
القاهرة – «وكالات»: قتل 13 شخصا على الأقل في انفجار كبير ضرب مبنى مديرية الأمن في مدينة المنصورة شمالي مصر، وأصيب أكثر من 100 آخرين، بحسب ما أفاد به مسؤولون ووسائل الإعلام.
وسبب التفجير، بحسب ما ذكرت التقارير، سيارة مفخخة، أدت إلى انهيار جزئي في المبنى.ووصف رئيس وزراء الحكومة المؤقتة، حازم الببلاوي، الحادث بأنه «من أعمال الإرهاب».
وقد تزايدت الهجمات على قوات الأمن والشرطة المصرية منذ إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي في يوليو الماضي.ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الانفجار الذي وقع الثلاثاء.
وقال الببلاوي لمحطة أون تي في المصرية الفضائية «ستبذل الدولة قصارى جهدها لملاحقة المجرمين الذين نفذوا العملية، وخططوا لها، ومن دعموا الهجوم».
وكان الانفجار قد ضرب المبنى في الساعة 01:10 من صباح الثلاثاء.وأصيب أكثر من 100 شخص بجروح فيه. وأفادت وسائل الإعلام المصرية بإن مدير الأمن في المدينة كان من بين من أصيبوا.
وقد أدى الانفجار إلى تهشيم النوافذ في المباني المجاورة، كما شعر الناس بتأثيره على بعد 20 كيلومترا، بحسب ما قالت التقارير.
والمنصورة، التي يبلغ عدد سكانها 480.000 نسمة، هي عاصمة الدقهلية، وتقع في شمال منطقة الدلتا.
ومنذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، أول رئيس ينتخب ديمقراطيا، أخذ أنصاره في تنظيم مسيرات حاشدة يطالبون فيها بإطلاق سراحه.
وتوالت ردود الأفعال الرسمية والشعبية المنددة والمستنكرة بشدة للهجوم الذي استهدف مديرية أمن محافظة الدقهلية،ففي الجامعة العربية ندد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي بالهجوم داعيا الجميع إلى نبذ العنف والأعمال الارهابية محذرا من مخاطر العبث بأمن مصر واستقرارها .
كما أكد الامين العام للجامعة العربية في بيان على ضرورة التحلي بالحكمة وتحكيم العقل خلال هذه المرحلة الانتقالية لاستكمال تطبيق خارطة الطريق التي يتطلع الشعب المصري الى تنفيذ بنودها .
أما على المستوى الحكومي فقد أكد المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري السفير هاني صلاح أن هجوم الدقهلية لن يثنى الحكومة عن المضي قدما للتحضير للاستفتاء على الدستور يومي 14 و 15 يناير المقبل.
من جهته قال المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية العقيد أحمد محمد علي في بيان» ان مثل هذه العمليات الجبانة تقوم بها فئة ضالة خرجت عن الجماعة الوطنية المصرية وانتهجت العنف والغدر واستحلت دماء المصريين».
وأضاف أن « ذلك يزيدنا عزما وإصرارا على تطهير أرض الوطن من خفافيش الظلام وأنصار التنظيمات المتطرفة التى تحاول بين الحين والآخر العبث بأمن مصر القومي وإثارة الفزع بين المواطنين»، من جانبه دان مفتي مصر الدكتور شوقي علام في بيان صحافي حادث تفجير مديرية أمن الدقهلية الذي وصفه بالعمل الإجرامي الذي يتطلب من الجميع اتخاذ موقف صارم ضد هذا الإرهاب ومشددا على «ضرورة تكاتف الشعب المصري في وجه الإرهاب الذي يهدد أمن البلد واستقراره».
أما شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب فقد دان الهجوم داعيا الشعب المصري بجميع أطيافه إلى التكاتف في دعم مؤسسات الدولة للحفاظ على أمن مصر واستقرارها .
وقال شيخ الأزهر في بيان «أن مثل هذه الأعمال التخريبية التي تتسبب في ترويع الآمنين وتخل بأمن المجتمع أمر يحرمه الشرع وتنبذه الأعراف والقوانين» مشددا على ضرورة تعقب المتسببين في الحادث والقصاص منهم عبر محاكمة عاجلة .
من جهته شجب القائم بالأعمال بسفارة الولايات المتحدة في القاهرة دافيد ساترفيلد الهجوم مشددا على ضرورة تقديم المسؤولين عن الهجوم إلى العدالة .
خارجيا جاءت ردة الفعل مشابهة للداخل فقد أدان عدد من دول العالم الحادث محذرة من مغبة تفشي العنف في مصر.
وأدانت دول عربية وأمريكا وفرنسا وبريطانيا ودول أوروبية الحادث معربة عن تعازيه لاسر ضحايا التفجير.
وأكدوا وقوف بلدانهم إلى جانب الشعب المصري في هذه الأوقات العصيبة مضيفا ان الشعب المصري مصمم على بناء دولة مستقرة وديمقراطية .