
نيويورك - بروكسل –«كونا»:اشادت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون بدور الكويت الكبير في تعزيز العلاقات بين اوروبا ومنطقة الخليج،مثنية على سياسة البلاد الخارجية التي وصفتها بالمتوازنة ودورها الاقليمي الحيوي في المنطقة.
واعربت اشتون في مقابلة مع «كونا» أمس قبل زيارتها لمنطقة الخليج والتي تبدأ يوم غد عن تطلعها الى مناقشة العلاقات بين الاتحاد الاوروبي ودولة الكويت مع القيادة الكويتية نظرا لتولي الكويت الرئاسة الدورية الحالية لمجلس التعاون الخليجي ودورها المهم في تعزيز العلاقات بين المنطقتين،متطلعة الى مناقشة القضايا الملحة مع المسؤولين الكويتيين.
وذكرت ان الاتحاد الاوروبي والكويت يرغبان في رؤية الائتلاف السوري المعارض كممثل للقوى الديمقراطية في سوريا ورادع عن دعم الجماعات المتطرفة.
ولفتت اشتون الى ان الاتحاد الاوروبي والكويت يشتركان في هدف التوصل الى عملة الانتقال الحقيقية في سوريا من خلال مؤتمر «جنيف 2».
وبالنسبة لسوريا قالت اشتون ان دولة الكويت اثبتت بالفعل التزامها بمساعدة الشعب السوري واستضافة مؤتمر الامم المتحدة الثاني.
واضافت ان «الاتحاد الاوروبي ودولة الكويت لديهما مصلحة مشتركة في معالجة التدفقات المالية الخاصة غير المشروعة الى الجماعات المتطرفة داخل سوريا».
واكدت ان دور دولة الكويت كأكبر دولة عربية مانحة يفتح آفاقا كثيرة للتعاون مع الاتحاد الاوروبي الذي لا يزال اكبر الجهات المانحة العالمية.
وبالنسبة للمسائل الاخرى كتيسير التجارة وسياسة التأشيرات والطاقة قالت اشتون انه «يمكن للتعاون بين الاتحاد الاوروبي ودولة الكويت ان يعزز علاقات الاتحاد الاوروبي مع دول مجلس التعاون الخليجي لما فيه مصلحة الطرفين».
واعربت اشتون عن سعادة الاتحاد الاوروبي بالتقدم المحرز مؤخرا في العلاقات بين دولة الكويت والعراق والذي سيؤدي الى تطبيع العلاقات بينهما قريبا.
واوضحت ان الاتحاد الاوروبي يعتزم مواصلة العمل بشكل وثيق مع دولة الكويت لتعزيز الاستقرار السياسي في العراق وهو امر حاسم بالنسبة للمنطقة الواسعة النطاق في اعقاب التوقيع على الشراكة بين الاتحاد الاوروبي والعراق واتفاق التعاون في عام 2012.
إلى ذلك أكد المندوب الدائم لدولة الكويت لدى الأمم المتحدة السفير منصور عياد العتيبي الكويت أمس ان استضافة الكويت للمؤتمر الثاني للمانحين في الـ15 من الشهر الجاري كما استضافت المؤتمر الاول في يناير العام الماضي ينطلق من شعورها بالمسؤولية الأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب السوري الشقيق.
وأعرب السفير العتيبي في مقابلة مع «كونا» أمس عن أمله في نجاح المؤتمر لدعم الوضع الانساني في سوريا وحشد الأموال اللازمة للمساعدة على تخفيف معاناة الشعب السوري الشقيق في الداخل والخارج متمنيا أيضا نجاح مؤتمر «جنيف2» في التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية.
وقال إن قبول حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد استضافة المؤتمر ينطلق من شعور الكويت «بالمسؤولية الأخلاقية والإنسانية» التي تحتم عليها الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق في هذه الظروف العصيبة والسعي إلى حشد الدعم الدولي الذي تحتاجه الأمم المتحدة ووكالاتها لتمويل أنشطتها الإنسانية في سوريا والدول المجاورة لها.
وأضاف أن اختيار الكويت في حد ذاته اعتراف بسياسة الكويت المتوازنة تجاه الأزمات التي تعصف ببعض دول المنطقة وتقدير لدورها في السعي إلى حلها كما أنه يعكس العلاقة المتميزة التي تربط الكويت بالأمم المتحدة وتعاونها مع منظماتها ووكالاتها المتخصصة خاصة في المجالين التنموي والإنساني.
وقال السفير العتيبي ردا على سؤال لـ«كونا» إن المؤتمر الأول كان ناجحا بكل المقاييس فقد فاقت التبرعات المعلنة المبلغ المستهدف وتجاوزت المساعدات التي وصلت بالفعل إلى الشعب السوري سواء بشكل ثنائي أو عن طريق المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة نسبة الـ70 في المئة من تلك التبرعات المعلنة.
واعتبر ان تلك النسبة تعتبر ناجحة «لأنه نادرا ما تتلقى الأمم المتحدة جميع التبرعات المعلنة لأسباب تعود إلى طول وتعقد الإجراءات الإدارية في تسديد التبرعات التي تتعهد بها البلدان».
وأشار الى أن الاحتياجات التي حددت لهذه السنة وفقا لخطة الاستجابة التي أعدتها الأمم المتحدة عالية جدا وتبلغ 6.5 مليارات دولار وهي أول مرة تعلن فيها الأمم المتحدة عن خطة بهذه الضخامة.
وذكر السفير الكويتي أن الكويت كانت تأمل أن تحل المشكلة في سوريا وأن تتوقف فيها أعمال العنف وألا تكون هناك حاجة لمؤتمر ثان للمانحين لكن المأساة ما تزال مع الأسف مستمرة مما يملي على الكويت كدولة في المنطقة وقريبة من المأساة التي يعانيها الأشقاء في سوريا أن تستمر في أداء الدور الذي أخذته على عاتقها بتقديم كل المساعدة الممكنة إلى الشعب السوري.
وأعرب عن أمله في أن يكون مؤتمر «جنيف 2» بداية لعملية تضع إطارا لحل سياسي للأزمة السورية بناء على ما تم الاتفاق عليه في «جنيف 1» لأن المسألة السورية «يجب أن تحل بطرق دبلوماسية وسياسية» مشددا على أن هذا هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة التي «نتمنى أن تنتهي في أسرع وقت ممكن».
ووصف السفير العتيبي «جنيف 2» بأنه «الأمل في التوصل إلى حل سياسي وليس هناك أي خيار آخر غيره».