
القاهرة – «وكالات»: عقد رئيس الجمهورية المصري المؤقت المستشار عدلي منصور ، اجتماعا أمس الثلاثاء لمجلس المحافظين، بتشكيله الجديد، بعد أدائه اليمين الدستورية ، بمقر رئاسة الجمهورية، بمصر الجديدة، حيث كلفه بعدد من المهام خلال الفترة المقبلة، وفي مقدمتها الارتقاء بالخدمات وتوفير السلع الأساسية بأسعار مناسبة وتحقيق الأمن في الشارع.
في السياق نفسه قال المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية أحمد المسلماني أن الرئيس عدلي منصور أكد للمحافظين في بداية الاجتماع ، أن الدولة قوية وهيبتها مصونة، ولن يُسمح بكسرها أو الخروج عليها.
وطالب الرئيس منصور المحافظين بالبحث عن حلول ابتكارية لتسهيل الحياة، ومنح دور كبير للمجتمع المدني.
وكان 25 محافظًا، بينهم 7 قدامى و18 جددا قد أدوا اليمين الدستورية أمام الرئيس منصور في قصر الاتحادية أمس ، وذلك باستثناء محافظي المنوفية والبحر الأحمر، اللذين لم تتم تسميتهما نظرًا لوجود خلافات حولهما في الساعات الأخيرة قبل إصدار قرار الحركة.
وقد تم اختيار 11 محافظا ذوي خلفية عسكرية ضمن الحركة، فيما استمر 7 محافظين هم كل من : د.علي عبدالرحمن للجيزة، اللواء خالد فودة لجنوب سيناء ، اللواء عبدالفتاح حرحور لشمال سيناء، اللواء بدر طنطاوي لمرسى مطروح، اللواء محمود خليفة للوادي الجديد، واللواء سماح قنديل لبورسعيد ، بينما بقي اللواء طارق المهدي محافظا، لكنه انتقل من البحر الأحمر إلى الإسكندرية، وذلك بعدما ثار جدل بين القوى السياسية والشعبية في الإسكندرية حول الاسم الذي كان مرشحا لمنصب المحافظ وهو المهندس محمود نظيم، وكيل أول وزارة البترول سابقا.
كما تحقق اختيار كل من المهندس جلال السعيد، وزير النقل الأسبق محافظًا للقاهرة، واللواء إبراهيم حماد محافظًا لأسيوط ، والمستشار عزت عجوة رئيس نادي قضاة الإسكندرية محافظًا لكفر الشيخ ، والمستشار مجدي البتيتي القاضي بمحكمة استئناف القاهرة محافظًا لبني سويف.
وتم تعيين اللواء طارق سعد الدين رئيس هيئة التنمية السياحية سابقًا محافظًا للأقصر، واللواء عمر الشوادفي رئيس جهاز أراضي الدولة سابقًا محافظًا للدقهلية، واللواء أحمد بهاء الدين القصاص محافظاً للإسماعيلية، واللواء محمود عثمان عتيق محافظًا لسوهاج ، والدكتور سيد عبدالعزيز أستاذ التخطيط بمعهد التخطيط القومي، محافظًا للشرقية.
وكذلك، تم تعيين اللواء محمد منصور محافظًا لدمياط، واللواء مصطفى يسري محافظًا لأسوان، والمهندس محمد عبدالظاهر محافظًا للقليوبية، والدكتور محمد عبدالنعيم محافظًا للغربية، واللواء صلاح زيادة للمنيا، واللواء عبدالحميد الهجان لقنا، والدكتور حازم عطية الله للفيوم، واللواء مصطفى هدهود للبحيرة، واللواء العربي السروي للسويس.
ومن المقرر أن يتم اختيار محافظاً للبحر الأحمر بدلًا من اللواء طارق المهدي، ومحافظاً للمنوفية، بعد اعتذار كل من المستشار أشرف هلال، والنائب السابق بمجلس الشعب ياسر الهضيبي، خلال أيام.
وشملت الحركة تعيين أحمد ضيف صقر، نائبًا لمحافظ القاهرة للمنطقة الشمالية، وأحمد تيمور شوقي، نائبًا لمحافظ القاهرة للمنطقة الشرقية، وبدر حسام الدين طاهر، نائبًا لمحافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، ومحمد أيمن عبدالتواب، نائبًا لمحافظ القاهرة للمنطقة الغربية.
وتم تعيين محمود عبدالرحمن عفيفي، نائبًا لمحافظ الجيزة للأحياء، وأسامة حسن مصطفى شمعة، نائبًا لمحافظ الجيزة للمراكز والمدن، ونادية عبده، نائبًا لمحافظ البحيرة، واللواء سامي سيدهم، مساعد وزير الداخلية للأمن العام، نائبًا لمحافظ الشرقية، وإيهاب العتال، نائبًا لمحافظ شمال سيناء.
من جهة أخرى أكد عدد من أنصار مرسي المعتصمين برابعة العدوية، أن اعتصامهم وسيلة لتحقيق أهدافهم وليس غاية في حد ذاته، مشيرين إلى أن عملية فضه بالقوة لن تجدي نفعًا وسيعاودون معها الاعتصام في أكثر من ميدان.
وأضاف رابح نعمة الله، مدرس اللغة العربية القادم من محافظة الشرقية، للاعتصام بميدان رابعة العدوية، أن فض الاعتصام لن يجدي شيئًا، بل سيؤدي إلى انهيار الانقلابيين في أسرع وقت، وسيكون هناك رد فعل عنيف إذا حدث، منها احتلال ميدان التحرير ومحاصرة مجلس الوزراء، ومستعدون للتضحية بأنفسنا».
وأكد رابح، الرجل الخمسيني، الذي حضر إلى مقر الاعتصام منذ بدايته نهاية الشهر قبل الماضي مستقلًا ونجله وعدد من الأصدقاء، خيمة نصبها بالقرب من تقاطع شارعي الطيران والنصر، أنه مستمر في الميدان حتى ينتهي ما أسماه «الانقلاب» وتعود «الديمقراطيـة والشرعية التي سرقت منا، مؤكدًا أننا مستمرون لحين عودة الرئيس الشرعي وعودة الدستور والشورى والشرعية ومحاكمة هؤلاء القتلة الذين قتلوا المصريين في صلاة الفجر».
وأشار إلى أن كل الأدوات التي يحتمون بها داخل الميدان هي الشوم والعصي وطفايات الحريق ومياه مضاف إليها خميرة وصودا لمواجهة الغازات المسيلة للدموع.
وعلى مقربة منهما، كان يجلس إبراهيم محمد، الذي يعمل بأحد مراكز الشباب بمحافظة الشرقية، مشيرًا في بداية حديثه إلى أنه لا ينتمي إلى جماعة الإخوان، وأنه جاء للانضمام إلى المعتصمين برابعة العدوية – في منتصف شهر رمضان – بعدما شعر أن كل حقوقه ضاعت بجرة قلم، حسبما قال، مضيفًا «مجلس الشعب والشورى والرئاسة والدستور بعد ما وقِفنا بالساعات في الشمس علشان نصوّت عليهم، في الآخر ييجي السيسي يدوس عليهم بالبيادة»، مؤكدًا أن ما يحدث «حرب على الإسلام».
وتابع إبراهيم، الذي ارتدى جلبابه الفلاحي، في لهجة يائسة، «ماحدش يفتكر إن قعدتنا في الشارع في عز الشمس نهارًا وفي البرد ليلًا عجبانا».
وقبل نهاية مقر الاعتصام من ناحية تقاطع طريق النصر بشارع يوسف عباس بأمتار، جلس محمد رزق، داخل خيمة كبيـرة كُتب على واجهته عبارة «مركز توثيق أحداث الثورة»، يتحدث الشاب الثلاثينـي لـ»الشروق» عن أنباء فض الاعتصام بشيء من عدم الاهتمام، قائلًا : «فض الاعتصام لا يُشغل بالنا من الأساس، كل ما يشغلنا هو كسر الانقلاب؛ فالاعتصام بالنسبة إلينا هو وسيلة لهدف نريد تحقيقه وليس غاية في حد ذاته».