
موسكو – «كونا»: اشاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس بالعلاقات الروسية - الكويتية قائلا انها صمدت لامتحان الزمن وجديرة بتقييم عالي المستوى.
وقال لافروف في حديث ادلى به «كونا» ان هذه العلاقات تستند الى دعامة قوية من الثقة والتفاهم المتبادل مستشهدا باحتفالية الجانبين الروسي والكويتي بالذكرى الخمسين لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في مارس الماضي.
واعرب لافروف عن ارتياحه لديناميكية الحوار السياسي بين الجانبين على جميع المستويات الذي اظهر تطابق او تقارب مواقف البلدين حيال اغلبية القضايا الملحة.
واقر لافروف بوجود تفاوت في وجهات النظر في تقييم الاحداث العاصفة التي تجري في العالم العربي لكنه قلل من اهميتها داعيا الى عدم تضخيمها.
واكد الوزير الروسي على وجود فهم موحد لضرورة تجاوز الازمات التي تعاني منها المنطقة بصورة عاجلة لافتا الى ان الخلافات في وجهات النظر تتعلق اساسا بالسبل الكفيلة بتحقيق هذا الهدف.
واستبشر الوزير الروسي خيرا «لان شركاءنا في دول الخليج يتفهمون هذا الوضع تماما مما يخلق اساسا لبلورة نهج مشترك بيننا».
وشدد لافروف على ضرورة «ألا تنعكس الجهود السياسية المتعلقة بتسوية النزاعات في المنطقة باي حال من الاحوال على العلاقات بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي التي تتمتع بوجود افاق واسعة لتطويرها على اساس وطيد من المنفعة المتبادلة».
وفي معرض رده على سؤال حول سبل تبديد مخاوف دول مجلس التعاون الخليجي حيال البرنامج النووي الايراني وامكانية مشاركتها في مباحثات مجموعة الدول الست وايران قال وزير الخارجية الروسي ان «هذا الاطار التفاوضي يعتبر كافيا» مرحبا في الوقت نفسه باي دعم لهذه العملية التفاوضية من قبل جميع الدول المعنية.
واقر لافروف بحق ايران في تطوير الطاقة النووية للاغراض السلمية بما في ذلك تخصيب اليورانيوم بعد التحقق من جميع المسائل العالقة ووضع البرنامج النووي الايراني تحت الرقابة الشاملة والمضمونة للوكالة الدولية للطاقة الذرية،محذرا من خطورة كبح الديناميكية المتصاعدة للعملية التفاوضية داعيا الى الاسراع في تحديد موعد ومكان اجراء الجولة القادمة من المباحثات بين مجموعة الست وايران.
وفي معرض حديثه عن مصير الجهود الرامية الى عقد مؤتمر دولي حول سوريا حذر لافروف من العواقب الوخيمة على المستوى الاقليمي الناجمة عن الاحتقان الطائفي والتي امست نتيجة لاستفحال النزاع في سوريا.
وذكر لافروف ان «الاعلان عن تسليح المعارضة السورية والدعوة لاقامة منطقة حظر جوي وتحميل السلطات السورية دون غيرها كل المسؤولية خطوات تنسجم عمليا في الواقع مع ممارسات ارهابيي تنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة التي تعمل على احباط المؤتمر الدولي والتسوية السياسية في سوريا والتي تقوم بممارسات دموية واعمال تطهير طائفية مثل العملية التي وقعت في بلدة خاتلا في ضواحي دير الزور مؤخرا».
واكد لافروف على ضرورة وضع حد لسفك الدماء في سوريا واعطاء فرصة لنجاح جهود السلام قائلاً «نحن لا نتدخل في الخلافات السورية الداخلية ولا نحاول فرض حلول جاهزة على احد ولسنا عازمين على القيام بتصفية حسابات جيوسياسية ضد اي كان في الاراضي السورية».
وقال ان روسيا والكثير من الشركاء يبدون اهتماما بدفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو للحوار المباشر على اساس القاعدة القانونية الدولية المعروفة،مؤكداً ضرورة استثمار مخزون مبادرة السلام العربية.
واكد لافروف ان هذا الافق معروف بشكل جيد ويتمثل في حصول الفلسطينيين على حقهم في اقامة دولة فلسطينية في حدود عام 1967.