
بيروت – «كونا»: دخلت المعارك الدائرة بين الجيش اللبناني وأنصار امام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير في مدينة صيدا أمس يومها الثاني معلنة ارتفاع حصيلة قتلى الجيش إلى 15 إضافة إلى 60 جريحا فيما لم تعرف حجم الخسائر بعد في صفوف الأسير.
وقالت وسائل اعلام رسمية أن عناصر مسلحة في منطقة تعمير في مخيم عين الحلوة يطلقون النار على الجيش في المنطقة وان الجيش يرد على مصادر النيران في حين لا تزال الاشتباكات مستمرة في بلدة عبرا في صيدا مع تصاعد عمليات القنص.
وذكرت انه تم استخدام الاسلحة الرشاشة اضافة الى القذائف الصاروخية التي سقط عدد منها وسط مدينة صيدا.
وادت الاشتباكات الى اندلاع حرائق في عدد من الابنية المجاورة للمربع الامني التابع للشيخ الاسير فيما شهدت منطقة عبرا حركة نزوح كبيرة للاهالي والمدنيين.
في هذه الاثناء دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان الى اجتماع وزاري امني في القصر الجمهوري اليوم.
على صعيد متصل تعرضت نقطة للجيش اللبناني في طرابس لقذيفة من نوع «آر.بي.جيه» دون تسجيل اصابات.
وقالت الوكالة الوطنية الرسمية للاعلام أمس ان «الجيش احكم السيطرة على مجمع الاسير في منطقة عبرا ويشتبك في هذه الاثناء مع بعض القناصة المتمركزة على اسطح بعض الابنية».
وعلى صعيد متصل ذكرت الانباء الواردة من صيدا ان اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش من جهة ومجموعات مسلحة تنتمي الى تنظيمي «فتح الاسلام» و«عصبة الانصار» في منطقة التعمير المتاخمة لمخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين المجاور لمدينة صيدا من جهة اخرى.
وسطر القضاء اللبناني أمس بلاغات بحث وتحر في حق امام مسجد بلال بن رباح الشيخ احمد الاسير و123 شخصا.
وذكرت الوكالة الوطنية الرسمية للاعلام ان «مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر سطر بلاغات بحث وتحر في حق الشيخ احمد الاسير و123 شخصا بينهم شقيقه وفضل شاكر اضافة الى باقي افراد مجموعته الذين يتم البحث عن اسمائهم».
واضافت الوكالة ان صقر «طلب ملاحقتهم وتوقيفهم وسوقهم مخفورين الى دائرته».
أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني أمس ان الاعتداء على الجيش اللبناني «جريمة بحق لبنان ولا يجوز التقاتل معه تحت اي ذريعة كانت».
وحذر قباني في بيان من خطورة الاحداث في مدينة صيدا وتوسع المعارك الى غيرها من المناطق رافضا جر الجيش الى معارك داخلية.
وقال «ان دعوة السنة الى الانفصال عن الجيش هي جريمة بحق السنة اولا والجيش ثانيا» معتبرا ان هذه الدعوات تؤدي الى الفتنة في البلاد.
وأعرب مجلس الوزراء السعودي أمس عن قلقه البالغ إزاء تطورات الأوضاع في جنوب لبنان وما تشهده مدينة صيدا من أحداث داعيا الجميع إلى وقف الاشتباكات وعدم تصعيد الموقف حفاظا على أمن واستقرار لبنان الشقيق.
إلى ذلك أعربت الحكومة الفرنسية أمس عن بالغ قلقها إزاء القتال الذي اندلع أمس بين الجيش اللبناني وميليشيات محلية في مدينة صيدا جنوبي لبنان مستنكرة في الوقت ذاته الاعتداء على الجيش.
وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان « ان فرنسا تدين بشدة الهجمات التي شنت ضد القوات المسلحة اللبنانية وتسببت في العديد من القتلى والجرحى في صفوف الجيش والمدنيين».
وشهدت مدينة طرابلس شمالي لبنان توترا امنيا حيث يجوب مسلحون الشوارع فيما قطعت بعض الطرق الرئيسية بالاطارات المطاطية المشتعلة احتجاجا على ما يجري في مدينة صيدا.