
عواصم- «وكالات»: بعد التداعيات الأخيرة للأزمة في سوريا والتدخل العلني لحزب الله وإيران، وإعلان أمريكا تسليح المعارضة السورية، تسارعت الأحداث في المنطقة فأعلن كل من الرئيس المصري وملك الأردن عن إجراءات جديدة حول الأزمة، وقطع الملك عبدالله إجازته وعاد إلى السعودية لبحث التداعيات، فيما أعلن عشرات الضباط انشقاقهم عن النظام في تطور لم يحدث منذ أسابيع.
وفتح ملك الأردن عبد الله الثاني الباب أمام كل الخيارات لما وصفه حماية الأردن ومصالح شعبه في سياق حديثه عن الأزمة السورية.
وقال عبد الله الثاني إن الأزمة السورية «فرضت علينا معطيات صعبة جداً» وتحدث بشكل مقتضب عن تداعيات الأزمة على الأردن، وقال «إذا لم يتحرك العالم ويساعدنا في هذا الموضوع كما يجب، أو إذا أصبح هذا الموضوع يشكل خطرا على بلدنا، فنحن قادرون في أية لحظة على اتخاذ الإجراءات التي تحمي بلدنا ومصالح شعبنا».
ورغم تأكيد الملك على أولوية الحل السياسي فإنه تطرق للمخاطر التي قال إن الأزمة السورية فرضتها على الأردن، متعهدا باستمرار استقبال اللاجئين السوريين الذين دعا المجتمع الدولي لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بتشجيعهم للعودة إلى وطنهم.
ورفض الملك التشكيك بمسيرة الإصلاح السياسي التي قال إنه الضامن لتحقيقها، وأعاد التأكيد على جدية الدولة بالسير في خطوات الإصلاح السياسي والاقتصادي وصولا إلى الحكومات البرلمانية.
من جانبه، أعلن الرئيس المصري محمد مرسي يوم أمس الأول، قطع جميع الروابط الدبلوماسية مع دمشق وطالب القوى العالمية بعدم التردد في فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا.
وفي كلمة أمام مؤتمر نظمه عدد من رجال الدين في القاهرة قال مرسي «لقد قررنا اليوم قطع العلاقات تماما مع النظام السوري الحالي».
وطالب مرسي أيضا حزب الله اللبناني -المدعوم من إيران- بسحب مقاتليه من سوريا على الفور، مضيفا: «نقف ضد حزب الله في عدوانه على الشعب السوري، وعلى حزب الله أن يترك سوريا.. هذا كلام جاد.. ولا مجال ولا مكان لحزب الله في سوريا».
ودعا مرسي إلى قمة عاجلة تضم دولا عربية وإسلامية لبحث الوضع حيث قررت الولايات المتحدة في الأيام القليلة الماضية اتخاذ خطوات للبدء في تسليح المعارضة السورية، مطالبا القوى العالمية بعدم التردد في فرض منطقة حظر جوي في سوريا.
هذا، وحذر رئيس هيئة الأركان العامة الإيراني، حسن فيروز آبادي، من تسليح من سماهم الإرهابيين في سوريا, وقال إن ذلك سيكون الخطأ الأكثر خطورة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإيعاز من إسرائيل.
واعتبر فيروز آبادي أن هذا التسليح لم يعد مجديا «بعد ما أرغمهم الجيش السوري على الانكفاء والتراجع».
ميدانيا، اندلعت اشتباكات بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي في عدد من أحياء العاصمة دمشق, حيث دمر الجيش الحر دبابة لقوات النظام في حي بورسعيد بالقدم, كما دمر مدرعة ناقلة للجند من نوع «بي أم بي» في حي العسالي.
جاء ذلك بينما نشبت حرائق في عدد من أحياء العاصمة جراء حملة من القصف بالطائرات والمدفعية وراجمات الصواريخ بدأت بها قوات النظام منذ أمس الأول ومست أمس، عددا من أحياء دمشق منها جوبر شرقا وبرزة والقابون شمالا والحجر الأسود والقدم والعسالي.
على صعيد آخر، أعلن عشرات الضباط انشقاقهم عن القوات النظامية والتحاقهم بصفوف المعارضة، وأوضح المركز الإعلامي الموحد للجيش الحر أن ثلاثة ضباط قد انشقوا عن النظام أثناء وجودهم في روسيا حيث كانوا موفدين للتدريب هناك، وأوضح المركز أن الضباط وصلوا تركيا وهم الآن في مخيم للضباط المنشقين في الريحانية جنوب تركيا.
من جانب آخر، أفاد مصدر رسمي تركي أن أكثر من سبعين ضابطا بينهم ستة جنرالات و22 عقيدا انشقوا عن الجيش النظامي بالساعات الـ36 الماضية وتوجهوا إلى تركيا.