
القاهر - «وكالات»: أغلق عشرات الآلاف من المتظاهرين المعارضين المطالبين برحيل الرئيس المصري محمد مرسي واجراء انتخابات رئاسية مبكرة كافة المداخل والمخارج المؤدية إلى ميدان التحرير، بما فيها كوبري 6 أكتوبر، وكوبري قصر النيل، ولم يعد بالميدان موطئ قدم، بالرغم من عدم وصول عدد كبير من المسيرات المتجهة إلى الميدان من عدة مناطق في القاهرة والجيزة.
وأجرى الرئيس المصري محمد مرسي أمس عدداً من الاتصالات في إطار متابعته لتطورات الوضع الداخلي مع كل من رئيس مجلس الوزراء ووزراء الدفاع والداخلية والتنمية المحلية ورئيس المخابرات العامة، حيث اطمأن الرئيس على سير الخدمات العامة للدولة وانتظام عمل المؤسسات الحيوية وتنفيذ خطط التأمين التي وضعتها وزارتا الدفاع والداخلية.
وأكد الرئيس المصري محمد مرسي أنه لن تكون هناك ثورة ثانية، ورفض في تصريحات خاصة لصحيفة «الغارديان» البريطانية نشرتها أمس الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة.
وذكرت الصحيفة أن مرسي أكد أنه لن يسمح بأي انحراف عن أحكام الدستور وأن استقالته المبكرة قد تضعف شرعية من يأتي بعده ما يخلق حالة من الفوضى التي لا نهاية لها.
وقال: «إذا ما غيرنا مسؤولا «منتخبا» وفقا للشرعية الدستورية، فإن اخرين سيعارضون الرئيس الجديد، وبعد أسبوع أو شهر سيطالبونه بالتنحي».
وذكرت الصحيفة أنها عندما سألته عما إذا كان واثقا من أن الجيش لن يقدم على السيطرة على حكم الدولة التي أصبحت الأوضاع فيها خارجة عن السيطرة، أجاب «جدا».
ورفض مرسي تحديد الدول التي تتدخل في الشأن المصري، ولكنه أكد حدوث ذلك. معترفا ولأول مرة بأنه «نادم» على إصدار الإعلان الدستوري الذي منحه سلطات واسعة. وقال: «لقد ساهم بصورة ما في إشاعة حالة من سوء الفهم في المجتمع».
وقامت قوات الشرطة والأمن المركزي في محافظة الغربية بإطلاق القنابل المسيلة للدموع بقرية برما التابعة لمركز طنطا للسيطرة على الاشتباكات بين الإخوان المسلمين وبين المتظاهرين المعارضين للرئيس من أهل القرية، فيما حلقت مروحيات حربية في سماء ميدان التحرير وميدان رابعة العدوية في شرق القاهرة وعلى طول قناة السويس وفي عدد من المحافظات المصرية، لتأمين المنشآت والمواطنين بالتزامن مع التظاهرات التي ينظمها معارضون ومؤيدون للرئيس محمد مرسي اليوم «أمس».
وفي محافظة بني سويف، قامت مروحيات حربية بعدة طلعات على ارتفاعات منخفضة عقب سماع إطلاق نار كثيف فجر أمس لم يعرف مصدره.
وحلقت 4 مروحيات كذلك ظهر أمس في سماء محافظة المنوفية على ارتفاع منخفض من اعتصام للمعارضين أمام ديوان عام المحافظة، حيث استقبلها المتظاهرون بهتافات «انزل ياسيسي.. مرسي مش رئيسي».
ونجحت قوات الحماية المدنية في إخماد حريق أشعله متظاهرون غاضبون في مقر حزب الحرية والعدالة بمدينة أبو حماد التابعة لمحافظة الشرقية مسقط رأس الرئيس المصري محمد مرسي.
وقطع محتجون طريقين على الأقل يؤديان الى الزقازيق عاصمة المحافظة. ويبذل مسؤولون بالشرطة جهودا لحثهم على فتح الطرق لعدم تعطيل مصالح المواطنين.
وفي طنطا بالغربية، قام العشرات من المتظاهرين والأهالي بقرية برما بمركز طنطا باقتحام مقر الحرية والعدالة بالقرية وإشعال النيران به بعد قيام الإخوان المسلمين بإطلاق النار على المتظاهرين، حسب شهود عيان.
من جهة أخرى، أكد مصدر رئاسي في تصريح صحافي أن مؤسسة الرئاسة شكلت غرفة عمليات بقصر القبة، بعيدا عن قصر الاتحادية، الذي يشهد تظاهرات للمعارضين لحكم الرئيس محمد مرسي.
وأكد بيان لمجلس الوزراء المصري أن هشام قنديل رئيس الحكومة تفقد فى وقت مبكر من صباح أمس محيط ميدان التحرير، حيث اطمأن على الأوضاع الأمنية وتفقد عدداً من نقاط التأمين الخاصة بالشرطة؛ والتى تهدف إلى حماية المتظاهرين السلميين، وضمان سير التظاهرات دون إخلال بالأمن العام.
وتوجه قنديل إلى محيط قصر الاتحادية حيث اطمأن على توافر إجراءات التأمين اللازمة لتوفير الحماية المزدوجة للمتظاهرين والمنشآت على السواء.
وتفقد عدداً من محطات توزيع الوقود للوقوف على سير العمل بتلك المحطات، والتأكد من توافر المواد البترولية.
وقال جهاد الحداد المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين في مصر إنه لابد من تغليب الديمقراطية في مصر لأنها هي الحل والخيار، موضحا أن هذه الديمقراطية تعني أن يكمل الرئيس مدته كي تدخل مصر عصر الديمقراطية الحقيقية وتبدأ مصر الجديدة.
واشعل متظاهرون معارضون للرئيس محمد مرسي النيران بمقر حزب الحرية والعدالة بني سويف بإلقاء عدد من زجاجات المولوتوف على مقر الحزب، مما أدى إلى اشتعال النيران في كل محتوياته.
وضبطت مباحث القاهرة شخصا يحمل كيسا وبداخله بندقيتان آليتان وأسلحة وذخائر متنوعة.
وأكد مصدر امني بمديرية أمن القاهرة أن الشرطة تمكنت من ضبط 143 بلطجيا ومسجلا خطرا فى الـ 24 ساعة الماضية لمنعهم من الاندساس وسط المتظاهرين.
وأخلت جماعة الإخوان بدمياط مقراتها وكذلك مقرات حزبها الحرية والعدالة على خلفية مظاهرات الأمس واحتمالية تعرضها لاعتداءات، فيما اكتفت بحماية المقر الرئيسي للجماعة بكورنيش النيل بمدينة دمياط بدروع بشرية فيما قامت باستبدال لافتات المقرات بعلم مصر.
وقطع المئات من أهالي قرية دفرة التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية في دلتا النيل طريق القاهرة الإسكندرية-الزراعي في الاتجاهين للمطالبة برحيل النظام وإسقاط الرئيس مرسي.
و قام الأهالي بقطع الطريق وإشعال النيران في إطارات السيارات ومنعوا مرور السيارات ورددوا هتافات «الشعب يريد إسقاط النظام» و«يسقط يسقط حكم المرشد».
وبدأت المنصة الرئيسية للمتظاهرين في ميدان الشهداء بوسط مدينة بروسعيد عملها، وردد المتظاهرون الهتافات التي تؤكد أن بورسعيد ترفض حكم جماعة الإخوان المسلمين وأنهم لم يستفيدوا من الثورة ولم يشعروا بتغير نظام مبارك الذي عانت خلاله المحافظة من عقود طويلة من الفقر والتهميش.
واعتلى المنصة أحد ضباط الشرطة المسؤولين عن تأمين التظاهرات وأكد أن الشرطة تعتذر لشعب بورسعيد عن أخطائها السابقة وأنها تعمل لمصلحة الشعب وستقف إلى جواره؛ وأكد ضابط الشرطة أن قوات تأمين الميدان تعمل بتنسيق كامل مع متطوعين من اللجان الشعبية لتأمين فعاليات التظاهر.
وتقوم عناصر من التيار الشعبي وأحزاب الوفد والتجمع العربي الناصري بتنظيم الدخول والخروج من الميدان وتفتيش الداخلين وفحص هوياتهم.
وأكدت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها أن ضباط الجوازات بمجمع التحرير تمكنوا من ضبط شخص وبحوزته مسدس تعود ملكيته للشرطة مبلغ بسرقته أثناء ثورة 25 يناير 2011 وتمت إحالة المتهم للنيابة للتحقيق.
وفي كفر الشيخ، قطع متظاهرون الطريق الدولي كفر الشيخ - بلطيم، ومنعوا مرور السيارات من الجانبين بعد أن أشعلوا إطارات السيارات ووضعوا المتاريس وأعلنوا عدم السماح للسيارات بالمرور طوال اليوم.
قام عدد كبير من المتظاهرين بمدينة سمنود بغلق مجلس المدينة بالجنازير منذ الصباح الباكر ومنعوا دخول الموظفين للمطالبة برحيل النظام وإسقاط جماعة الإخوان المسلمين.
ودعا عصام الحداد مساعد الرئيس المصري للعلاقات الدولية والتعاون الدولي المشاركين في الاحتجاجات السلمية أن يعزلوا أنفسهم بوضوح عن البلطجية الذين يستخدمونهم كغطاء وذلك مع توقع مزيد من الاحتجاجات في الأيام المقبلة.