
عواصم – «وكالات»: سلسلة من التطورات المتسارعة مع قرب انعقاد مؤتمر جنيف 2 والذي بات واضحا أن الخلاف بدأ يضرب اركانه قبيل انعقاده غدا بعد أن دعا السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون في خطوة مفاجئة إيران للمشاركة في «مؤتمر جنيف2»،مما أثار غضب الولايات المتحدة والمعارضة السورية حيث اعلنت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية جين بساكي انه اذا لم تعلن ايران موافقتها الكاملة على بيان جنيف الاول فانه يجب الغاء هذه الدعوة فيما اعلن ائتلاف المعارضة السورية رفضه مشاركة ايران وتعليق مشاركته حتى يتراجع بان عن دعوة ايران.
إلى ذلك أعلنت السلطات السعودية أمس أنها ترفض مشاركة إيران في مؤتمر جنيف 2 الهادف لبحث الأزمة السورية بسبب رفض طهران شرط تشكيل حكومة انتقالية ولوجود «قوات تابعة لها تحارب مع النظام السوري».
هذا ومنعت السلطات الفرنسية الطائرة التي تقل الوفد السوري المتجه الى سويسرا للمشاركة في مؤتمر «جنيف-2» لحل الازمة من عبور اجوائها، بحسب ما افاد مصدر رسمي سوري.
من جانبه قال الرئيس السوري بشار الاسد ان مؤتمر «جنيف 2» المعني ببحث إمكانية التوصل الى حل سلمي للازمة التي تشهدها بلاده يجب ان يخرج بنتائج واضحة تتعلق «بمكافحة الارهاب» مؤكدا في الوقت نفسه انه لا يرى مانعا لترشحه لفترة رئاسية جديدة .
وذكر الاسد في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية ونشرت نصها وكالة الانباء السورية الرسمية هنا اليوم ان «الشيء البديهي والذي نتحدث عنه بشكل مستمر هو ان يخرج مؤتمر جنيف بنتائج واضحة تتعلق بمكافحة الارهاب في سوريا».
واضاف انه فيما يتعلق بالجانب السياسي فيمكن لمؤتمر «جنيف 2» المقرر عقده بعد غد الاربعاء ان يكون عاملا مساعدا في عملية الحوار لا بديلا عن عملية سياسية تحصل بين السوريين داخل سوريا.
وأكد ان جوهر أي مبادرة يتم طرحها يتطلب موافقة السوريين عليها أولا «وهذا يبدأ بالأزمة وقضية مكافحة الارهاب» وينتهي برؤية السوريين للمستقبل السياسي لبلادهم ونوع النظام السياسي الموجود بها.
وأوضح ان «أي شيء نتفق عليه مع أي طرف سواء في جنيف او في سوريا لا بد ان يخضع للموافقة الشعبية وهذا يكون عبر استفتاء شعبي يشارك فيه المواطن السوري».
وحول ترشحه لفترة رئاسية جديدة قال الاسد ان هذا الامر يعتمد على شيئين هما القرار الشخصي والرأي العام في سوريا مشيرا الى انه لا يرى أي مانع من الترشح لهذا المنصب أما بالنسبة للرأي العام السوري فمازال هناك أربعة أشهر قبل ان يتم الاعلان عن موعد الانتخابات .
واضاف انه «حتى ذلك الوقت اذا كانت هناك رغبة شعبية ورأي عام يرغبان بان أترشح فانا لن اتردد ولا لثانية واحدة بان اقوم بهذه الخطوة وبالمختصر نستطيع أن نقول بأن فرص الترشح هي فرص كبيرة.
ومن جانب آخر دعا العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الى الاسراع بايجاد حل سياسي شامل للازمة السورية المستمرة منذ منتصف مارس 2011 وأودت باكثر من 130 الف شخص، وذلك قبل يومين من مؤتمر جنيف-2.
واوضح بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني ان الملك عبد الله اكد خلال لقاءه في عمان أمس وفدا يمثل مجلسي الشيوخ والنواب الاميركيين على «اهمية الاسراع في إيجاد حل سياسي شامل للأزمة، يحافظ على وحدة سوريا أرضا وشعبا، وينهي حالة العنف، ويجنب المنطقة آثارها الكارثية».
واشار الملك الى «الأعباء المتزايدة التي يتحملها الأردن على موارده نتيجة لاستضافته العدد الأكبر من اللاجئين السوريين».
وحذرت 35 منظمة إنسانية دولية من فشل مؤتمر السلام الدولي المعني بحل الأزمة في سوريا «جنيف2» المقرر عقده غدا مؤكدة أن هذا الأمر سيشكل خطرا على حياة ملايين البشر في سوريا والدول المجاورة.
وناشدت المنظمات الانسانية في بيان صحافي المجموعة الدولية ببذل قصارى جهدها من اجل التوصل لحل سياسي للنزاع في سوريا قائلة «نناشد الاطراف المشاركة في المؤتمر بضرورة التوصل لحل سياسي ينهي معاناة ملايين البشر في سوريا والدول المجاورة وذلك بعد ثلاث سنوات من بدء اعمال القتال في الاراضي السورية فاستمرار النزاع يعني زيادة اعداد المدنيين السوريين الذين يعانون من التشرد والجوع والفقر.
ومن المقرر ان يبدأ المؤتمر اعماله يوم غدا في مدينة مونترو السويسرية، قبل ان يستكملها في جنيف. ويشارك فيه ممثلون للنظام والمعارضة باشراف الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي، في سعي للتوصل الى حل النزاع المستمر منذ منتصف مارس 2011.