
دمشق - «وكالات»: فيما تشهد منطقة الشرق الأوسط موجة صقيع ضخمة «عاصفة إلكسيا» لاسيما لبنان والأردن وسوريا وفلسطين وبعض مناطق تركيا قامت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بمساعدة من الجيش اللبناني بتوزيع معدّات إغاثية عاجلة على نازحين سوريين يعيشون في الخيام في منطقة البقاع، شرقي لبنان، وهي المنطقة الأكثر تأثراً بالعاصفة في محاولة لتدارك الكارثة الإنسانية هناك.
وأعلنت المفوضيّة السامية عن إتمام تسليم معدات إغاثية لحوالي 125 ألف نازح في البقاع ، إضافة لحوالي 55 ألف نازح آخرين سيتسلمون المعدّات خلال الأيام القليلة المقبلة، شملت هذه المعدات سواتر بلاستيكية وأخشاب ومعدات أخرى تساعدهم في ترميم خيامهم.
وفي المقابل، لم يتمكّن فريق المفوضيّة من الوصول لمخيم «كلّس» على الحدود السورية التركية، وذلك بسبب إغلاق الطرقات وتراكم الثلوج، في حين كانت لبنان قد سمحت في وقت سابق من الأسبوع باستخدام معدّات الجيش اللبناني من أجل الوصول للنازحين وتوزيع المساعدات لهم أثناء العاصفة.
ويعاني النازحون السوريون من أوضاعٍ مأساويّة في مواجهة العاصفة، إذ تحطمت بعض الخيام في بعض المناطق، واجتاحت المياه العديد منها، عدا عن النقص الكبير في الوقود ووسائل التدفئة المتوفّرة، وتبدو المساعدات شحيحة جداً مقارنة بحجم الكارثة، إذ اكتفت المنظّمات الإنسانيّة بتوزيع حوالي 250 ألف بطانية و6 آلاف فرن للنازحين السوريين في لبنان خلال الشهور الماضية، كما شملت المساعدات على مبالغ مالية «بقيمة 150 دولارا» وزعت على 45 ألف عائلة من أجل التجهّز للعاصفة وشراء الوقود والأفران.
ويبلغ عدد النازحين السوريين في لبنان أكثر من 800 ألف نازح، وعلى عكس الدول المحيطة الأخرى التي استقبلت النازحين، لا توجد في لبنان مخيّمات مجهّزة وإنّما يعيش النازحون في تجمعات للخيم متوزعة في أكثر من 1600 نقطة على طول البلاد، وهو ما يجعل أوضاع هؤلاء النازحين كارثية نتيجة لضعف الموارد المتاحة وهشاشة الخيم إضافة إلى أن ذلك يصعّب مهمّة إيصال المساعدات.
ويقدّر عدد النازحين السوريين في البلدان المحيطة بسوريا بحوالي 2.3 مليون نازح، إضافة لملايين النازحين داخلياً في سوريا، وقد وثّق ناشطون حالات وفاة متفرّقة في سوريا نتيجة العاصفة في مناطق مختلفة من البلاد، لكن لا توجد تقديرات دقيقة حتى الآن عن العدد الكلّي للوفيات.
وقد فاقمت الاحوال الجوية السيئة التي يشهدها الاردن حاليا نتيجة موجة قطبية باردة محملة بالثلوج من معاناة اللاجئين السوريين في مخيم «الزعتري» بعد ان تسربت المياه الى خيامهم واماكن مأواهم.
ويشهد الاردن احوالا جوية سيئة بدأت بتساقط الثلوج امس وسط توقعات من دائرة الارصاد الجوية بأن تستمر الموجة الباردة ثلاثة ايام وان تبلغ ذروتها غدا الامر الذي دفع الحكومة الاردنية الى تعطيل المؤسسات العامة والدوائر الحكومية والمدارس والجامعات اليوم ما اثر على احوال اللاجئين السوريين خاصة في مخيم «الزعتري» الذين يعيشون في خيام وبيوت مؤقتة «كرافانات».
ونقلت وسائل اعلام اردنية عن مدير ادارة شؤون مخيمات اللاجئين السوريين العميد وضاح الحمود القول ان الادارة اعدت خطة طوارئ لتهيئة الظروف المناسبة لمخيم «الزعتري» جراء الاحوال السائدة في الاردن.
واضاف الحمود ان الخطة ستشمل اعادة فتح الطرق في المخيم لتسهيل حركة المركبات الخدمية للوصول الى الحالات الطارئة وفتح قنوات تصريف المياه للحيلولة دون أن تشكل البرك المائية والتأكد من استعداد محولات الكهرباء داخل المخيم.
من جانبها حذرت الامم المتحدة في بيان من اثار الاحوال الجوية الباردة خلال الاشهر المقبلة على اللاجئين السوريين معربة عن عزمها تقديم مزيد من المساعدات لهم سواء في الداخل او في الخارج.