
مع عودة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد بسلامة الله إلى أرض الوطن أمس الأول الجمعة ، تزايدت الآمال كويتيا وخليجيا ، ببدء تحرك دبلوماسي رفيع المستوى ، يهدف إلى تطويق الأزمة السياسية التي نشأت أخيرا بين بعض دول مجلس التعاون الخليجي ، إثر قيام كل من المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين بسحب سفرائها من قطر .
في هذا الإطار رجحت مصادر نيابية أن تبدأ الكويت التحرك المرتقب في أسرع وقت ممكن ، مستشهدة في هذا الصدد بما سبق أن أعلنه رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم من أن الجميع بانتظار عودة صاحب السمو الأمير للشروع في مثل هذا التحرك ، كما أن القمة العربية المقرر عقدها في الكويت لم يتبق على موعدها أكثر من أسبوع واحد ، وهو ما يحتم التعجيل بمساعي تنقية الأجواء ، لتوفير ظروف مناسبة لإنجاح تلك القمة .
من ناحيته أكد النائب حمود الحمدان أن الإحساس بالأهمية الكبيرة لدور سمو الأمير ، كان واضحاً محلياً وخليجياً وإقليمياً فترة سفره للعلاج.
وقال الحمدان: «إن عودة سموه معافى من رحلة العلاج نعمة من الله تستحق الشكر، والشكر من وسائل دوام النعم على الأفراد والمجتمعات ، ومن أعظمها الالتزام بهدي كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم».
أضاف ان الأزمة الخليجية الحالية «تستلزم تدخل سمو الأمير بحكمته المعهودة ، وخبرته الدبلوماسية طوال نصف قرن مضى، نظراً بما يحظى به سموه من تقدير وكلمة مسموعة من إخوانه قادة دول مجلس التعاون الخليجي».
في سياق ذي صلة أكد وزير المالية السعودي الدكتور إبراهيم العساف أنه لا تأثير لقرار سحب السفراء من قطر على مسيرة مجلس التعاون ، وعلى الامتيازات التي حصلت عليها شعوب الخليج ، قائلا : «ما حدث لم ولن يؤثر على ما تم إنجازه من خطوات وبرامج وأوجه تعاون ومن مزايا ومكاسب لشعوب دول المجلس مجتمعة ، لأن مسيرتنا الخليجية ماضية في طريقها.. وإنجازات المجلس مستمرة دون توقف ولا يتوقع أن تتضرر منها شعوب الخليج بأي حال من الأحوال..لأنها تحكمها اتفاقيات وخطط وبرامج متلازمة».
إلى ذلك نوهت صحيفة «الفايننشال تايمز» البريطانية في تقرير لها حول الأزمة الخليجية الحالية ، بالدور الذي تلعبه الكويت للتقارب بين الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي .
من جهة أخرى أشاد النائب كامل العوضي برد وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن احمد آل خليفة على حادثة رفع صور المقبور صدام حسين في جامعة البحرين الوطنية في حسابه على تويتر حين قال بأن « صدام ليس منا، ومن يمجده فليس منا»، لافتاً إلى عمق العلاقات الخليجية وارتباطها الوثيق مع بعضها والتي تجسدت بشكل واضح حين بقوله «صدام قتل أهلنا واستباح أرضنا في الكويت».
وشدد العوضي على وحدة الشعوب الخليجية ووقفها صفاً واحداً تجاه أي خطر خارجي يمكن أن يهدد أمن واستقرار أي دولة من دول مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف العوضي أن تصريح وزير الخارجية البحريني بهذه السرعة والقوة كان له أثر إيجابي كبير في الكويت على المستويين الشعبي والسياسي، مؤكداً أن تصريح شخصية سياسية بهذا الحجم تعكس الرأي الحقيقي لدولة البحرين حكومة وشعباً في مثل هذه التصرفات، خاصة أن القيادات السياسية في دول الخليج كافة تحظى بإجماع شعبي والتفاف كامل حولها.
وأكد أن الأصوات النشاز التي تنطلق في أي دولة خليجية ما هي إلا محاولات يائسة من جماعات طائفية محدودة ومأجورة لبث الفتنة داخل الدولة أو بين دول مجلس التعاون.
وبين العوضي أن تسمية أي مرفق في أي دولة عربية باسم صدام حسين سيتجاوز مرحلة العتب أو الامتعاض لينعكس بشكل سلبي على العلاقات على المستويين الشعبي والسياسي، متسائلاً عن الأسباب التي يمكن أن تقف وراء ذلك في حال قامت أية دولة عربية بتسمية أي من مرافقها باسم من احتل دولة شقيقة ، ورأى أن هذا التصرف يقول للكويتيين بشكل بسيط ومباشر «نحن نحترم من احتلكم ونمجد من فك الصف العربي وأعاد الوطن العربي مئات السنين إلى الوراء».
وشدد على ضرورة الحذر الشديد في هذه الفترة من مثل هذه الممارسات البائسة وعدم التهاون أو التباطؤ في مواجهتها وملاحقة مرتكبيها، مثنياً مرة أخرى على توضيح وزير الخارجية وتذكيره بأن «صدام احتل الكويت وقصف الرياض والدمام والبحرين بمئات الصواريخ.... نحن لا نمجد هذه الأشكال»، حيث اعتبر الوزير بأن ما فعله صدام «لم يكن حماقة بل جريمة جعلت العراق لإيران ليومنا هذا».
وأشار العوضي الى أن تصريح وزير الخارجية البحريني أثلج صدور الكويتيين كافة ونزع فتيل أي أزمة محتملة على المستوى الشعبي أو وجود أي فجوة بين الشعبين الشقيقين.
وافاد بأن هذه التصرفات تنعكس بشكل سلبي سريع على الشعب قبل الحكومة لأن الشعب لا يفكر في حسابات سياسية معينة مثل الحكومات وتكون ردة فعله سريعة وعفوية خاصة وأن ذاكرة الشعب الكويتي لا يمكن أن تنسى ما فعله المقبور صدام حسين حين احتل دولة شقيقة يدفعه الطغيان والغرور.
وناشد العوضي كافة المسؤولين في دول مجلس التعاون الخليجي بأن يحذوا حذو الحكومة البحرينية الشقيقة ممثلة بوزير الخارجية بالرد القوي والفوري على أي ممارسات طائفية وفتنوية مماثلة واتباع النهج نفسه عندما تتأثر العلاقات بين دولتين خليجيتين لأي سبب كان مما يقوي أواصر الترابط بين الشعوب الخليجية ويمنع الفرقة بينهم.
واشار الى أن تصريح وزير الخارجية البحريني أزال عتب الكويتيين وطيب خواطرهم كأخوة متماسكين بقوله: «لكم الكرامة يا أهلنا في الكويت، يعز علينا أن ترفع صور صدام في جامعة البحرين وسط تصفيق البعثية».