
عواصم – «وكالات»: اتسعت أمس رقعة التحذيرات الأوروبية لواشنطن من الاستمرار بالتجسس على دولها،إذ طالبت باريس أمس واشنطن بتوضيح المزاعم التي أفادت بتجسس الولايات المتحدة على فرنسا وعدد من الدول الأوروبية وبالوقف الفوري لأي اعمال من هذا النوع.
ودعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الولايات المتحدة الى الوقف الفوري لأعمال التجسس على حلفائها.
من جهتها قالت مصادر في وزارة الخارجية الفرنسية ان فابيوس سيجري محادثات في وقت لاحق من أمس مع نظيره الامريكي جون كيري لمناقشة الخلاف المتزايد بشأن مزاعم تفيد بتجسس الولايات المتحدة على فرنسا وعدد من الدول والمؤسسات الأوروبية الأخرى.
وأضافت المصادر ان كيري طلب اجراء المكالمة الهاتفية مع فابيوس لشرح وتوضيح هذه المزاعم التي نشرتها مجلة «ديرشبيغل» الالمانية وصحيفة «الغارديان» البريطانية.
يذكر ان المجلة الالمانية اعلنت الاسبوع الماضي أن «وكالة الأمن القومي» الامريكية قامت بالتجسس بانتظام على وفود الاتحاد الأوروبي ومقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وزعمت التقارير ان وكالة الأمن القومي تجسست على مبنى مهم للاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية وذلك باستخدام مقرها في مجمع الناتو للقيام بذلك.
واضافت ان عمليات التجسس نفذت من قبل وكالة الأمن القومي ضد الاتحاد الأوروبي في واشنطن ونيويورك ويبدو أن الهدف كان لتحديد ما إذا كانت هناك خلافات سياسية بين الاعضاء الـ27 في الاتحاد حول اتفاقية التجارة الحرة التي يجري التفاوض بشأنها بين أوروبا والولايات المتحدة.
من جانبها قالت «الغارديان» إن لديها معلومات تشير الى ان الولايات المتحدة تجسست على 38 بلدا بما في ذلك حلفاء مقربون مثل فرنسا.
وانتقدت الحكومة الألمانية أمس قيام وكالة الامن القومي الامريكي «ان اس ايه» بالتنصت على ملايين المكالمات الهاتفية والرسائل الالكترونية من وإلى ألمانيا.
وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم المستشارة الألمانية انغيلا ميركل في مؤتمر صحافي في برلين «التنصت على الاصدقاء غير مقبول فنحن لم نعد في الحرب الباردة.»
وكان طالب الرئيس الالماني يواخيم غادوك أمس السلطات الامريكية بايضاح حقيقة مااثير حول تجسس وكالة الامن القومي الامريكي «ان اس ايه» على ممثليات الاتحاد الاوروبي الدبلوماسية في واشنطن والامم المتحدة وعلى ملايين المكالمات الهاتفية والرسائل الالكترونية من والى ألمانيا.
وأعرب الرئيس غاوك في أول رد رسمي على القضية التي تشغل الاوساط السياسية والاعلامية الألمانية في تصريح للقناة الثانية الالمانية «زي دي اف» عن قلقه من تداعيات القضية.
وتساءل عن أهمية الحريات في المجتمعات الديمقراطية والمحافظة على حقوق المواطنين وحقوق الحريات العامة والتي تحدث عنها مع نظيره الامريكي أخيراً اثناء زيارته لبرلين.
ومن جهتها قالت وزيرة العدل الألمانية سابينه لويتهويسر شنارنبيرغر ان تنصت السلطات الامنية الامريكية على مئات ملايين المكالمات الهاتفية والرسائل الالكترونية يشير الى «أن الاصدقاء في الولايات المتحدة يعتبرون الاوروبيين اعداء وهذا ما يفوق جميع تخيلاتنا».
على الصعيد ذاته طالبت الاحزاب المعارضة الاشتراكي الديمقراطي والخضر واليسار المستشارة الألمانية انغيلا ميركل ببحث الملف مع الحكومة الامريكية في أسرع وقت ممكن.