
أصيلة - «المغرب» – «كونا»: حذر دبلوماسيون واعلاميون عرب وأجانب من انتهاك السيادة الوطنية في البلاد العربية اذا استمر عدم الاستقرار في دول «الربيع العربي» الذي اعتبروه عنوانا كبيرا لتحولات عميقة نتيجة خلل في البنيات العربية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وأكدوا في ندوة «فصول الربيع العربي من منظورنا ورؤية الآخر» التي تقام على مدى يومين في اطار جامعة المعتمد بن عباد الصيفية لمهرجان أصيلة الثقافي بشمالي المغرب أن تزايد العنف في الدول التي شهدت الحراك الشعبي في ما يسمى بالربيع العربي يدعو الى توافقات في العملية السياسية بطرق سلمية حول الاطار المؤسساتي المفرتض بقاؤه بيد سلطة مركزية في هذه الدول.
وقال وزير الخارجية البرتغالي السابق جايمي غاما ان المجتمعات العربية محتاجة اليوم الى تجاوز انقساماتها على قاعدة توافق سلمي حول قواعد اللعبة السياسية وسلطات الدولة.
وأضاف أن الأمر يتعلق بالمخرج الوحيد من المأزق في لحظة يعاني فيها المسلسل الذي أطلقته الثورات العربية من عجز عن إرساء الاستقرار وتنامي العنف واتجاهات التطرف التي تخيم على دول الحراك.
من جانبه أوضح أمين عام الجامعة العربية السابق عمرو موسى في تسجيل مرئي أمام المشاركين في الندوة أن «صعود الاحزاب الدينية الى الحكم ما هو الا مرحلة او محطة يقف عندها القطار لبعض الوقت» مشيرا الى أن الربيع العربي لم يحركه حزب او نخبة او تيار بل كان فعلا تلقائيا انضمت اليه بعد ذلك الاحزاب والنخب.
وأكد المشاركون وفي مقدمتهم مستشار الرئيس الاندونيسي رئيس معهد السلام والديمقراطية حسن ويراجودا ووزير الدولة وزير الخارجية الاسبق في السنغال الشيخ تيجان غاجو ووزير الاعلام الأردني الاسبق صالح القلاب ووزير خارجية ليبيا السابق عبدالرحمن شلقم مسؤولية النخب العربية عن الوضع العربي برمته وما آل اليه لاسيما في مصر وتونس وسوريا.
ومن ناحيته رأى في هذا السياق رئيس المكتب التنفيذي السابق للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا محمود جبريل «ان الغرب فاجأه الربيع العربي وحاول استكشاف الذين يقفون وراءه بإنزال مظلي في الجبل الاخضر بليبيا وبتحرك استخباراتي قوي لأجهزة الدول العظمى».
فيما قال سفير المملكة المغربية في سوريا محمد الاخصاصي ان التدخل الغربي ثابت في ما شهدته المنطقة العربية من حراك وانتقال للسلطة بكل مظاهراته في البلدان التي تم فيها هذا الانتقال في ظل غياب مشروع عربي.
ومن جانبها رأت النائبة الثانية لرئيس مجلس الشورى البحريني بهية جواد الجشي أن الربيع العربي كان من نتائجه تحويل الاهتمام عن القضايا القومية للعرب وفي مقدمتها قضية فلسطين الى قضايا محلية وإقليمية في اطار مخطط كبير تتصارع فيه مصالح القوى الكبرى ضمن مشروع شرق اوسط جديد تكون اسرائيل مركزه.
أما رئيس مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام في الرياض فهد العرابي الحارثي فقال: ان التجاذبات الدولية أسهمت في تحويل الربيع العربي الى وحش كاسر محبط لا يدع مجالا للثقة في المستقبل.
ومن ناحيتها أوضحت نائبة رئيس الفدرالية الدولية لحقوق الانسان أمينة بوعياش ان الانفجار الشعبي للربيع العربي نجم عن سياسة الريع الاقتصادي والسياسي في أفق التأسيس لمرحلة جديدة انتهت فيها «الخشية» وطغت فيها القيم الفردية على حساب القيم الجماعية.
وتوقف وزير الخارجية المغربي الاسبق محمد بن عيسى امين عام مؤسسة منتدى أصيلة وهي الجهة المنظمة عند الاستثناء المغربي في الربيع العربي والثورة الهادئة التي تبلورت باعتماد دستور جديد اعتمده الشعب المغربي في بداية يوليو 2011 مؤكدا ان هذا الاستثناء يستحق وقفة تأمل في مغزى نجاحه بالنسبة لباقي البلدان العربية.