
> لن نسمح بأن تكون بلادنا ساحة للصراع الطائفي ولن نفرط أبداً في تماسكنا ووحدتنا الوطنية
> أقبل الحكم عن طيب خاطر وقد وجهت مجلس الوزراء باتخاذ الإجراءات الكفيلة بتنفيذه
> أشهد الله بأنني لا أحمل ضغينة ولا حقداً على أحد.. وهل يعرف الأب غير المحبة والمودة والرحمة لأبنائه؟
> ما شهدته البلاد كان تجربة مريرة لكنها لم تكن معركة فيها منتصر ومهزوم ولا منازلة فيها غالب ومغلوب
> لا سلطة ولا سقف يعلو على سلطة الحق والعدالة وشعبنا يتصرف بتحضر ويحتكم عند اختلافه للقضاء
«كونا»: وصف سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الحكم الذي أصدرته المحكمة الدستورية أمس، وقضى بإبطال مجلس الأمة الحالي، وتحصين مرسوم الصوت الواحد، بأنه «حكم تاريخي»، مؤكدا سموه أن الحكم سطر أيضا «حقيقة مهمة ساطعة، وهي أن الكويت دولة مؤسسات، يحكمها الدستور والقانون، وان لا سلطة ولا سقف يعلو على سلطة الحق والعدالة، يحرص أهلها عند اختلافهم على الاحتكام للقضاء والالتزام بالقنوات والأطر الدستورية، وهي سمة حضارية والتزام بمرجعياتنا، وانتصار للديمقراطية يحق لكل كويتي أن يفخر بها».
وقال سموه في كلمة وجهها إلى المواطنين أمس: «أكرر لكم اليوم ما قلته من قبل، بأنني أقبل عن طيب خاطر حكم المحكمة الدستورية أيا كان، وأدعو جميع المواطنين الى احترامه والامتثال له، اجلالا واحتراما لقضائنا الشامخ واعلاء لمنزلته، والتزاما بدستورنا، وهو ما حرصنا عليه دائما وسوف نظل نحرص عليه بعون الله، وقد وجهت مجلس الوزراء باتخاذ الاجراءات الكفيلة بتنفيذه».
أضاف سموه: «الآن وقد قال القضاء قوله الفصل، علينا ان نترك هذه القضية وذيولها المفتعل خلفنا، ونواصل مسيرتنا في الاصلاح والتنمية مدركين دروس هذه التجربة وعظاتها، وأول هذه الدروس أن نؤكد بأن ما شهدته البلاد كان تجربة مريرة، ولكنها لم تكن معركة فيها منتصر ومهزوم، ولا منازلة فيها غالب ومغلوب، فالكويت بفضل الله وتوفيقه هي المنتصرة وهي الفائزة».
واستطرد سموه بالقول: «اننا نفترض حسن الغرض وسلامة القصد للجميع، واذا كنا نسجل بالاعتزاز مواقف الاخوة المواطنين الذين انسجموا مع مبادئهم، وتحملوا مسؤوليتهم بالتعبير عن آرائهم وتوجهاتهم، فإننا نلتمس العذر لمن أخده الحماس فانحرف عن جادة الحق والصواب سائلين الله لهم الهداية والرشاد. ولا يفوتني أن أتوجه بالشكر والتقدير لرئيس وأعضاء مجلس الأمة، بما قاموا به من جهود مخلصة في تحمل أعباء مسؤوليتهم وأداء واجبهم الوطني وما حققوه من انجاز».
وقال سمو الأمير أيضا: «وإنني من موقفي كمسؤول ووالد للجميع، أحمل همومهم، وأعمل جاهدا لاسعادهم، أشهد الله بأنني لا أحمل ضغينة ولا حقدا على أحد على الاطلاق، وهل يعرف الأب غير المحبة والمودة والرحمة لأبنائه؟ وإن تعاطف الحاكم وتلاحمه مع شعبه وارتباطه معهم سمة أساسية في مجتمعنا الكويتي، توارثناها ونتمسك بها على مر الأجيال، وعلينا جميعا تقع مسؤولية صيانة وتطوير نظامنا الديمقراطي، لكي نحقق ما نصبو إليه من آمال وطموحات في ارتقاء وطننا ورفعته، دون هيمنة فئة أو سيطرة جماعة أو تهميش أخرى، بل ضمان تمثيل جميع شرائح الكويتيين وتعزيز المشاركة الشعبية وارساء ثقافة الحوار والتفاهم والتوافق وقبول الاختلاف والتعددية واحترام الرأي الاخر ونبذ العنف والتطرف والتشدد والتعصب والابتعاد عن الشخصانية والمصالح والاهواء، والحرص على رقي الخطاب، وعدم التجريح أو مس كرامات الاخرين، وجعل مصلحة الكويت العليا فوق كل اعتبار.
وشدد سموه على أن «الشعب الكويتي أثبت مرة أخرى خلال الأزمة أصالة معدنه، وصدق ولائه لوطنه، وحرصه على مصلحة الكويت، وحماية أمنها واستقرارها، فرفض دعوات الفتنة والانقسام، ونبذ أصوات الفوضى والبغضاء وتمسك بوحدته الوطنية والتف حول قيادته».