
> أربع مدمرات أمريكية في «المتوسط» تؤازرها حاملتا طائرات ومجموعتان من السفن القتالية بمياه الخليج
> بريطانيا لديها سفن بحرية مزودة بصواريخ «كروز» وبإمكان سلاح الجو التابع لها استخدام قاعدة «أكروتيري» في قبرص
> فرنسا جهزت غواصات هجومية وفرقاطات حاملة للمروحيات وصواريخ عابرة وطائرات «ميراج 2000» في جيبوتي
> فريق التفتيش يغادر دمشق غداً .. وكي مون بحث تداعيات «الكيماوي» مع أوباما
عواصم – «وكالات»: تواصل دول غربية عدة استعداداتها العسكرية وتحركاتها تمهيداً لضربة عسكرية محتملة على سوريا، رداً على هجوم كيماوي مفترض في هذا البلد.
ويبدو أن الاستعدادات العسكرية شبه مكتملة لدى الدول الغربية ، ولم يعد هناك سوى انتهاء العد العكسي لتوجيه الضربة العسكرية ضد النظام السوري.
وارتسمت بشكل شبه نهائي ملامح التحالف الدولي الذي سيشن العملية ، ويضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في مرحلة أولية قبل أن تلتحق بها دول أخرى.
وتملك الدول الرئيسية الثلاث في التحالف وسائل عسكرية جوية وبحرية مهمة في المنطقة ، فالولايات المتحدة تملك أربع مدمرات في البحر المتوسط هي: يو إس إس ماهان ، ومدمرة الطائرات راماج ، والمدمرة باري ، والمدمرة يو إس إس غرايفلي، وهي مجهزة بصواريخ «توماهوك».
وهناك حاملتا طائرات ومجموعتان من السفن القتالية في مياه الخليج ، أما في شمال المحيط الهندي فتجوب المياه حاملة الطائرات «يو إس إس هاري ترومان» ترافقها مجموعة سفن قتالية .
أما بريطانيا فلديها قوات في البحر المتوسط مزودة بصواريخ «كروز»، ما يشكل أكبر مساهمة لها في العملية بحسب خبراء ، كما يمكن لسلاح الجو الملكي البريطاني استخدام قاعدة «أكروتيري» العسكرية البريطانية في قبرص .
وتملك فرنسا في البحر المتوسط غواصات هجومية وفرقاطات حاملة للمروحيات. كما تمتلك التجهيزات الفرنسية صواريخ عابرة مثل صواريخ «سكالب» يمكن إطلاقها من الطائرات، كما تنشر باريس أيضا طائرات «ميراج 2000» في جيبوتي ، وطائرات «رافال» في أبوظبي. ويمكن لهذا التحالف الاعتماد على قاعدتي «أزمير» و«إنجرليك» في تركيا.
كما تجثم مقاتلات أميركية من طراز «إف 16» في الأردن.
ويبدو الخيار الأكثر تداولاً هو أن يقوم التحالف بتنفيذ هجمات محددة بواسطة صواريخ تطلق من البحر على مستودعات ذخيرة أو بنى تحتية استراتيجية للجيش السوري.
في سياق متصل تراجعت الحكومة البريطانية عن خططها لإجراء تصويت سريع بالبرلمان على التدخل في سوريا، لكن أعضاء البرلمان سيناقشون - من ناحية المبدأ - مقترح اتخاذ إجراء عسكري.
وينص مقترح بمجلس العموم بإجراء تصويت نهائي عقب انتهاء مفتشي الأمم المتحدة من تقريرهم بشأن الهجوم الكيماوي المحتمل في ريف دمشق.
وكان حزب العمال قد هدد بسحب دعمه للخطط الحكومية إذا لم يتم الانتظار حتى رفع نتائج تحقيق المفتشين لمجلس الأمن، فيما أكد وزير الخارجية وليام هيغ على ضرورة أن يكون أي تحرك «على أساس توافقي».
وقال هيغ: «المقترح الذي نطرحه غدا يعكس اعتراف رئيس الوزراء بالقلق البالغ في هذه الدولة بشأن ما حدث في العراق.»
وكانت بريطانيا قد طرحت على الأمم المتحدة مسودة قرار يسمح بـ»إجراءات ضرورية» لحماية المدنيين السوريين.
كما قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الأول إن واشنطن متأكدة من أن الحكومة السورية مسؤولة عن الهجوم الكيماوي، لكنه أوضح أنه لم يتخذ قرارا بعد بخصوص توجيه ضربة عسكرية ضدها.
وذكر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن المفتشين في حاجة إلى أربعة أيام أخرى للانتهاء من تحقيقهم في الحادث، وهو ما يعني أنه لن يتسن التصويت في البرلمان البريطاني قبل مطلع الأسبوع المقبل على الأقل.
وينص مقترح الحكومة الذي قدمته للبرلمان على أن «هذا المجلس يدين استخدام حكومة الرئيس السوري بشار الأسد للأسلحة الكيماوية». ويوضح أن الرد على ذلك «قد يتضمن – إذا اقتضت الحاجة – إجراء عسكريا قانونيا ومتناسبا يركز على إنقاذ الأرواح من خلال منع أي استخدام آخر للأسلحة الكيماوية في سوريا.» ويتهم المقترح أيضا الأمم المتحدة بـ»العجز» عن التعامل مع الأزمة السورية. وينص المقترح أيضا على «إجراء تصويت آخر في مجلس العموم قبل أي تورط بريطاني مباشر في أي إجراء».
ويقول مراسل بي بي سي للشؤون السياسية إن الحكومة اضطرت للتراجع بعد إصرار حزب العمال على إرجاء أي عمل عسكري للسماح بالأمم المتحدة بالاستمرار في عملها.
وأشار وزير الخارجية إلى أن الولايات المتحدة قد تشن ضربات ضد أهداف في سوريا من دون مشاركة بريطانيا.
من جهة أخرى قال ناشط بالمعارضة السورية إن مركبات مدرعة وشاحنات تقل جنوداً من قوات الحكومة شوهدت أمس الأول الأربعاء وهي تغادر منطقة مطار دمشق الدولي، التي يوجد بها ثلاث قواعد للجيش متجهة نحو بلدة حران العواميد القريبة.
وأضاف الناشط مأمون الغوطاني متحدثاً بالهاتف من المنطقة أن الأنوار أطفئت في المطار.
وفي وقت سابق قال سكان ومصادر بالمعارضة السورية إن قوات الرئيس بشار الأسد نقلت فيما يبدو أغلب الأفراد من مقار قيادة الجيش والأمن في وسط دمشق استعدادا لضربة عسكرية غربية.
ويبدو من شبه المؤكد تنفيذ ضربات صاروخية أو جوية بقيادة أمريكية بعدما ألقت الولايات المتحدة وحلفاء لها في أوروبا والشرق الأوسط بالمسؤولية على قوات الأسد عن هجوم يشتبه أنه بالغاز السام قتل المئات في المدينة في 21 أغسطس .
وقال أحد المصادر إن وحدات الجيش المتمركزة قرب العاصمة صادرت العديد من الشاحنات لاستخدامها فيما يبدو في نقل أسلحة ثقيلة لمواقع بديلة، رغم أنه لم ترد تقارير عن تحرك كبير لمعدات عسكرية فيما قد يرجع إلى قتال عنيف قرب الطرق السريعة الرئيسية.
وقال سكان بالمنطقة ومصدر من مقاتلي الجيش السوري الحر المعارض إن من بين المباني التي أخليت جزئيا مبنى القيادة العامة للأركان في ساحة الأمويين ومبنى قيادة القوات الجوية القريب والمجمعات الأمنية في حي كفر سوسة الغربي.
ومن ناحية أخرى قال نشطاء معارضون في مدينة اللاذقية على ساحل البحر المتوسط إن بضع قطع حربية للبحرية السورية رست إلى جوار سفن تجارية على أرصفة مخصصة لحركة السفن المدنية في تحرك يهدف فيما يبدو إلى تقليل احتمالات التعرف عليها وضربها.
إلى ذلك أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الخميس أن فريق المفتشين الدوليين، الذي يحقق في هجوم مفترض بالأسلحة الكيماوية في سوريا سيواصل تحقيقاته حتى غد، وإنه يعتزم مغادرة البلاد صباح السبت.
وقال بان، الذي يزور فيينا حالياً، إنه تحدث إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الأول الأربعاء حول الوضع في سوريا.
وأضاف للصحافيين أن فريق التفتيش «سيواصل أنشطة التحقيق حتى اليوم الجمعة وسيغادر سوريا صباح غد السبت وسيرفع تقريره إلي».
هذا وخرج محققو الأمم المتحدة حول الأسلحة الكيماوية أمس مجدداً من فندقهم في دمشق لمواصلة مهمتهم المتعلقة بـ»الهجوم الكيماوي» المفترض في ريف دمشق، الذي يتهم النظام بتنفيذه الأسبوع الماضي متسبباً بمقتل مئات الأشخاص.
وشاهد مصور وكالة «فرانس برس» المحققين يخرجون من فندق «فور سيزنز» وينطلقون في موكب من ست سيارات تحمل شعار الأمم المتحدة إلى جهة لم تحدد.
وقال نشطاء إن الفريق وصل إلى ضاحية دوما الشرقية وسيفحص المواقع التي يقول نشطاء إن صواريخ محملة بأسلحة كيماوية سقطت عليها. وأضافوا أن الفريق سيجري أيضاً مزيداً من التحاليل والمقابلات مع المصابين.