
الكويت - القاهرة - «كونا»: دشنت الكويت من العاصمة المصرية أمس تحركا دبلوماسيا يهدف إلى تصفية الأجواء الخليجية والعربية ، تمهيدا لعقد القمة العربية المقبلة التي تستضيفها البلاد يومي الخامس والعشرين والسادس والعشرين من الشهر الجاري .
فقد اجتمع النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ، خلال وجوده في القاهرة لترؤس وفد الكويت في اجتماعات المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية في دورته الـ141 التي بدأت أعمالها أمس ، بوزراء خارجية كل من سلطنة عمان والجزائر ولبنان .
وتناولت اللقاءات سبل توطيد العلاقات الثنائية بين الكويت وهذه الدول الشقيقة في كل المجالات ، وكذلك بحث الموضوعات محل الاهتمام المشترك والقضايا الاقليمية والدولية.
من جهة أخرى يترأس الخالد أيضا وفد الكويت في اجتماع هيئة تنسيق ومتابعة قرارات القمة العربية في جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري .
ويشارك في اجتماعات هيئة التنسيق وزراء خارجية دول ترويكا القمة «قطر والكويت والعراق» ووزراء خارجية ترويكا مجلس الجامعة «مصر وليبيا والمغرب» إضافة الى الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي .
في هذا السياق دعا الشيخ صباح الخالد الى بذل المزيد من الجهود التي تساهم في تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك ، بما يوحد الصف ويعزز التوافق ويقوي التكامل انطلاقا من الايمان الراسخ بوحدة المصير.
وعبر الخالد في مداخلة خلال اعمال الدورة 141 لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري ، والمنعقدة بمقر جامعة الدول العربية عن اعتزاز دولة الكويت باستضافتها لأول مرة مؤتمر القمة العربية أواخر الشهر الجاري.
وقال ان « القمة العربية تنعقد في الكويت في ظل مرحلة حرجة ومصيرية تمر بها المنطقة» ، ما يحتم علينا بذل المزيد لتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك.
واعرب عن أمله في أن تخرج القمة المقبلة بنتائج طيبة وايجابية ، تعكس آمال وتطلعات الامة العربية ، مجددا الدعوة والترحيب بوزراء الخارجية للمشاركة في الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية العادية الـ25 ، والمقرر عقده بالكويت في 23 مارس الجاري.
ووجه الخالد في كلمته التحية والتقدير للرئاسة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري ممثلة في وزير الشؤون الخارجية والتعاون بالمغرب صلاح الدين مزوار ، معربا عن يقينه بقدرته على ادارة الاجتماعات بكل كفاءة واقتدار.
كما عبر عن الامتنان الكبير لجميع الجهود التي قام بها رئيس الدورة السابقة لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري محمد إمحمد عبدالعزيز وزير الخارجية والتعاون الدولي في دولة ليبيا ، والتي هي محل تقدير بالغ من الجميع.
من جهته أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أن العلاقات بين الدول العربية في حاجة إلى وقفة جادة لاحتواء ما يشوبها من سحب وتنقية الأجواء ، وإزالة ما يعترض العمل العربي من عقبات لاصلاح مكامن الخلل والقضاء على مظاهر الإرهاب المتفشية في المنطقة.
ودعا العربي في كلمته إلى ضرورة إشاعة جو من الثقة بين أعضاء الأسرة العربية الواحدة ، والأخذ في الاعتبار أولا أخيرا تأمين المصالح العربية العليا المشتركة.
وشدد العربي الى أهمية الحفاظ على التضامن العربي ، الذي يشكل صمام الأمان وحجر الزاوية لاستعادة وحدة الموقف العربي في هذه المرحلة ، إزاء التحديات الراهنة التي توسعت في المنطقة والمحافظة على أمن واستقرار المنطقة على اتساعها.
من جانبه نبه وزير خارجية المملكة المغربية صلاح الدين مزوار رئيس الدورة 141 لمجلس الجامعة العربية إلى أن القضية الفلسطينية تشهد منعطفا خطيرا بعد تزايد العراقيل والممارسات الاسرائيلية التي تقوض جهود استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين .
وأكد مزوار الذى تترأس بلاده لجنة القدس أن وتيرة الاستيطان الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل غير مسبوق والاستمرار في مصادرة الاراضي وسلب الممتلكات ومحاصرة المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
من جانبه قدم وزير الخارجية والتعاون الدولي الليبي الدكتور محمد عبدالعزيز والذي ترأست بلاده أعمال الدورة 140 لمجلس الجامعة العربية التهنئة لمصر وشعبها على انجاز الاستحقاق المتمثل في التصديق على الدستور المصري وتشكيل حكومة جديدة لقيادة المسار الديمقراطي وترسيخ دولة المؤسسات والقانون .
كما هنأ تونس على انجاز دستورها الذي يعكس أولى مكاسب الثورة التونسية المباركة وعلى التوافق السياسي الذي تحقق في إطار حوار وطني شامل .
إلى ذلك أكد مجلس جامعة الدول العربية دعمه للقيادة الفلسطينية في مسعاها لانهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية ، مشددا على رفضه المطلق للاعتراف باسرائيل دولة يهودية.
وقال المجلس في بيان له في ختام مناقشات البند الخاص بالقضية الفلسطينية ، انه لن يكون هناك سلام دون اعتبار القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين وتأكيد ان القدس جزء لا يتجزأ من الاراضي الفلسطينية التي احتلت عام 67 ، واقامة دولة فلسطين المستقلة على خط الرابع من يونيو عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية ، استنادا الى ما جاء في قرارات الشرعية الدولة ومبادرة السلام العربية.
وفي الكويت بحث وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله أمس مع سفير المملكة العربية السعودية د . عبد العزيز الفايز عددا من أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين ، إضافة إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.