
شدد وزير التربية وزير التعليم العالي أحمد عبدالمحسن المليفي على أهمية المثابرة والإخلاص في التحصيل العلمي، إذا ما أردنا بناء مجتمع منتج متطوّر.
وقال الوزير في رسالة وجهها إلى الطلبة وأولياء أمورهم بمناسبة انطلاق قطار التعليم للفصل الدراسي الثاني: إن الكويت بنيت على سواعد رجال مخلصين، أدركوا أهمية العلم، فسارعوا – منذ مطلع القرن العشرين – إلى بناء المؤسسات العلمية الحديثة، وإذكاء روح الشغف العلمي، القائم على التسامح والانفتاح، وذلك برغم ضعف الموارد وقلة الإمكانات آنذاك.
ودعا الوزير أبناءه الطلبة إلى الأخذ بتلك الهمة العالية والروح الطموحة، مذكرا في الوقت آنه بما وصلت إليه الشعوب المتطوّرة راهنا من ثورة علمية وتقنية تفاجئنا كل يوم بإنتاج صناعي، طبي وجديد، ونظريات اقتصادية وثابة، بالإضافة إلى القفزات الهائلة في مجال المعلوماتية. وقال المليفي إن أبناءنا وبناتنا الذين ينتظمون صبيحة هذا اليوم في مقاعد الدراسة هم ذخر الوطن وبانو نهضته العلمية في المستقبل القريب وكذاك البعيد، فلكل زمان رجاله، ونحن نغرس فيهم اليوم حب العلم لنجني ثماره مستقبلاّ.
وقال المليفي إن التعليم في مراحله الأولية يقوم على أسس عديدة، يعد التحصيل المعرفي أحد روافدها، إلى جانب أسس اجتماعية ونفسية، وكذلك بناء أخلاقي نطمح إليه جميعا. إننا نحرص على بث روح المسؤولية بين أبنائنا، وتشرّب حب الوطن منذ الصغر، إذ إن التحصيل العلمي من دون الإحساس بالمسؤولية أمر يشوبه القصور، كما أن حب الوطن من دون رافد علمي قد لا يؤتي أكله على الوجه السليم.
وأكد المليفي في رسالته على إيمان عميق بما يتحلى به أبناؤنا الطلاب من مواهب إبداعية خلاقة، وتفكير نقدي بناء داعيا إلى إفساح المجال للحوار أمام هؤلاء الطلاب بما يذكي جانب الثقة في النفس، والشجاعة القائمة على إبداء رأي سديد من دون خوف أو تردد. فالعلوم الإنسانية النظرية معنية بالدرجة الأولى ببناء النفس، إلى جانب تلك التطبيقية التي تتخذ من التجريب المختبري منطلقا لها.
وفي سياق الرسالة ذاتها وجه المليفي كلمة إلى أولياء الأمور، مشددا على أن البيت هو اللبنة الأولى للتعليم، مؤكدا على ضرورة تنمية تلك القيم القائمة على الصدق، ونقاء الضمير، وكذاك الصبر والشجاعة وإجلال المعلم وتقديره، مشيرا إلى أن هذه القيم تبث في روح الأبناء منذ الصغر وتتخذ من المنزل منطلقا لها. مما يمهد المجال لخلق شراكة حقيقية بين المنزل والمدرسة لمتابعة الأبناء ومراقبة تحصيلم العلمي أولا بأول.
ودعا المليفي أولياء الأمور إلى استحضار جهود آبائنا الذين أسسوا نهضة هذا الوطن بكل المجالات سواءً الاقتصادية والاجتماعية وحتي الثقافية ولايمكن أن تتطور مجتمعاتنا دون نهضة علمية خلاقة تمكننا من المنافسة في هذه الفترة الزمنية التي أصبح للعلم دور محوري وهام فيها.