
القاهرة – «وكالات»: بعد عامين ونيف قضاها الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك خلف القضبان ، أصدر نائب الحاكم العسكري في مصر أمراً بوضعه تحت الإقامة الجبرية، بعد قرار المحكمة بإخلاء سبيله. ولن تطعن النيابة العامة في قرار المحكمة إخلاء سبيل مبارك، بحسب ما أعلنت، إلا أن مصادر قضائية تؤكد أن إخلاء سبيل مبارك لا يعني براءته ، وسيظل على قوائم الممنوعين من السفر، وسيستمر التحفـظ على أمواله وأموال أسرته.
وفي هذا السياق، أفادت مراسلة «العربية» من أمام سجن طرة بأنه بعد قرار الافراج عن مبارك تبقى خطوة قضائية واحدة وأخيرة وهي إصدار قرار من النيابة العامة بصحة الإفراج، وهذا يأتي بعد فحص كل القضايا التي كانت مرفوعة ضده، وما إذا كان هناك قضايا أخرى موجهة ضده تحول دون الإفراج عنه.
وأشارت إلى أنه سيتم نقل مبارك بطائرة عسكرية إلى المكان الذي ستحدد فيه إقامته الجبرية طبقاً لقرار نائب الحاكم العسكري وهو رئيس الوزراء حازم الببلاوي.
وهكذا عقب 28 شهراً قضاها في السجن، يعود مبارك إلى منزله بعد أن أخلي سبيله في قضايا عدة، كان آخرها قضية «هدايا الأهرام» بعد أن تصالح ورد أموال الهدايا إلى الدولة. وتعد هذه الحلقة الأخيرة في سلسلة المحاكمات المتهم فيها مبارك، وهي الكسب غير المشروع، وقصور الرئاسة.
وتبقى قضية قتل المتظاهرين التي قُبل فيها النقض المقدم من الرئيس الأسبق. ويرى العديد من الخبراء القانونيين أنه يصعب صدور حكم ضد مبارك في هذه القضية. وبحسب المحامي فايز ملك جورج فإنه «يصعب إثبات قتل المتظاهرين خاصة في ضوء شهادة رئيس المخابرات السابق عمر سليمان، والمشير طنطاوي في حينه، اللذين أكدا عدم صدور تعليمات مباشرة من مبارك بإطلاق النار على المتظاهرين».
في المقابل، تباينت ردود الأفعال حول هذا القرار في ظل أجواء مشحونة تعيشها البلاد ، فجماعة الإخوان المسلمين وعلى لسان القيادي محمد البلتاجي وصفت ما حدث بأنه يثبت أن النظام العسكري أسفر عن وجهه القبيح. في حين استنكرت بعض القوى الثورية توقيت القرار ورأَوا أنه يخذل مطالب الثورة. إلى ذلك أفادت مراسلة «العربية» بأنه من المتوقع تنظيم وقفة احتجاجية على كورنيش النيل القريب من سجن طرة، من قبل ناشطين اعتراضاً على الإفراج عن مبارك.
ويبقى الأكيد أن الرئيس الأسبق سيستفيد من المناخ العام السائد في الشارع المصري ضد الإخوان ، وقبولهم لفكرة أن أحداث العنف التي شهدتها مصر منذ اندلاع ثورة يناير من تدبير الجماعة.
وفي ظل الانقسام الذي يشهده المجتمع المصري، ورغم ترحيب البعض بالقرار، يرى كثيرون في خروج مبارك من السجن في الوقت الذي يعتقل رموز الإخوان كثيراً من السخرية وعودة إلى مرحلة ما قبل الخام قررت نيابة شرق القاهرة حبس الداعية الموالي للإخوان المسلمين صفوت حجازي لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيق، في اتهامه بالتحريض على ارتكاب أعمال عنف.
وقالت مصادر قضائية إن حجازي نفى في التحقيقات انتماءه لجماعة الإخوان المسلمين. وكانت السلطات المصرية ألقت القبض على حجازي فجر أمس الأول قبل مدخل واحة سيوة بمرسى مطروح في كمين نصبته القوات المسلحة.
وبحسب ما علمت «العربية» فإن حجازي وخلال التحقيق معه قال: «لا يمكن أصدق أن هناك مسلما يعمل كده في مصر... ولا يمكن أن أوافق على ذلك»، وأكد: «عمري ما كفرت حد ولا فسقت حد.. والتكفير ليس من منهجي، والمرة الوحيدة التي كفرت فيها حد كانت لواحد أساء للسيدة عائشة في سنة 2004 أو 2005».
وأقسم حجازي أنه لا ينتمي إلى الإخوان، وطلب عدم الإعلان عن اعتقاله: «لي أتباع ولي مشاهدين... لا تعلنوا لحد ما نتكلم... أنا ممكن أعمل الكثير لمصر».
ورداً على سؤال حول رأيه في الإخوان، أجاب «خروجي من مصر كان وقفة لإعادة التفكير في كل حاجة... ولو الزمن رجع للوراء، لا يمكن أن أقف جنب الإخوان... مش علشان إنهم إرهابيين أو بتوع دم، إنما علشان هما مبيعرفوش يشتغلوا، ولا يعرفوا يعملوا الحاجة الصح».
ونفى حجازي أن يكون موافقاً على أعمال مرسي قائلاً: «نسبة اتفاقي على أعماله لا تتجاوز 30%، ونسبة اختلافي معه فوق 70%... وبعت له رسالة قبل مؤتمر نصرة سوريا اقترحت عليه حل أزمة 30/6 المرتقبة وقلت له اعمل».
وأضاف: «لست ضد قرار عزل محمد مرسي أو محاكمته... ومفيش بشر فوق المحاكمة».وعزا حجازي سبب تغير موقفه من الإخوان إلى ممارساتهم خلال عام الحكم.
واعترف أنه أشد الناس كرهاً للشيخ القرضاوي ، وأنه لم يكن يعلم بمخططات الإخوان للعنف، وأنه كان يدعو دائماً للسلمية ، وأنه لم يكن يعلم بوجود أسلحة باعتصام رابعة العدوية، قائلا: «أقسم بالله العظيم، أقسم بالله العظيم، أقسم بالله العظيم لو أعلم أن برابعة سكينة طعام بلاستيك واحدة لتركت الميدان فوراً».
من جهة أخرى ألقت قوات الأمن المصرية القبض على أحمد عارف المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين فجر أمس الخميس، وذلك بإحدى الشقق السكنية بمدينة نصر. وأشار مصدر أمني، إلى إنه تم إلقاء القبض على عارف بعد ورود معلومات إلى أجهزة الأمن حول اختبائه في شقة والد زوجته بشارع البطراوي بشارع عباس العقاد في مدينة نصر.
ووجه وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، بسرعة ضبط عارف حيث قامت مأمورية من وحدة مباحث قسم مدينة نصر أول بمداهمة الشقة المذكورة وإلقاء القبض على المتهم. وقد تم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة تجاه المذكور، وإخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيق.
يأتي هذا ضمن سلسلة القاء القبض على عدد من القيادات الاخوانية، لتورطهم في أمور تمس أمن الدولة، بدأت مع القاء القبض على المرشد محم لقى اثنان من مجندي القوات المسلحة مصرعهما وأصيب ضابط ومجند، في هجوم مسلح استهدف سيارة للجيش بطريق الإسماعيلية بورسعيد الصحراوي، ظهر اليوم الخميس.
وقالت المصادر الأمنية إن مسلحين ملثمين أطلقوا الأعيرة النارية على السيارة عند منطقة مفارق أبو خليفة، وفروا هاربين مما أسفر عن مصرع مجندين في الحال، وإصابة ضابط برتبة رائد يدعى فؤاد البنداري بطلق ناري في الصدر، ومجند بطلق ناري في الرأس، وتم نقلهما للمستشفى العام في حالة حرجة.
يذكر أن المنطقة ذاتها شهدت صباح الجمعة الماضي، استشهاد العميد طه زكي، قائد تأمين كوبري السلام بالإسماعيلية، في هجوم مسلح على سيارة شرطة.