
ارتفع عدد قتلى الزلزال الذي هز إقليم بلوشستان جنوبي غرب باكستان أمس الأول إلى أكثر من 330 قتيلا.
وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكي إن الزلزال بلغت شدته 7.7 درجات على مقياس ريختر ووقع في حوالي الرابعة مساء بالتوقيت المحلي على عمق يصل إلى 20 كيلومترا ومسافة 66 كيلومترا شمال شرق بلوشستان.
وانهارت آلاف المنازل في المنطقة وترك آلاف الأشخاص منازلهم خوفا من وقوع ارتدادات قوية عقب الزلزال.
وقال أحد الأطباء الميدانيين لبي بي سي إن هناك نقصا كبيرا في الخيام ومياه الشرب والمستلزمات الطبية لكنهم يعملون بالإمكانات المتاحة لمساعدة آلاف المواطنين الذين باتوا ليلتهم في العراء.
وعقب الزلزال، تشكلت جزيرة صغيرة في الساحل الجنوبي للبلاد، بسبب اندفاع الأرض.وتجمع سكان المنطقة المحيطة لمشاهدة الجزيرة الجديدة بالقرب من ميناء جوادر.
ودفع الجيش الباكستاني بقوات وطائرات مروحية إلى منطقة أوران حيث يوجد مركز الزلزال في الإقليم المتضرر لكن وعورة المنطقة عرقلت عمليات الإغاثة.
ويعد أقليم بلوشستان أكبر المناطق الباكستانية من حيث المساحة لكنه أقلها من حيث عدد السكان وهو من المناطق الأكثر عرضة للزلازل.
وكان الزلزال من القوة حتى أن سكان مدينة كراتشي وحيدرأباد والعاصمة الهندية نيودلهي شعروا به. وتهدمت قرى بالكامل معظمها في المناطق الفقيرة التي تبنى منازلها بالطين. وأكد جان بيلودي الناطق باسم حكومة الأقليم مقتل نحو 208 أشخاص في مدينة اوران والقرى المحيطة، مضيفا أن عدد الجرحى بلغ نحو 340 على الأقل. وقال «نعاني من نقص شديد في الإمدادات الطبية ولايوجد مكان بالمستشفيات لعلاج الجرحى».
وقال المسؤول المحلي بالمقاطعة عبدالرشيد بالوش إن نحو 90 في المئة من منازل المنطقة قد دمر بالكامل. ونقل عبدالله أبوهلالة مراسل بي بي سي في باكستان عن مسؤول إداري بالأقليم أن مئات القرى تضررت بشكل مباشر من جراء الزلزال، بينما استدعي الجيش للمساعدة في عمليات الإغاثة.
وكان قد قتل نحو 35 شخصا في المنطقة نفسها في أبريل الماضي عندما ضرب زلزال آخر بقوة 7.8 المنطقة وكان مركزه إيران.
من جهة أخرى شهد ساحل باكستان الجنوبي من بحر العرب شهد أمس الأول الثلاثاء ولادة جزيرة جديدة «تقيأتها» الأعماق بفعل الزلزال الذي ضرب البلاد، في ظاهرة نادرة صورتها الكاميرات، وغيّرت من خريطة المنطقة البحرية للباكستان المجاورة تقريبا لمداخل الخليج العربي.
الجزيرة صغيرة وشبيهة بجبل ممتد أفقيا، واستغرقت ساعات لتظهر بالكامل لباكستانيين احتشدوا بالمئات ليشهدوا ولادتها عائمة على بعد 600 متر تقريبا من ساحل «جوادار» الباكستاني، فبدت كما حاملة طائرات راسية في الموقع المنكوب.
ومعظم المعلومات عن الجزيرة بثتها قناة GEO TV الباكستانية نقلا عن خبراء جيولوجيين، ومنهم زاهد رافي، وهو من «المركز الوطني للمسح الزلزالي» في كراتشي، فأبدى عدم دهشته من ظهورها «لأن زلزالا بهذه القوة يحرك تضاريس الأعماق عادة فتندفع إلى السطح» كما قال.
تحدث عنها أيضا جون بيليني، وهو جيوفيزيائي بهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، فذكر طبقا لما نقلت عنه الوكالات، أن صغر مساحة الجزيرة يناسب قوة الزلزال الذي يبعد مركزه 235 كيلومترا جنوب شرقي بلدة «دالباندين» في إقليم بلوخستان المتاخم لإيران، مشيرا إلى أنه لو كان مركزه أقرب لكانت التضاريس التي خرجت من الأعماق أكبر بكثير.
كما نشرت صحيفة «ذي داون» الباكستانية في موقعها الإلكتروني أمس الأربعاء «أن ارتفاع الجزيرة 30 بطول 60 مترا» بحسب ما نقلت عن طفيل بالوش، المسؤول بالإدارة المحلية لمنطقة الساحل الجنوبي، إلا أنه لم يذكر شيئا عن عرضها بالأمتار. ثم أضاف بالوش: «قبل 60 سنة ظهرت على السطح البحري جزيرة مماثلة، لكنها اختفت ولم نعد نراها».