والاتصالات مع المعارضة المسلحة السورية. وقد تصل ايضا المساعدات الامريكية عن طريق الاردن التي يتواجد فيها الاف من الجنود الامريكيين في مناورة مشتركة. ويوجد هناك ايضا نحو 200 جندي اخرين من الفرقة الاولى من الجيش الامريكي.
لكن واشنطن اتخذت سرا خطوات ستيسر نقل صواريخ باتريوت ارض جو وطائرات حربية واكثر من اربعة آلاف جندي إلى الاردن وهي رسميا ضمن مناورة سنوية خلال الاسبوع الاخير لكنها اوضحت ان هذه القوات والعتاد ستبقى في الاردن حتى بعد انتهاء المناورات العسكرية.
وانضم الالاف من المقاتلين المدربين من حزب الله اللبناني الموالي لايران إلى الحرب في صفوف قوات الاسد خلال الاسابيع الماضية وساهموا قبل ايام في استعادة الحكومة السورية السيطرة على بلدة القصير الاستراتيجية.
وتقول حكومة الاسد ان قواتها تستعد الان لشن هجوم كبير على حلب اكبر المدن السورية التي تسيطر قوات المعارضة المسلحة على معظم انحائها منذ العام الماضي.
وقال نشطاء ان هجوما ضاريا على اجزاء من حلب وريفها بالقرب من الحدود التركية وقع خلال الليل مما اسفر عن بعض من اعنف الاشتباكات منذ اشهر.
وتعهد الامين العام لحزب الله حسن نصر الله بأن يواصل حزب الله دعمه العسكري للاسد وقال «حيث يجب ان نكون سنكون وما بدأنا بتحمل مسؤولياته سنواصل تحمل مسؤولياته ولا حاجة للتفصيل».
واستنفر دخول حزب الله الشيعي الحرب إلى جوار الاسد نبرة الطائفية الخطيرة في انحاء المنطقة. ودعمت جماعة الاخوان المسلمين الحاكمة في مصر دعوة تزعمها رجال دين سنة للجهاد في سوريا.
من جهة أخرى أكد وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني أن بلاده طلبت من الولايات المتحدة إبقاء مقاتلات أف 16 وصواريخ باتريوت في المملكة بعد انتهاء مناورات «الأسد المتأهب» التي ستختتم في أواخر يونيو الجاري.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية عن محمد المومني قوله أنه تم الاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية على الإبقاء على بعض الأسلحة في الأردن، والتي تشمل صواريخ الباتريوت وطائرات أف 16»، مشيرا إلى أن «ذلك يأتي في إطار الجهود المستمرة لتطوير القدرات العسكرية والدفاعية للقوات المسلحة الأردنية.
وبحسب المومني فإن «الأسلحة ستخضع لإدارة وإشراف القوات المسلحة الأردنية بدعم فني من الخبراء الأمريكيين»، وكان مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية أعلن الخميس في واشنطن أن الولايات المتحدة ستبقي مقاتلات إف 16 وصواريخ باتريوت في الأردن بعد انتهاء المناورات العسكرية.
وكانت المقاتلات والصواريخ المضادة للصواريخ والبوارج أرسلت الى الاردن للمشاركة في مناورات عسكرية تحت اسم «الأسد المتأهب»، وقرر المسؤولون الأمريكيون إبقاءها في مكانها بناء على طلب الاردن الذي يخشى أن يمتد النزاع السوري الى أراضيه. وأضاف المسؤول الأمريكي: اتخذ قرار بأن تبقى في مكانها.
ويشارك نحو 2400 من مشاة البحرية في المناورات في الأردن، وكانوا وصلوا الى المملكة على متن ثلاث بوارج في المقابل، لم يحدد المسؤولون الأمريكيون عدد مقاتلات أف 16 التي تم نشرها.