
عواصم- «وكالات»: فيما أعلنت وزارة الصحة المصرية أن الاشتباكات التي وقعت في محيط منطقة «رابعة العدوية» شرقي القاهرة أمس أسفرت عن مقتل 21 شخصا واصابة 177 آخرين حتى الان نفت وزارة الداخلية المصرية ما تردد عن استخدام قوات الأمن للأسلحة النارية في فض اشتباكات شهدها طريق النصر شرقي القاهرة بين متظاهري رابعة العدوية والأهالي في منطقة رمسيس وسط القاهرة.
وذكر رئيس الادارة المركزية للرعاية العاجلة والحرجة بوزارة الصحة الدكتور خالد الخطيب في تصريح للتلفزيون المصري أن جثث القتلى موجودة فى مشرحة «مستشفى التأمين الصحي»، مؤكدا وقوع ضحايا جراء طلقات خرطوش وأعيرة نارية.
ونفى الخطيب علمه بما زعمه مستشفى ميداني في ميدان رابعة العدوية حيث يعتصم مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في وقت سابق عن وقوع 75 قتيلا وقرابة الالف مصاب في ذات الاشتباكات التي شهدها طريق النصر في ساعة مبكرة من فجر أمس.
وأكد مصدر رفيع في وزارة الداخلية في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط ان قوات الامن لم تستخدم سوى قنابل الغاز المسيل للدموع لمحاولة تفريق المتظاهرين الذين تجمعوا واغلقوا طريق النصر بعد تعديهم على قوات الأمن بالحجارة والخرطوش.
واكد المصدر ان الأمن لم يستخدم أي أسلحة نارية في التعامل مع متظاهري رابعة العدوية مؤكدا عدم تسليح القوات بأي أنواع من الأسلحة سوى قنابل الغاز المسيل للدموع.
وأشار الى أن الاشتباكات أسفرت عن اصابة ثمانية من رجال الشرطة شملوا ثلاثة ضباط ومجندين اثنين بطلقات خرطوش بالوجه وأماكن متفرقة في الجسم الى جانب اصابة ضابط ومجندين اثنين بجروح قطعية وكدمات.
ذكرت وزارة الداخلية المصرية أمس ان جموع الشعب المصري خرجت أمس في مختلف الميادين معبرة عن طيب المعدن الاصيل وصدرت للعالم أجمع رغبة الشعب ورؤيته الرافضة للعنف والارهاب وإشاعة الفوضى في البلاد.
وقال المتحدث باسم الداخلية اللواء هاني عبداللطيف في بيان صحافي ان «جماعة الاخوان أبت ان يمر ذلك اليوم في سلام وسعوا إلى الافساد في عدد من المحافظات».
وأوضح ان «أبرز ما حدث من مواجهات في واقعتين إحداهما بالقاهرة والاخرى بالاسكندرية حيث اشتبكت مجموعة من جماعة الاخوان وأهالي مدينة الاسكندرية» مشيرا إلى ان قوات الشرطة تمكنت من الفصل بين الطرفين في إطار من الحرص على سلامة الجميع.
وبين أن تلك المواجهات أسفرت عن مقتل 10 من الاهالي وإصابة العديد بينهم عدد من رجال الشرطة مؤكدا أن القوات حالت دون سقوط أعداد أكبر من القتلى في ظل الحشود الكبيرة التي تجمعت وطبيعة المنطقة السكنية التي شهدت تلك الواقعة.
وذكر أن الواقعة الاخرى في محافظة القاهرة حيث تحركت مسيرة من منطقة رابعة العدوية في مدينة نصر إلى مطلع كوبري اكتوبر لقطع الطريق وتعطيل الحركة المرورية حيث قاموا باشعال الاطارات بكثافة والاشتباك مع أهالي منطقة منشأة ناصر مما أسفر عن مقتل 21 مواطنا وإصابة آخرين.
وأوضح اللواء هاني أن قوات الامن التي انتقلت للفصل بين الجانبين والحيلولة دون غلق الكوبري قامت باستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريقهم وتم ابعادهم وإعادة حركة المرور مؤكدا ان كافة القوات المكلفة بحفظ الامن في كافة الفعاليات ومواجهة أحداث الشغب لم يتجاوز تسليحها الغاز المسيل للدموع.
وجدد المتحدث باسم وزارة الداخلية تأكيد الوزارة الاضطلاع بمسؤوليتها محذرا من مغبة الانسياق وراء دعوات الخروج عن الاطر السلمية للتظاهر والتعبير عن الرأي.
وأعربت الحكومة البريطانية أمس عن قلقها العميق مما يجري من أحداث في مصر داعية جميع الأطراف إلى نبذ العنف والتمسك بلغة الحوار وسلمية المظاهرات.
ودعا وزير الخارجية وليام هيغ في بيان السلطات المصرية والقيادات الوطنية إلى تحمل مسؤولياتها في تهدئة الأوضاع وتخفيف حدة الاحتقان في الشارع المصري.وأعرب عن إدانته لكافة أشكال العنف وتوالي سقوط القتلى والجرحى مشددا على ان الوقت الآن وقت الحوار والتهدئة وليس وقتا للعنف والمواجهات.
وحث هيغ السلطات المصرية على ضمان أمن المظاهرات والامتناع عن استخدام القوة المفرطة ضدها بما يكفل للمواطنين المصريين حق التظاهر السلمي.
كما طالب السلطات بضرورة إطلاق سراح جميع المعتقلين عقب أحداث عزل الرئيس السابق مطلع الشهر الجاري مضيفا ان محاكمتهم يجب ان تتم وفقا للقانون وبناء على تهم واضحة تكون خالية من أية شبهات أو أغراض سياسية.
وشدد هيغ على ان الازمة الحالية في مصر تحتاج إلى مسار سياسي يضمن فرصا متكافئة لجميع الأطراف ومن ثمة تنظيم انتخابات مسبقة وحرة تشارك فيها كل الأحزاب والتنظيمات.
وأعربت الحكومة الفرنسية أمس عن أسفها لارتفاع عدد ضحايا أعمال العنف من قتلى وجرحى في الاشتباكات التي وقعت أمس ما بين قوات الامن المصرية ومؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي.
وقال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية فيليب لاليو في بيان صحافي ان باريس دعت جميع أطراف الأزمة السياسية في مصر إلى ضبط النفس وعمل أي شيء من أجل تفادي التصعيد في أعمال العنف على الأرض.
وحثت الحكومة الفرنسية كافة الأطراف إلى تقديم بعض التنازلات من أجل الوصول إلى حل سياسي تجرى من خلاله الانتخابات في أقرب وقت ممكن تماشيا مع الالتزامات التي تعهدت بها السلطة الانتقالية في مصر.
يذكر ان نحو 80 شخصا لقوا حتفهم وأصيب المئات في المواجهات التي دارت بين قوات الامن ومؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي أمس الجمعة في القاهرة والاسكندرية.
وتلقى الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور رسالة أمس من الرئيس الأمريكي باراك أوباما أكد فيها التزام واشنطن بمساعدة الشعب المصري على «تحقيق الأهداف الديمقراطية التي قامت من أجلها ثورته».
وذكر بيان للرئاسة المصرية أن أوباما تقدم في رسالته بالتهنئة بالنيابة عن الشعب والحكومة الأمريكية بذكرى ثورة 23 يوليو مؤكدا ان الولايات المتحدة ستظل شريكا قويا للشعب المصري في سعيه لتحديد مسار بلاده نحو المستقبل.
وقال أوباما في رسالته ان «هذه اللحظة تمثل تحديا كبيرا وتبشر بنجاح الشعب المصري الذي أتيحت له فرصة ثانية في غاية الأهمية لوضع عملية الانتقال عقب الثورة على مسار النجاح ونأمل أن تمثل أيضا فرصة لاقامة نظام سياسي مدني يتسم بالديمقراطية والشفافية والتسامح وعدم الاقصاء ويحترم حقوق جميع المصريين».
وأعرب عن أمله في أن يغتنم القادة في مصر هذه الفرصة لانعاش اقتصاد البلاد وتلبية احتياجات الشعب المصري مشددا على أهمية تجنب العنف والتحريض من أجل بناء دولة مصرية تتمتع بمزيد من القوة والديمقراطية والرخاء.