
أكد وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الصحة الشيخ محمد العبدالله، أن القمة الخليجية المنعقدة في الكويت لن تشهد ولادة الاتحاد الخليجي ، مشيرا الى ان فكرة الاتحاد تحتاج الى مزيد من الدراسة والبحث و«الروية وأخذ آراء الجميع» .
وقال العبدالله في تصريح للصحافيين مساء أمس على هامش حفل افتتاح المركز الاعلامي المصاحب للقمة الخليجية العربية لدول مجلس التعاون ، ان مسألة الاتحاد الخليجي سواء كانت سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا لا تزال قيد البحث والدراسة ، مؤكدا أنه متى ما تم الاتفاق على هذا الاتحاد سيتم رفعه الى القمة ، إلا أن هذا لن يحصل في قمة الكويت ، وربما يحصل في القمم المقبلة.
وتعليقا على الخلاف العماني - السعودي حول الاتحاد الخليجي، قال العبدالله : ان كافة الأمور العالقة ستحل بحكمة القيادة وستستمر هذه المنظومة الخليجية بنجاح، مضيفا : «إن الله سبحانه وتعالى حبانا بقادة حكماء وأي طريق فيه صعاب ستحل بفضل حكمة القادة ، وستحل جميع الامور خلال الاجتماعات واللقاءات ، وقد واجهتنا الكثير من الصعاب والاختلافات واستطعنا حلها وستستمر هذه المنظمومة الخليجية .
من جهة أخرى كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة لـ «الصباح» أن القمة الـ 34 لمجلس التعاون الخليجي التي تستضيفها الكويت غدا ، ستكون قمة مفصلية لحسم الكثير من القضايا المصيرية والنهمة ، خصوصا أنها تعقد في ظل تطورات إقليمية ودولية بالغة الدقة والحساسية ، كان آخرها إبرام اتفاقية بين إيران والدول الغربية بشأن برنامجها النووي .
وأوضحت المصادر أنه بالإضافة إلى الملفات الخليجية المهمة التي ستبحثها القمة ، وبينها : الاتحاد الخليجي والعملة والموحدة ، واللذان يتوقع إرجاء حسمهما انتظارا لإجراء المزيد من المشاورات حولهما ، وكذلك تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والأمني بين دول المجلس ، فإن هناك ملفات أخرى لا تقل عن ذلك أهمية ، وبينها تحقيق المصالحة والتقارب بين دولتي قطر ومصر ، وذلك في أعقاب الجفوة التي سادت علاقات البلدين ، إثر الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي وحكم الإخوان المسلمين ، في الثالث من يوليو الماضي .
وذكرت المصادر أن دول مجلس التعاون ستبذل خلال القمة جهدا في هذا المجال ، لإقناع قطرة بضرورة تخفيف الحملة التي تقودها قناة الجزيرة ضد النظام المصري الحالي ، ومن ثم فتح قنوات التواصل الطبيعية بين البلدين لإعادة العلاقات بينهما إلى طبيعتها السابقة ، مشيرة إلى أن الزيارة التي قام بها صاحب السمو أمير البلاد أخيراً إلى السعودية مصطحبا معه سمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد ، وعقد لقاء ثلاثي مع خادم الحرمين الشريفين قد مهد لهذه الخطوة التي ستبحثها القمة غدا .
المصادر ذاتها توقعت أيضا أن يقوم أمير قطر بزيارة إلى مصر عقب القمة ، وتحديدا يوم 18 أو 19 من الشهر الجاري ، ولم تستبعد أن يرافقه في هذه الزيارة أحد زعماء دول مجلس التعاون للقاء الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور وأركان الحكم الحالي .
أضافت أن قمة الكويت ستبحث أيضا ضرورة إشراك دول مجلس التعاون الخليجي في أي مباحثات قادمة مع إيران بشأن برنامجها النووي ، باعتبار أن دول المجلس هي الأكثر تأثرا بهذا البرنامج ، في حال وقوع أي أضرار جانبية له .