
واشنطن – «وكالات»: لفتت التحركات الدبلوماسية الأخيرة التي تقوم بها الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، وتحذيراتها لرعاياها في العديد من الدول العربية، وإغلاقها لعدد من سفاراتها في بعض تلك الدول، أنظار الكثير من المراقبين الذين نظر بعضهم إليها على أنها تأتي في إطار الإستراتيجية الأميركية لتوجيه مقدرات المنطقة الوجهة التي تحقق أهدافها، أو على الأقل لا تضر بمصالحها.
في هذا الإطار ترأست مستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض سوزان رايس أمس الأول السبت اجتماعا أمنيا رفيع المستوى، خصص للبحث في خطر الاعتداءات الإرهابية التي قد يشنها تنظيم القاعدة، بعد ورود معلومات استخبارية تحذر من احتمال تعرض مصالح أمريكية وغربية لهجمات، ما استدعى إغلاق سفارات أمريكية وغربية في عواصم عربية وإسلامية عديدة.
وقالت الرئاسة الأميركية في بيان إن الاجتماع الذي عقد في البيت الأبيض برئاسة رايس حضره وزراء الخارجية جون كيري والدفاع تشاك هيغل والأمن الداخلي جانيت نابوليتانو.
كما حضر الاجتماع مديرو وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي أيه» ومكتب التحقيقات الفيدرالية «إف بي آي» ووكالة الأمن القومي «إن إس إيه»، إضافة إلى السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة.
ولم يشارك الرئيس باراك أوباما في هذا الاجتماع الذي عقد «من أجل البحث بشكل أكثر عمقا في الوضع والإجراءات المكملة»، غير أنه تم لاحقا إطلاع الرئيس على ما دار في الاجتماع.
وكان أوباما قد أمر فريقه لشؤون الأمن القومي باتخاذ «كل الإجراءات اللازمة لحماية الأميركيين» من خطر هجمات قد يشنها تنظيم القاعدة في أغسطس، ولا سيما في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
مراقبون سياسيون تساءلوا عن سر هذا الاستنفار الذي تقوم به الولايات المتحدة، تحسبا مما تعتبره «مخاطر إرهابية»، خصوصا من جانب تنظيم القاعدة، على الرغم من أن تهديدات القاعدة لم تتوقف، وليس فيها جديد، غبر أن بعض المراقبين ربط بين هذه التحركات الأمريكية وما يجري في المنطقة حاليا من حراك سياسي وجماهيري، يكاد يتحول إلى نوع من الصدام المسلح في مصر وتونس وغيرها من المناطق.
واعتبر هؤلاء أن الولايات المتحدة بصدد تنفيذ سيناريوهات معين لتحقيق أهدافها السياسية في المنطقة، حتى لا تفاجئها الأحداث بما ليس في حسبانها، كما حدث في الهجوم الذي تعرضت له في 11 سبتمبر، وكذلك عقب انفجار ثورات الربيع العربي والتي شكل بعضها تهديدا للمصالح الأمريكية في المنطقة.